عقل العويط… إلى لقمان

عقل العويط

مضت سنتان. كلّما ازدادت الحلكة فينا، ازددنا نحتًا في العدم في عبث المستحيل، بحثًا عن نبعةِ ضوء عن رغيفِ رفضٍ وزئير.

كلّما استبدّ بنا الشرّ، كلّما استفحل يأس الموت، استفحلْنا في تطلّب زهرة الإباء، في التعمشق بغيمة الأمل ببساط الريح والحنين.

لا شيء البتّة يثنينا عن صناعة الحبر، عن تمسيد أوجاع القتلى، عن تربية الوعر على الساحل وفوق هامات الهضاب ليكون مسكنًا لعشب التمرّد وكتابًا لأشعار الحبّ والعصيان.

نحن الأشقياء سنظلّ نحمل الأحمال الجسام لنوصلها إلى الأعالي. هناك، هناك حقًّا، ينبغي لنا أنْ نظلّ نشعل حطب الحلم، ينبغي لنا أنْ نظلّ ندفئ النار، من أجل أنْ تشعر النجوم بالأنس بالألفة، فتشقّ طريقها في الثلج في فجيعة الزمهرير.

ليلنا طويلٌ للغاية، وليس من فجرٍ في المدى القريب.

مع ذلك، لن نغمض الأعين، لن نغفل عن الحراسة عن السهر الأمين، لئلّا يأتي السرّاق ويجدوا الحرّاس نائمين.

بيننا وبين الظلام ألف عامٍ من العقل، من حكمة الثأر، من تصفية الحسابات مع الظلاميّين.

ليلنا طويلٌ طويلٌ، لكنّ الفجر المستحيل لا بدّ سيُغرى، لا بدّ من أنْ يُغرى بغوايات المستحيل.

حصرمٌ هي الحرّيّة في عيون الطغاة.

حصرمٌ هي الحياة.

أمّا الفجر لنا فليس بمستحيل.

اخترنا لك