ليون سيوفي… ألعذاب الصامت إلى متى؟

د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

يعيش أغلب المواطنين في لبنان بعذابٍ صامتٍ وصراخٍ بلا صوت… مع ألم وقح، عنيد، فج، متبجح ، ممزوجاً بذلٍّ من الصعب مقارنته حتى مع بلاد الصومال.

فتأكدت أنهم يعاقبون أنفسهم بالصمت…

لماذا يستخدمون هذا الاسلوب “العقاب الصامت؟”

هل لأنّ بعض الأجهزة الأمنية قد أصبحت ضد المواطن؟

أم لأنهم فضحوا نواب التغيير “التعتير” بدل أن يكونوا صوت الأحرار والجميع على علمٍ باستزلامهم لحكم السلطة ولا قرار لديهم…”شي تكتك وشي تيعة” يخافون ممن عينهم من أسيادهم لذلك تطاول اهل السلطة على الشعب…”

أغلب الناس يعاقبون أنفسهم بالصمت لعدد من الأسباب منها تجنُّب المواجهة في بعض الحالات، يخافون من مافيا الوطن هكذا يظل الناس صامتين خلال المحادثات بين المجموعات لأنهم لا يعرفون ماذا يقولون أو كيف ستكون نهايتهم أو يريدون تجنُّب الخلاف بشكل كامل مع سلطة الفساد ..لذا يلزمون الصمت أو يتأثرون بمصائبهم التي فرضها عليهم زعماء الوطن فيتخذون من الصمت علاجاً يخدرهم ويأخذهم الى الدمار النفسي…

لهذا السبب، يمكن أن يكون لسلوك العقاب بالصمت تأثيرات سلبية على صحة الانسان حتى إن كان الشخص الصامت يحاول من خلال سلوكه السلبي ذلك تجنُّب الخلافات فيعاقب نفسه ومن حوله بهذا العذاب…

أحياناً الصمت يكون أكثر قسوة وشدة من الكلام والضجيج…

‏وذلك لأن الشخص الضعيف لا يمكنه الصمت في المواقف الصعبة، فهو من صفات الأقوياء.

‏فكما قالوا قديما إنّ من السكوت ما هو أبلغ من الكلام…

صحيح أنّ الصمت «فضيلة» بشكل عام، لكنه يتحول في دنيا السياسة إلى فشل لا يتقنه إلا ضعفاء البشر وشعارهم البارز هو «التسلّح بالصمت… أشدّ وطأةً من سلاح الكلام».

صدقوني الصمت المتكلم أشدّ قوةً من المجابهة الفعلية وسيكون كمن يشعل شرارة الثورة تجاه هذه الطغمة الفاشلة التي تتحكم بالشعب…

من قُتلوا بانفجار المرفأ هم اولادنا واخوتنا واهلنا وليسوا اعداء الوطن ودمهم لن يذهب سدىً.

ومن يطالبوا بمحاكمة الفاعل ليسوا الا اشخاص مفجوعين…

سيدفعون الثمن ولن تمر أفعالهم إلا على نهايتهم ، مهما اشتد ظلمهم…

“قربت”النهاية ، أسابيع قليلة وسترون ما لم ترونه في السابق وكم من سياسي سيكون خارج البلاد او في المكان المناسب له.

إنّ الله يمهل ولا يهمل.

والشعب إذا انتفض لن يوقفه رادع…

اخترنا لك