هذا هو الشعب اللبناني لن يتغيّر، ماذا لو حصلت الانتخابات النيابية اليوم…

د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

بالرغم من الانهيار الكبير الذي حصل واشمئزاز ما يقارب أغلب المواطنين من الحالة الميؤوسة التي وصلوا إليها واعتراض تام على الطبقة السياسية في المجالس، والفقر الذي دخل أغلب البيوت اللبنانية ومن بابه الواسع …سيبقى صامداً و متشرفاً بإذلال نفسه…

مع حياة بلا كهرباء ورفع تعرفتها بالرغم من الوعود بخطط جهنمية إنقاذية أوصلتنا إلى انقطاعها بشكل دائم…

وارتفاع بأسعار المولد “الاشتراكات الشهرية”دون رحمة وغلاء في البنزين،
وارتفاع بأسعار الادوية وإخفائها من قبل تجار البشر وتحليق اسعار الاستشفاء…

وغلاء المواد الغذائية من قبل المجرمين تجار الوطن…

ولا ننسى انقطاع الماء ولو كنا من اغنى الدول المائية ونملك الكثير من الآبار الجوفية والأنهر المهدورة…

ورغم ارتفاع وتحليق سعر صرف الدولار وانهيار الاقتصاد اللبناني مع الغلاء في الاتصالات الارضية والجوال وارتفاع بأقساط الجامعات والمدارس وشبه انهيار في قطاع التعليم ودفع رواتب للمعلم لا تكفيه أكثر من خمسة أيام في الشهر …وتأميم المصارف لأموال المودعين وسرقتها وتهريبها إلى الخارج من قبل إدارات المصارف المجرمة وبطريقة احتيالية غير مسبوقة هذا غير الفساد الذي وُصم بهذا القطاع المالي والمصرفي اللبناني، إضافة إلى الأزمة السياسية الخانقة مع دخول لبنان في شهره الثالث من مرحلة الشغور الرئاسي وسرقة أكثر من ٣٠٠ مليار دولار من الطبقة الحاكمة لأموال الدولة…

ولا ننسى التنازل عن خط ال 29 لصالح دولة اسرائيل و مكافأتها ب ١٤٩٠ كم وأكثر من ٣٠٠ مليار دولار بعد صراع دام لأكثر من خمسة وسبعين عاماً مع العلم أننا نحن بأمسّ الحاجة لهذه البقعة الجغرافية النفطية ولا يجب علينا أن ننسى أنّ هناك مادة في الدستور تمنع التنازل عن أي شبر من الأراضي اللبنانية ومن مياهه الاقليمية، وأي  تفاوض على الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة وفيه أي تنازل مخالف للدستور وللمادة الخامسة من اتفاقية الهدنة سنة 1949، لأن الحدود الدولية المعترف بها دولياً للبنان مرسومة منذ العام 1923 بموجب اتفاقية بوليه – نيو كمب الموجودة في انكلترا وفرنسا والتي كرّستها عصبة الأمم فأصبحت جزءاً من القانون الدولي وكل هذا حصل من أجل بقاء السياسيين في مراكزهم والتسلط على الغنم…

” فالطبقة نفسها الموجودة في هذا المجلس ستفوز مجدداً في الانتخابات إن حصلت اليوم مع تغيير فقط بعدة أسماء لأذنابها ..وسينتخبهم هذا الشعب “المعتر”بكل بساطة…

وسيسافر من دُعِموا بأموال مشبوهة من رؤساء بعض المصارف ومن الاحزاب السياسية تحت غطاء جمعيات لخدمة مصالحهم إلى بلاد الاغتراب ليضحكوا على المغتربين ليصوتوا لهم كما حصل في الانتخابات السابقة، والهندسة الانتخابية ستصب في مصلحة النافذين من أهل السلطة والأثرياء كالعادة.. ويخلقون حالة أشبه بأفلام مصاصي الدماء والشعب الأهبل سيصوت لهم دون وعي…

وستتمثل في انتخابات الطوائف الإسلامية من سنة وشيعة وعلويين ودروز، والطوائف المسيحية من موارنة وروم أرثوذكس وروم كاثوليك ، وإنجيليين وأرمن أرثوذكس و أرمن كاثوليك…

نعم هذا هو لبنان وهذا هو ملخص عن شعب غير كل الشعوب .. ألّه زعيمه وثغاؤه وصل إلى كل المعمورة فالمثل الذي يوصف به يقول إذا ضرب الحذاء في وجهه صرخ الحذاء بأي ذنبٍ أضربُ…

“للجد قرف أكثر من هيك بعد ما شفت ولا صار ولا رح يصير..”

وكل وطن وأنتم بألف خير

“ضيعانك” يا لبنان بهيك شعب

إن كنت مخطئاً فحاسبوني.

اخترنا لك