الثابت في زمن متغيّر : قتل فلسطيني كل يوم

بقلم غسان صليبي

تُعلّمُنا العلوم
الطبيعية والانسانية
أن نلاحظ الظواهر
ونراقب تطورها،
مما يساعدنا
على استخلاص
ما هو ثابت وما هو متغيّر في الواقع
او في الحقبة التاريخية،
وهذا الثابت او هذا المتغيّر
يعطي بدوره صفة خاصة
لهذا الواقع
او لهذه الحقبة،
ويعرّف عنهما.

راجعوا الاخبار اليومية
خلال فترة زمنية
طويلة،
ستلاحظون
تغيّرات كثيرة،
في حين أن خبرا يتكرر
كل يوم،
وربما كان
الخبر الوحيد
الثابت.

يقول الخبر:
“مقتل فلسطيني
على يد
جيش الاحتلال
الاسرائيلي”.

عرّفوا عن الأزمنة
كما شئتم،
زمن قبل العولمة او ما بعدها،
زمن الحقبة الصناعية او ما بعد الصناعية،
زمن الحرب الباردة او ما بعدها،
زمن آحادية القطب العالمي او تعدد الاقطاب،
زمن مرحلة سلام او مرحلة حروب،
زمن ما قبل الثقب الأسود او ما بعده،
زمن ما قبل التقلبات المناخية او ما بعدها.

في كلٍ من هذه الأزمنة
المتغيّرة،
“خبر يومي يتكرر:
مقتل فلسطيني
على يد
الاحتلال الاسرائيلي.”

تتأكدون
أن مقتل فلسطيني
هو خبر يومي ثابت،
عندما يتحرك الاعلام العالمي
عند خبر
مقتل اكثر من فلسطيني
في اليوم الواحد،
وكأنه حصل تغيّر ما
يستدعي الانتباه.

فالقتيل اليومي
لم يعد حدثا،
بل روتينا
اعتاد عليه العالم،
تماما كما هي العادة
في أن يحل الليل بعد النهار.

القتل اليومي
لفلسطيني
هو دليل المحتل
أن الاحتلال موجود،
والعالم لا يستوقفه
القتل اليومي،
طالما هو يوافق
على الاحتلال،
الذي يحتاج إلى القتل اليومي
ليبقى ويستمر.

كيف نصف عالما
يتغير فيه كل شي،
ما عدا هذا الحدث اليومي،
هل نصفه بما هو متغيّر فيه
ام بما هو ثابت؟

الا يحق لأهل القتيل
ولشعبه
أن يشككوا بحقيقة تغيّر
ما هو متغيّر،
من منظور
ثبات ما هو ثابت؟

وهل يحق
لإهل القاتل وشعبه
وحلفائه الكثيرين،
الغربيين والشرقيين،
أن يلوموا
شعب القتيل،
لأنهم لا يرون الا ما هو ثابت،
ولا يجدون وقتا
الا لمراسم الدفن والعزاء
ومديح الاستشهاد،
فيتخلّفون
حكما
عن كل ما هو متغيّر؟

اخترنا لك