حب في زمن العولمة

بقلم طلال الامام

حضرت اليوم على خشبة مسرح الدراما الملكي في العاصمة السويدية ستوكهولم ، العرض الاول للعمل المسرحي ” السحر الخفي لاعمدة المجتمع “،من تأليف واخراج الكاتب المسرحي المصري احمد العطار ،تمثيل نخبة من الممثلين السوريين ، المصريين والسويديين.

العرض عبارة عن قصة حب بين شاب سويدي ( كارل ) وفتاة سورية ( نور )، يلتقيان خلال الدراسة في احدى الجامعات، وتنشأ بينهما علاقة حب قوية يقرران على اثرها الزواج.

كارل ونور ينحدران من عائلات ثرية تعمل في التجارة . اسرة نور محافظة ( وبشكل خاص الاب) لذلك يرفض في البداية ان تقترن ابنته بشاب سويدي من دين وعادات أخرى، ويطلب من كارل ان يؤسلم ويغيّر اسمه …كما ان اسرة كارل ترفض زواج ابنهم من مسلمة بسبب تصورات مسبقة عن الاسلام .لكن الشاب والفتاة يقرران الزواج متجاوزين مواقف الاسرتين ….يتزوجان وينجبان ابنة …

خلال الفترة الاولى يعيشان في السويد …وتبدأ نور تعلم اللغة السويدية وتصطدم بصعوبات في المحيط، الامر الذي يجعلها تصر على الانتقال الى مصر حيث يعيش اهلها كي تضع مولودها ….

يوافق الزوج وينتقلان وتنجب مولودة… يأتي اهل كارل لزيارتهم ورؤية الحفيدة… خلال الزيارة تبدأ الاسرتان التقرب من بعضهما عبر التحدث عن عالم التجارة والمال وامكانية التعاون بينهما، مثلا في مجال استيراد وتصدير اللقاحات المضادة لكورونا، وغرقوا في حسابات حجم الارباح التي يمكن ان يحققوها. اما الزوجان فيتابعان حياتهما العائلية بكل هدوء وحب.

اعتقد ان المسرحية طرحت العديد من الاشكاليات التي يعيشها العالم : التصورات المسبقة ، صعوبات الانتقال من مجتمع لاخر ، قضايا الاندماج، التعصب الديني، اختلاف العادات والتقاليد بين الثقافات… لكن الحب هو الذي ينتصر في النهاية.

طرح العمل اشكالية ما الذي يوحد( يقرب ) الناس : المال ام الحب ؟

يشار الى انه تم تقديم العرض باللغات العربية والسويدية والإنجليزية، كما تمت ترجمته بهذه اللغات. كان الهدف من ذلك كما اعلن مخرج العمل مسايرة العصر. الاسرة السويدية تتحدث بالسويدية والسورية بالعربية، وعندما يتحدثان مع بعضهما يتحدثان الانكليزية. تجربة جديدة تؤكد ان اللغة ليست عائقا بين تقارب الشعوب، وهناك وسائل عديدة لتعزيز هذا التقارب لمصلحة الانسان .

اخترنا لك