جاء زمن الآلة الحاسبة : الأسعار بـالدولار والدفع بالإختيار… إعتبارا من الغد!

الحوار نيوز – خاص

بات على كل مواطن أومقيم في لبنان أن يحمل آلة حاسبة لمعرفة أسعار السلع مسبقا بالعملة الوطنية، إلا إذا كان هاتفه الخلوي يتضمن هذه الخاصيّة!

فاعتبارا من يوم غد الإثنين في 6 شباط الجاري، تبدأ محال السوبر ماركت في لبنان، باعتماد التسعير بالدولار على أن يكون الدفع باختيار الزبائن، وتصدر وزارة الاقتصاد الآلية الجديدة المتبعة، وأهمها إعلان سعر الصرف المعتمد على مدخل المحال التجارية، بحسب ما أعلن وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، معلناً أنه يوم الاثنين سيتم وضع الآلية الواضحة حول التسعير بالدولار “وبناء عليها سنجبر محال السوبر ماركت أن تضع في كل يوم سعر الصرف على بابها”.

وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى كيفية تطبيق هذا القرار، لا سيما في ظل الفوضى التي تغزو الأسواق اللبنانية في مختلف القطاعات، يعتبر رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن “لهذه الخطوة إيجابيات تفوق السلبيات، فتسعير السلع الغذائية بالدولار هو لصالح المواطن”.

ولفت بحصلي في حديث لـصحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أن “هذا الإجراء ينهي مقولة ارتفع سعر صرف الدولار فارتفعت الأسعار، بينما انخفض سعر الصرف من دون أن تنخفض الأسعار، وذلك انطلاقاً من أن سعر الصرف يشهد تقلبات سريعة ومفاجئة مع عجز المصرف المركزي عن ضبطها”.

بشأن الآلية التي ستتبع أوضح قائلاً: “للمستهلك حرية اختيار الدفع بالدولار أو بالليرة اللبنانية، وعندما يكون السعر موحّداً بالدولار يمكن للمواطن أن يراقب الأسعار حينها”.

وشدد على أن “الفوائد للمستهلك من التسعير بالدولار أكثر من السلبيات”، وأشار الى أن «الفاتورة ستكون بالليرة اللبنانية والأسعار على الرفوف بالدولار. كما أن سعر الصرف سيكون واضحاً، وفقاً لتسعيرة السوق السوداء”.

أما عن قانونية هذه الخطوة، فقال بحصلي : “أجرت اللجان النيابية دراسة قانونية، وتمت مراجعة قانون حماية المستهلك، وقانون النقد والتسليف، وقانون العقوبات وغيرها وبحسب المطالعة القانونية التي تم التوصل إليها وفق البند الخامس من قانون حماية المستهلك لا مخالفة للقانون إذا تم التسعير بالدولار،لكن مخالفة القانون تكون عبر إجبار المستهلك على الدفع بالدولار”.

وختم بحصلي بالتأكيد على أن “الأسعار ستنخفض في وقت لاحق، وقد انتقلنا إلى مرحلة تجريبية يجب أن تكون فيها ضوابط، وهي تجربة إيجابية وليست سلبية”.

وفي الإطار نفسه، قال نقيب أصحاب السوبر ماركت في لبنان نبيل فهد، في حديث لـ”الشرق الأوسط” : “بما أنه يصعب على نقاط البيع بالتجزئة تسعير بضائعها بطريقة شفافة ‏تعكس كلفتها الحقيقية ‏،فإن التسعير بعملة مستقرة كالدولار له فوائد للمستهلك أولاً وللاقتصاد والقطاعات التجارية”.

وعن اعتماد التسعير بالدولار في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية والدخل المحدود لمعظم العائلات، عدّد فهد الفوائد، مشيراً إلى أنه “يمكّن وزارة الاقتصاد ومديرية حماية المستهلك من مراقبة الأسعار بطريقة فعالة، كما يمكّن من ‏تفعيل المنافسة بين مختلف السوبر ماركت، إذ إن ذلك يمكّن المستهلك من مقارنة الأسعار المعلنة بعملة ثابتة والتوجه إلى نقطة البيع الأقل سعراً”.

كما لفت إلى “إمكانية انخفاض الأسعار بنسبة معينة لعدم حاجة التاجر للزيادة في سعر الصرف، وذلك بسبب الحاجة للحماية من تقلبات ‏سعر الدولار في السوق الموازية”.

واعتبر أنه مع هذا القرار “تصبح الأسعار في نقاط البيع مستقرة ‏ويسهل الإعلان عنها عن طريق ملصق الرف وتبتعد عن التقلبات الحادة في أسعار السلع ويستطيع المواطن أن يعرف ‏سعر السلعة كما في السابق”.

وشرح آلية تنفيذ التسعير بالدولار والدفع بالليرة، مؤكداً أنها “سهلة التطبيق وواضحة، إذ يتم وضع سعر الصرف المعتمد على مدخل السوبر ماركت وعند صناديق الدفع ليكون السعر المعتمد واضحاً للمستهلك”.

وأردف قائلا : “يجب أن تتضمن الفاتورة التي تعطيها محال السوبر ماركت للمستهلك مجموع المشتريات بالليرة اللبنانية ومبلغ الضريبة على القيمة المضافة بالليرة اللبنانية ‏وسعر الصرف المعتمد، إضافة إلى ‏إلزامية الموافقة على قبض فاتورة المستهلك بالليرة اللبنانية لكن مع إعطاء الخيار للمستهلك للدفع بأي طريقة أخرى”.

اخترنا لك