–
تلقّى النظام الإيراني ضربة عسكريّة وأمنيّة من العيار الثقيل بعدما تعرّض موقع عسكري في محافظة أصفهان بوسط البلاد ليل السبت – الأحد لهجوم مباغت بمسيّرات. وفي حادث آخر لم يتّضح ما إذا كان هناك رابط بينه وبين هذا الهجوم، أفادت وكالة “إرنا” الإيرانية عن اندلاع حريق كبير في مصنع لإنتاج زيوت المحرّكات في شمال غرب البلاد.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل نفّذت الغارة بالمسيّرات التي استهدفت المنشأة العسكرية في أصفهان. وأضاف المسؤولون الذين لم تذكر الصحيفة هوياتهم أن استهداف الموقع العسكري في إيران “يأتي في وقت تبحث فيه واشنطن وتل أبيب طرقاً جديدة لاحتواء طموحات طهران النووية والعسكرية”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه هي “الضربة الإسرائيلية الأولى العلنية” منذ تولّي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منصبه، فيما نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية غربية أن الغارة الأخيرة ضدّ إيران كانت ناجحة. بالتوازي، نقلت “هيئة البث الإسرائيلية” عن مسؤول عسكري أميركي كبير تأكيده أنه لم تقم أي قوة عسكرية أميركية بشنّ هجمات أو عمليات داخل إيران.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المسيّرات يعتقد أنها انطلقت من داخل إيران، إذ إنّ الطائرات بلا طيّار وتُسمّى “كوادكوبتر”، لأنّ لديها أربعة دوارات، مداها قصير، في حين كان لافتاً تعليق مستشار الرئيس الأوكراني مخايلو بودولياك على الهجوم الذي اعتبر أن له صلة مباشرة بالحرب في أوكرانيا، وقال في تغريدة موجّهاً حديثه لإيران: “إنّنا حذرناكم ومنطق الحرب لا يرحم”.
وكانت 3 مسيّرات قد استهدفت أحد المصانع العسكرية في محافظة أصفهان، بينما ادّعت وزارة الدفاع الإيرانية إحباط العملية. وذكرت الوزارة أن المضادات الجوية تصدّت للمسيّرات ما أدّى إلى انفجار اثنتين منها، مشيرةً إلى أن الأضرار اقتصرت على سقف المصنع من دون الإضرار بالمعدّات. وتقع الكثير من المواقع النووية الإيرانية في محافظة أصفهان، من بينها منشأة نطنز التي تقع في قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وأظهر مقطع فيديو تمّ تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انفجاراً قويّاً وصوراً لسيّارات إسعاف متّجهة نحو المكان بعد وقوعه. واتهمت وسائل إعلام تابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني إسرائيل بالوقوف خلف الهجوم، مهدّدةً تل أبيب باستهداف مصالحها بالمسيّرات، فيما وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان هجوم أصفهان بالعمل الجبان، مؤكداً أن “مثل هذه الأفعال لا يُمكن أن تؤثر على إرادة خبرائنا لتطوير الطاقة النووية السلمية”.
وقال عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري في طهران: “تسلّمنا عبر وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رسائل من جانب أطراف الاتفاق النووي”. ولم يكشف المسؤول الإيراني أي تفاصيل عن مضمون الرسائل، لكنّه رحب بالجهود التي تبذلها الدوحة لإحياء المفاوضات النووية المتوقفة منذ أشهر، لافتاً إلى أن قطر “تُحاول إعادة جميع الأطراف في الاتفاق النووي إلى التزاماتها”.
وعلى جبهة سوريا، استهدفت طائرات مجهولة شاحنات تبريد في شرق البلاد ليل أمس، فور دخولها من العراق المجاور، ما أدّى إلى تدميرها، وفق ما كشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، لافتاً إلى أنها كانت تنقل أسلحة إيرانية.
وذكر المرصد أن “6 شاحنات تبريد تعرّضت لاستهداف من طائرات مجهولة في ريف مدينة البوكمال الحدودية، بعد عبورها من العراق”، من دون أن يتمكّن من تحديد هوية الجهة التي استهدفتها. وأدّت الضربات إلى تدمير الشاحنات ومقتل وإصابة من بداخلها، من دون تحديد عدد الضحايا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” إنّ “الشاحنات كانت تنقل أسلحة إيرانية”. وأفاد عن دخول قافلتَين مماثلتَين على الأقلّ خلال الأسبوع الماضي من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، مرجّحاً نقلها “أسلحة متطوّرة” إلى مجموعات موالية لطهران.
على صعيد آخر، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”معركة” الإيرانية مهسا أميني “التي اغتيلت كشهيدة” لعدم ارتدائها الحجاب، عند اعلانه قبول دفعة جديدة من المدافعين عن حقوق الإنسان في فرنسا ضمن إطار “مبادرة ماريان”.
واعتبر ماكرون أن “حملات القمع في كافة أرجاء العالم تتضاعف. وغالباً ما تكون النساء والفتيات أولى ضحايا هذا الاضطهاد”، لافتاً إلى أنّه “إذا أصبحت مهسا أميني التي اغتيلت كشهيدة رمزاً لنا جميعاً الآن، فلا بدّ أن تكون أكثر من ذلك ومعركتها تلزمنا. إنها تلزمنا بالمسؤولية والعمل”.