عن ذكرى عودة الناقد الموسيقي والفني الاستثنائي الراحل نزار مروه…

الى دارته في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في مثل هذا اليوم لكل سنه !

رؤيه وتقديم تلميذه عمار مروه

في مثل هذا اليوم لسنوات مضت عاد نزار مروه الى دارته في” المجلس الثقافي ل لبنان الجنوبي”بحضور اهله وبعض رموز مثقفي شعبه ومحبيه وبغياب مؤسف لبعض الذين كان ينبغي حضورهم من اهم اصدقائه ومعارفه من اقرب الفنانين له.

عاد نزار مُعَمّماً بتاج الفكر الذي بنى به (من لاشيئ) ما يشبه بروتوكول لغه وثقافه خطاب النقد الموسيقى والفني الرؤيوي النظيف المتطور والغير مسبوق قبله، بالاضافه الى مجموع عناصر ثقافيه اخرى عديده ربطته بضرورات ومستلزمات فكر النقد الفني الذي طال كل ساحات وعناوين الفن الاخرى من رسم ومسرح ورقص ونحت وفولكلور جمعها كلها بوحدة فنيه عضويه مترابطه بخطاب معرفي كان له امتداد خفي استنبط علاقاته بمادتي العلوم والرياضيات التي تخصص بها مع مادة النقد الموسيقي في الجامعه الاميركيه في بيروت AUB، وعلى أعلى المستويات الاكاديميه تابع بعدها الدكتوراه في الرياضيات في جمهورية تشيكوسلوفاكيا سابقاً حيث اطلع فيها ايضاً على اخر منجزات التطور في عالم الموسيقى!.

الكاتب الأديب الناقد والمُنَظِّرْ الموسيقي بروفيسور الرياضيات نزار مروه عاد ذلك اليوم الذي فصل غيابه الجسدي عن حضوره الدائم في ذاكره مجايليه وجمهوره من الاجيال الاخرى… عاد مستقراً في دارته الاولى ليصبح رمزاً ورائداً من رموز ورواد الفكر والعلم والمعرفه والثقافه في لبنان والعالم العربي انطلاقاً من دارته تلك (المجلس الثقافي ل لبنان الجنوبي) ليبقى فيها معمماً بإنجازاته الى الابد مع بقية الاعيان المعممين المخضرمين والمقتدرين ادبياً فكرياً ورؤيوياً من من كبار شلة مفكري جبل عامل وشيوخ فكره النيِّر الوضّاء !.

بنى نزار مروه باعتراف اعضاء عصبة المؤلفين الموسيقيين اللبنانيين الخمسه الكبار اللذين عاصرهم وجايلهم ورافقهم (بنى من لا شيئ قبله، عالماً نقدياً مميزاً شفافاً ومتطوراً، وهو كما يعلم العارفون لم يسبقه اليه احد).

لقد بقى خطابه النقدي هذا راقياً وباذخاً حتى الان في لبنان على الاقل ومتفرّداً مستقلاً نظيفاً نهضوياً رؤيوياً ومبتكراً حتى لكل من جاء بعده من اجيال.

كان من نتيجة ذلك ان تبنته الاعضاء الخمسه لتلك العصبه بالاجماع ومن جاء بعدهم ايضاً من موسيقيين كبار (زياد مروان غدي واسامه الرحباني مرسيل خليفه وليد غلميه عبد الله المصري) ليتفقوا جميعهم من اكبرهم في عصبه الخمسه الى أصغرهم من الاجيال التي تلتهم (بما فيهم سيدتنا الاولى فيروز) ليتوّجوه كأب ومؤسس لخطاب ومدرسه النقد الموسيقي المتخصص ورائده الاول،

وعليه كان وبقي حتى اخر ايام حياته اهم المستشارين المقربين لاولئك الفنانين اللذين كان الاخوين رحباني والاستاذ الكبير المؤلف والاكاديمي الفنان توفيق الباشا وزياد الرحباني وغلميه وخليفه والمصري، يفتقدونه وهم يلتمسون اراءه التي كان يبديها لهم في مجالسهم الخاصه والتي تعمدوا دعوته اليها طلباً لآرائه في أعمالهم التي اسمعوه اياها في مجالسهم تلك حتى قبل عرضها لاول مره، والتي على اساسها كانوا كثيراً ما يعيدون النظر بها.

رحل نزار ولم يترك خلفه من يستلم الامانه بتلك الموهبه والقدره المعرفيه الشموليه وبالحرفيه والاكاديميه العاليه التي تميز بها وبنى عليها افكار ورؤى ذلك التراث الخاص الذي تركه لنا مشتتاً في الصفحات الثقافيه للصحف لنبحث عنه ونعيد تجميعه لنتوسّله ونستهدي به مع جميع من يتعاطى اليوم ما يشبه حرفه النقد الفني بفروقات واضحه مع نزار في مستوى الابداع في الخلق والصواب والترفع عن التزلف والتملق والشخصنه.

اخترنا لك