بقلم بلال مهدي
الخطر الحقيقي بعد تحرير المناضل جورج عبدالله لا يكمن في معتقله السابق، بل فيما ينتظره في لبنان، كيف سيُوظَّف؟ أين سيُدرج خطابه؟ ومن سيستثمر رمزيته؟
ما يُعرف بـ”مثلث الموت الإعلامي : الميادين، المنار، الأخبار” قد تحوّل إلى منصة تلميع لمحور الاستبداد والممانعة الزائفة.
ولم يعد خافيًا أنه يستثمر في القضايا العادلة، بينما ينحرف عن جوهر العدالة.
وأكثر ما يخشاه الأحرار، أن يُزجّ بجورج عبدالله في هذا المثلث الإعلامي المفلس أخلاقيًا، فتُستنزف رمزيته ويُختزل تاريخه في خطاب لا يُشبهه.
هذا المسار لا يُضعف فقط من مكانته النضالية، بل يُعطي العدو الصهيوني وداعميه في الغرب الذريعة لتشويهه وشيطنته، وربما اعتبار الإفراج عن المناضل جورج عبدالله “خطأً سياسيًا وأمنيًا” ما قد يؤدي إلى تحييده.
الحل؟
أن يكون لجورج عبدالله صوت مستقل، حرّ، يُعبّر عن نضاله الذي سبق “حزب الله” ومحوره، ويستمر بعده، دون أن يُدجَّن أو يُختزل.
أن يُحرَّر ليس فقط من السجن الجسدي، بل من أسر التوظيف الإعلامي الرخيص، ومن فخ التحنيط الخطابي.
الحرية لا تكتمل إلا حين يحافظ المناضل على استقلاليته، لا حين يُساق إلى واجهات لم تعد تملك من المقاومة سوى شعاراتها.