بيئة الثنائي الشيعي في ضيق

بقلم نجوى أبي حيدر – المركزية

كسائر اللبنانيين على مساحة الـ10452 كلم2 ، يقبع أبناء الطائفة الشيعية وتحديدا بيئة ثنائي امل –حزب الله في واقع اجتماعي معقّد، ملبّد، مأساوي، بفعل عاصفة الأزمات المتراكمة التي تضرب لبنان منذ اكثر من ثلاث سنوات، من دون أن يسهم فائض قوة حزب الله او سلاحه المتمدد إقليميا في كسر حدتها او تأمين لقمة العيش لهؤلاء، بدليل ان النقمة المتعاظمة بين الأهالي نتيجة تفشي الضيق والفقر والعوز دفعت بعدد كبير من الجيل الشاب الى الهجرة او المشاركة في ثورة 17 تشرين والتمرد على الحزبيين المهيمنين في مناطق النفوذ الشيعي لا سيما جنوبا وبقاعا، على رغم أدوات القمع العنفية المستخدمة ضدهم لقمعهم ، ولقمان سليم ليس الا الأمثولة.

تقول أوساط على بينة مما يحصل في شارع الثنائي لـ ”المركزية”، “لا يعتقدن احد ان البروباغندا الدعائية التي يعممها الحزب في شأن إغداق بيئته بالمساعدات واقعية.

هي ليست سوى فقاقيع صابون سرعان ما تتلاشى لتظهر الأمور على حقيقتها. من المازوت الإيراني السيء النوعية الى المساعدات والاعاشات التي لم يحظ بها سوى المحازبين الذين يدفعون حياتهم ثمنا، وقبلها بطاقات تموينية ضجت الدنيا بها، على غرار بطاقة السجاد، التي وزعها الحزب في بداية الأزمة للتسوق عبرها والحصول على تخفيضات في متاجر معينة تابعة للحزب انتهى مفعولها خلال شهرين مع إقفال المتاجر.

مشاهد إعلانية وإعلامية لم تسهم في تخفيف حدة الأزمة ولم تطل سوى الحلقة الضيقة في مناطق الثنائي من مناصرين ومحازبين ، فيما بقي السواد الأعظم في البيئة الشيعية من دون عون لا يتغذى الا من أوهام بطولات يسوق لها الحزب لينشئ فصاما حادا بين الخيال والواقع المرير، ويسحب فتيل النقمة والغضب الشعبي ضده”.

وتشير الأوساط الى ان نسبة التململ في الشارع الشيعي بلغت حدها وقد انقلبت حياة الناس رأسا على عقب وباتوا عاجزين عن تأمين قوتهم اليومي تماما كسائر اللبنانيين، لا بل اكثر، بفعل الاكتظاظ السكاني في مناطق الثنائي ما أدى الى تنامي موجات السرقة والتفلت الأمني وتعاطي المخدرات وغيرها من الآفات المجتمعية.

واذا كان الصوت في هذه البيئة “ممنوع يودّي” فإن استمرار الأمور على ما هي عليه من انهيار وعدم اتخاذ إجراءات إنقاذيه سيدفع باليائسين وما أكثرهم، الى التمرد على واقعهم ، فالبطون الخاوية لا تقاوم.

يدرك الثنائي امل –حزب الله هذا الواقع ويسعى الى تداركه، الا ان الشح المالي الناتج عن عصر الإمدادات الإيرانية لا يلبي وسع الحاجة في البيئة الشيعية، ويقتصر على المحازبين، بحيث تكشف الأوساط ان رئيس الدائرة المالية في حزب الله وفي اطار خطة مواجهة الانهيار المالي أعدّ دراسة تقضي بتحويل رواتب جميع الحزبيين من الدولار الى الليرة اللبنانية على سعر منصة صيرفة.

الا ان، وبعد مناقشة الدراسة في مجلس الشورى ومع الخبراء، استقر الرأي على إبقاء الرواتب بالدولار مع زيادة 100 دولار للعاملين في الحزب. في حين خفضت رواتب العناصر الجديدة من 400 دولار الى 200. وتم صرف النظر عن الدفع بالليرة اللبنانية.

اخترنا لك