بقلم طارق أبو زينب – إعلامي متابع للشأن الخليجي والعربي
يقوم خطاب التطرف على العداء بشكل مطلق لكل من يخالفه، ويرتكز أسلوب الخطاب المتطرف في مجمله على الخلط المتعمد للمفاهيم، مما يُزيد الزيف والتضليل والتعصب خصوصًا لدى الأوساط العمرية الصغيرة والتي ما زالت في طور التكوين الإدراكي والمعرفي .
لهذا تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على استقرار المجتمعات المسلمة وعلى تعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتعايش باعتبارها تعبر عن العقيدة الإسلامية السمحة، كما تتصدى في الوقت ذاته للأفكار المتطرفة التي تغذي التطرف والعنف والإرهاب، وماضية في إبراز وترسيخ قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحقيقية البعيدة كل البعد عن الغلو والتعصب وخطاب الكراهية، تلك المبادئ التي تقوم على التسامح والعدل والسلام والعيش المشترك والاحترام المتبادل وإحتضان الحوار بين الثقافات، ونسج أفضل العلاقات مع جميع الأمم والشعوب وأهمية الانتماء والولاء للأوطان باعتباره أحد الثوابت التي يؤكدها الدين الإسلامي الحنيف .
استمرار النهج الإنساني
واعتمد مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سياسة الانفتاح والتسامح، والتزم بتوطيد علاقات الأخوة والجوار بين مختلف الدول وحرص الشيخ زايد على الالتزام وتشجيع ثقافة مد يد العون والمساعدة في القضايا ذات البعد الإنساني على مستوى العالم ، وأظهر الشيخ زايد موقفاً واضحاً في العمل نحو نشر ثقافة التسامح بين دول العالم وانعكست في منهجية دولة الإمارات العربية المتحدة ، والتي برزت جلية في أقواله وخطاباته منها : ” إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف، الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى يستجيب الناس ويواجهوا الإرهاب بأسم الدين والقتل بأسم الدين” .
دولة الإمارات تطلق مبادرات عالمية
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة لتوطيد عناصر الانتماء للوطن كالدفاع عن الوحدة والاستقرار الوطني، بقيادة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يعمل على ترسيخ الإعتدال والتسامح، واطلقت دولة الإمارات مبادرات عالمية رائدة تساعد على تعزيز مفهوم المواطنة ونشر قيمها لدى أبناء المجتمعات المسلمة، كمكوّن أساسي فاعل في تنمية بلدانها، و تعمل دولة الإمارات على تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام و المسلمين و تضمن لهم حقوقهم الطبيعية في ممارستهم لشعائرهم الدينية وفق المضامين الأممية لحقوق الأقليات الدينية والعرقية مما يضمن حق المجتمعات في التعددية الثقافية والدينية.
المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة
و تحقيقا لذلك وانطلاقا من الرسالة الحضارية والإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي، واستلهاما لمبادراتها الدولية الرائدة في مجال ترسيخ قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم، وتعزيز التسامح والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، واستحضاراً لتوصيات مختلف المؤتمرات والندوات التي عقدتها المنظمات الدولية والإسلامية حول موضوع المجتمعات المسلمة، وتلبية لطلبات كثير من قيادات و مؤسسات و المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية، إنطلقت من أبوظبي مبادرة عالمية، اعتمد الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية ونشر بموجب قرار الجمعية التأسيسية للمجلس والتي انعقدت في أبوظبي في 9 مايو/ ايار 2018 ويرأس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة معالي الدكتور علي راشد النعيمي ، ليكون كيانا مؤسساتياً يعزز دور المسلمين ويرتقي بممارساتهم التطبيقية في مجتمعاتهم، إلى جانب المحافل الدولية، وتنسيق جهود مؤسسات الأقليات المسلمة ، والارتقاء بدورها الوظيفي من خلال تشجيع الأقليات المسلمة على المساهمة في نهضة دولهم المدنية .
وفد المجلس يزور مدنا صينية
المشهد الأبرز نظم منذ أسابيع وفد من المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة برئاسة رئيس المجلس معالي الدكتور علي راشد النعيمي زيارة إلى مدن عدة في إقليم تشينغ يانغ الصينية وضم الوفد كوكبة من رجال الدين والفكر من دول حول العام وعقد وفد المجلس خلال الزيارة عدة لقاءات مع مسؤولين في الإقليم بجانب منطمات المجتمع المدني وبعض من ممثلي مجتمع ” الإيغور الإسلامي ” وقد زار وفد من المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة برئاسة الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس متحف مكافحة الإرهاب والتطرف في إقليم تشينغ يانج بالصين والذي يبرز جهود بكين وحكومة تشينغ يانج المحلية في مكافحة الإرهاب والتطرف حيث نجحت السلطات الصينية وحكومة الإقليم في اتخاذ إجراءات تحصن الآمنين من شرور الإرهاب .
العلاقة بين الحضارة الإسلامية والصين تاريخية
وقد اجتمع معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة مع مسؤولي مقاطعة تشينغ يانج الصينية على هامش زيارته للصين على رأس وفد من المجلس يضم كوكبة من رجال الدين والفكر من دول متعددة حول العالم. وأشاد “النعيمي” بجهود السلطات الصينية في القضاء على ظاهرة الإرهاب في مقاطعة تشينغ يانج، كما أشاد باهتمام وتصميم القيادة الصينية على خدمة مكونات الشعب بالمقاطعة.
وأضاف رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة معالي الدكتور علي راشد النعيمي أن العلاقة بين الحضارة الإسلامية والصين تاريخية وتتصف بالود والتعاون والتحالف، مشيراً إلى أن العقلاء في أنحاء العالم يحتاجون إلى صين آمنة ومستقرة ومزدهرة خاصة أن أمن واستقرار الصين ليست مصلحة وطنية فقط بل مصلحة للعالم ككل. وأكد ” النعيمي” أن الاهتمام بالمسلمين في المقاطعة ضرورة كبيرة لا بد منها ، وعلينا أن نوضح للعالم بأن الانتماء العرقي والديني والوطني لا يتعارضون بل يكملون بعضهم البعض .
وشدد رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة معالي الدكتور علي راشد النعيمي على ضرورة أن يكون الإطار الوطني هو الشامل الذي يجمع كل الهويات ، وأن الاعتراز بالهوية والدين والانتماء لابد من تعزيزه بخطاب تعليمي منذ البدايات . وأشار “النعيمي” إلى أن الشباب الإيجوري بحاجة لخطاب مقنع يكسب عقولهم حتى لا يقعوا فريسة بيد الجماعات الإرهابية .
متحف “مكافحة الإرهاب والتطرف” في الصين
كما زار وفد من المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة برئاسة الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس متحف مكافحة الإرهاب والتطرف في إقليم تشينغ يانج بالصين والذي يبرز جهود بكين وحكومة تشينغ يانج المحلية في مكافحة الإرهاب والتطرف حيث نجحت السلطات الصينية وحكومة الإقليم في اتخاذ إجراءات تحصن الآمنين من شرور الإرهاب .
ويضم المتحف ثلاثة أجنحة، الأول يضم الأحوال الرئيسية لمنطقة تشينغ يانج بدءا من النشأة وحتى مرحلة التنمية والازدهار أما الجناح الثاني فيضم جهود بكين وحكومة تشينغ يانج المحلية في مكافحة الإرهاب والتطرف وفي الجناح الثالث تتجسد الوحدة القومية والتلاحم بين مكونات إقليم تشينغ يانج، الذي يشهد حاليا مرحلة من الازدهار والتطور في إطار مفهوم التنمية الجديدة التي انتهجتها الحكومة الصينية .
الزيارة للصين ولقاء بالمسلمين الإيغور
وفي تصرح للإعلامي الكويتي الاستاذ محمد الملا المشارك مع الوفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في زيارة لمسلمي الإيغور في الصين : قال المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة قام بدعوة الكثير من المشايخ والائمة المسلمين وبعض الاعلامين لزيارة الصين للإلتقاء بالمسلمين الإيغور والإطلاع على احوال المسلمين في الصين ، كانت الزيارة ناجحة لمدينة تشينغ يانج هذه المدينة يوجد فيها أكثر من 10 قوميات مسلمة، هذه المدينة المهمة هي منطلق لمدينة الحرير وتشكل ثلث مساحة الصين ويتعايش المسلمين مع باقي القوميات الصينية بكل أمن وامان ووجدنها فيها المساجد مفتوحة للمصلين، يصلون في المساجد بكل امان ، ووجدنا مراكز اسلامية تهتم بتحفيظ القرآن وتعليم الدين ويتخرج من هذه المعاهد والمراكز العشرات من الائمة وقد استمعنا إلى المسؤولين الصينين في رؤية الى مكافحة التطرف في اقليم تشينغ يانج وتحسين مستوى المعيشة والتعليم وإنشاء مراكز التعليم المهني وأيضا” مكافحة التطرف من خلال الحوار ، هذا ما أكده رئيس الوزراء الكويتي السابق الشيخ صباح الخالد ان الصين تعامل المسلمين كبقية مواطينيها بدون تميز ،وقد صلينا في مساجد عدة ووجدنا الاهتمام الكبير في صيانة وبناء المساجد والتقينا بالمسلمين هناك واستمعنا لنصائحهم وانهم يتمنون ان يروا المسلمين والعرب يزورهم بإستمرار ،بنهاية ما ود أن أقول لقد وجدنا المسلمين يعيشون بخير في الصين ويساعدون في بناء دولتهم وأنصح الجميع بزيارة المدينة للإطلاع على احوال المسلمين وهم بخير والحمد لله وأشكر المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة وعلى رأسهم الدكتور علي النعيمي على الدعوة وعلى اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة للإطلاع على احوال المسلمين في الصين ومساعتهم .
رسالة ورؤية دولة الإمارات تعزز الإعتدال والوسطية
وفي هذا الصدد صرح الباحث الإقتصادي والإجتماعي اللبناني علي محمود عنتر ” لـ جسور” قائلا” : لقد تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة إيمانا” من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” على منهج الوسطية والاعتدال، واختارت قيادة الإمارات العربية المتحدة التسامح والإنسانية أسلوب حياة، والتعايش المشترك بين أهل الأديان ، وقد أصبح هذا النمط ثقافة راسخة بين المواطنين والمقيمين على أرض دول الإمارات كنموذج حقيقي لإمكانية أن يتعايش الناس بسلام على الأرض الواحدة مهما تعددت أديانهم، واختلفت أجناسهم ولغتهم ، مستلهمة بذلك النموذج الذي أسسه الإسلام المعتدل، ليحمل للعالم السلام والإخاء والمحبة، وهو النهج الذي اختارت دولة الإمارات أن ترسخه في خطابها الديني من خلال المؤسسات الدينية الإماراتية والمبادرات المحلية والدولية لتحمل مسؤوليه في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال في المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية والعالم عبر المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة برئاسة معالي الدكتور علي راشد النعيمي والذي يعكس نمط قيادة الإمارات بالعمل الجاد لترسيخ القيم والتسامح والتعايش الإنساني وحق المجتمعات في التعددية الثقافية والدينية وتعزيز دور المسلمين ويرتقي بممارساتهم التطبيقية في مجتمعاتهم والإنتماء والولاء لاوطانهم.
دولة تنبذ التطرف
وفي هذا الصدد أيضاً، صرحت الرئيس التنفيذي لشركة زري العالمية للإستشارات وتنظيم المعارض والمؤتمرات ، سيدة الأعمال البحرينية الاستشارية زاهرء باقر لـ “جسور”: تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة دولة السلام والتسامح وهي مثال يحتذى به ، في استمرارها على تفكيك الخطاب المتطرف، و الإمارات العربية المتحدة كدول الخليج عامة فهي كانت سباقة في تنظيم وتنظيف البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أرض أبونا المغفور له الشيخ زايد وطن للجميع فهكذا بدأت واصبحت رسالة الامارات الى العالم .
تضافر الجهود لتفكيك الخطاب المتطرف
واضافت سيدة الأعمال البحرينية الاستشارية زاهرء باقر لـ “جسور”: استمرار تفكيك الخطاب المتطرف ونبذ العنف ومحاربة التطرف والإرهاب على مستوى قيادات دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى مستوى مؤسسات المدنية والأهم إن لدولة الإمارات سياسات إستباقية في محاربة التطرف والإرهاب، تنطلق من منظور إنه لا توجد دولة تحارب الإرهاب بمفردها، ولا توجد دولة بمنآى عن الإرهاب. وتعتبر دولة الامارات الدولة الرائدة بسياسات التكامل والأندماج الأجتماعي من خلال تعدد الأعراق والأديان والمذاهب على اراضيها. وسخرت دولة الإمارات العربية المتحدة ، كافة طاقاتها من أجل محاربة هذا الفكر المتطرف من جذوره بشكل عملي، ولها دور إقليمي ودولي في محاربة التطرف والإرهاب.
و اعتبرت زاهرء باقر لـ “جسور”: ان المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة والذي أسس بمبادرة من دولة الامارات العربية المتحدة رؤيته هادفة من خلال تمكين المجتمعات المسلمة من الاندماج الإيجابي في دولها لتحقيق الانسجام بين الالتزام بالدين، والانتماء للوطن.
وايضا” الرسالة الهادفة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة تحقيق تغيير فكري وثقافي في المجتمعات المسلمة في مختلف دول العالم ، يشجع أفرادها ليكونوا شركاءً حقيقيين في بناء الحضارة، ودعاة للسلام، ورواد للتسامح، والتعايش، والعطاء.