وفاة علي طائب تفتح باب التساؤلات حول صراعات السلطة داخل إيران
احتدام الصراع الخفي بين مراكز النفوذ !
أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية، بينها قناة “إيران إنترناشونال”، عن وفاة علي طائب، الممثل الشخصي للمرشد الأعلى علي خامنئي في “مقر ثأر الله”، دون التطرّق إلى ملابسات الوفاة، ما أثار سلسلة من التساؤلات حول توقيت رحيله وظروفه، لا سيما في ظل موقعه الحساس داخل تركيبة النظام الأمني الإيراني.
وبحسب تقرير لصحيفة “معاريف” العبرية، فإن “مقر ثأر الله”، التابع مباشرة للحرس الثوري الإيراني، يُعد من أبرز الوحدات الأمنية المسؤولة عن ضبط الداخل الإيراني، وقد سبق أن أدرج ضمن أهداف “العدو الإسرائيلي” خلال المواجهة الأخيرة مع طهران، ما يضفي مزيدًا من الغموض على خلفية وفاة طائب.
وينتمي علي طائب إلى عائلة أمنية نافذة؛ فشقيقه حسين طائب شغل سابقًا رئاسة جهاز استخبارات الحرس الثوري حتى عام 2022، وكان مقرّبًا من مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى، في حين أن شقيقهم الثالث، مهدي طائب، يعتبر من الشخصيات المحورية في توجيه السياسات العقائدية للنظام، ويقود ما يُعرف بـ”مركز أمانة استراتيجية العمق الإيراني”.
وقد لعب علي طائب، وفق المصادر الإيرانية، دورًا بارزًا في الحرب العراقية الإيرانية، كما ساهم في رسم معالم التوجيه العقائدي لوحدات “ثأر الله”، المعنية بالتصدي للاحتجاجات الشعبية، ما جعله أحد الأذرع العقائدية الأساسية للنظام في ظل تنامي النقمة الداخلية.
وفاته المفاجئة، في سياق الصراع المفتوح بين أجنحة السلطة داخل إيران، قد تكون إشارة إضافية إلى احتدام الصراع الخفي بين مراكز النفوذ، وتفتح الباب أمام تكهنات عن إعادة رسم خرائط الولاء داخل دوائر النظام، خصوصًا في ظل صمت رسمي حول سبب الوفاة وعدم إصدار رواية طبية واضحة حتى الساعة.