غسان صليبي…لعنة التفاصيل

يقولون لك
“أن الشيطان
يكمن
في التفاصيل”،
وهو تعبير
 يشير إلى وجود شيء
 غامض مخبأ في التفاصيل
يخلق مشكلات
بين الناس،
فتقول في نفسك
فلأبتعد عن التفاصيل
حتى يبتعد عني الشيطان.

لكنهم يقولون لك أيضا
ان «الرب في التفاصيل»،
وهذا يعني
أن كل ما يتم عمله
يجب أن ينجز بشكل كامل،
أي أن التفاصيل مهمة،
فتقول في نفسك
فلأتقن التفاصيل
حتى يرضى عني الله.

هؤلاء الذين يقولون لك
كل ذلك،
يعرفون كما تعرف انت
من التجربة،
عبء هذه الحياة
التي كلها تفاصيل،
في الزواج والعمل
والانشطة البشرية كافة،
فلماذا يريدون
زيادة العبء عليك،
من خلال إقحام
صراع الله والشيطان
في التفاصيل،
فتراهما معا يتقاتلان عليك
في كل شاردة وواردة؟

هل المقصود
تكبيلك بهذه التفاصيل،
إلى ابد الآبدين آمين،
بحيث لا تعود ترى
ابعد من انفك،
فبين محاولة إبعاد الشيطان
وارضاء الله،
تغرق في التفاصيل
ولا تعود تعرف
كيف تنجو
من الغرق؟

مصدر كلمة تفاصيل
فصل،
ويشتق منها كلمات
من مثل
فاصل
وقد يؤدي إلى الانفصال،
وفاصلة
وقد تخلق سوء تفاهم،
ومفاصل
ونهايتها الآلام.

التفاصيل
وفصيلتها
من الكلمات الاخرى،
لعنة وجودية
لا مهرب منها،
الا اذا خرجت
من اللعبة الجهنمية برمتها،
واقنعت نفسك
أن “الحياة مش تفصيل”،
وبقيت مكتفيا ومستمتعا
بالعموميات،
تغني مع كاظم الساهر
“كلك على بعضك حلو”،

غير مبالٍ
بإرضاء الله
او الشيطان
على حد سواء،
بل بإرضاء نفسك
والذين يعيشون او يعملون معك،
الا اذا كانوا من الصنف
الذي يعشق التفاصيل،
فيكون نصيبك منهم
الطلاق في الزواج
او الطرد من العمل.