لِمَ الخوف لو تحقق حلم الفدرالية أو التقسيم في لبنان… وهل هناك بديل؟

د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

أشخاص تحلم بالفدرالية وغيرها تطالب بالتقسيم…

ألجميع على علمٍ أنّ الفدرالية هي شكلٌ من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستوريا بين حكومة مركزية أو حكومة فدرالية، ووحدات حكومية أصغر على مستوى محافظة أو قضاء، ويكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة..

أما في ما يخص المحافظات والقضاء فهي تعدّ وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ويكون وضع الحكم الذاتي للقضاء، أو المحافظة منصوصاً عليه في دستور الدولة بحيث لا يمكن تغييره بقرار أحادي من الحكومة المركزية. لذلك إن اعتُمدت الفدرالية سيكون لدينا دستور جديد..

ألدستور في النظام الفدرالي هو السلطة العليا التي تستقي منها الدولة سلطاتها. ومن الضروري وجود قضاء مستقل لإبطال أي قانون لا يتماشى مع الدستور.

إذاً ينبغي أن يكون الدستور «صارماً» وغير «فَضْفاض». ويجب أن تكون القوانين الواردة في الدستور للدولة الفدرالية غير قابلة للتغيير إلا من قبل سلطة أعلى أو هيئات تشريعية.

ومن المعروف عالمياً اتجاه الكثير من الدول وعلى اختلاف أنظمتها السياسية إلى تبني النظام الفيدرالي كشكل للدولة والادارة، يرجع ذلك إلى مجموعة أسباب وإن اختلفت بين دولة وأخرى إلا أنّ معظمها جاءت نتيجة المشاكل السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الاثنية والقومية.

لذلك يحقق النظام الفيدرالي التوازن بين مصلحة الدولة ومصلحة الوحدات المكونة، إذ ينظم العلاقات بين المستويات الادارية المختلفة وتتقسم الحقوق والواجبات فيما بينها وكذلك الصلاحيات ونمط العلاقة من الأعلى إلى الأدنى وبالعكس إذ يحدث نوع من التنسيق والتكامل والتعاون بين المستويات المختلفة بصورة طوعية دون إكراه أو فرض أو تشدد عكس الأنظمة المركزية.

أما إذا ذهبنا إلى التقسيم نظريًا، يكمن الغرض الأساسي منه التقسيم إلى مناطق في تمييز الاستخدامات التي يُرى أنها غير متوافقة. وعمليًا، يُستخدم التقسيم إلى مناطق لمنع تعارض عملية التطوير الجديد مع السكان أو الأعمال التجارية الحالية وللحفاظ على «هوية» مجتمع ما.

فالتقسيم الإداري أو التشكيلة الإدارية أو الدائرة الإدارية يقسم الدولة إلى أجزاء لتيسير إدارتها. ومثالاً على ذلك قد يتم تقسيم الدولة إلى إقليم والتي بدورها تقسم إلى محافظات، وهذه المحافظات تقسم كليًّا أو جزئيًّا إلى بلديات.

يساعد التقسيم في تحقيق وفورات الحجم الكبير في نطاق الإدارات الوظيفية وذلك لقلة الازدواجية في الجهود. يساهم في تنمية المهارات الإدارية. يعتبر من أبسط التنظيمات والأكثر انتشاراً. من أنسب التنظيمات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

فلِمَ الخوف من الفيدرالية أو التقسيم؟

فلو أردنا المحافظة على الوطن دون فدرالية أو تقسيم معلن واعتمدنا مشروع التمويل بالنمو ألن ينقذ الوطن وننتهي من جبروت وفشل السياسيين بالحكم واستغلالهم للشعب وكل انسان يأخذ حقه؟

اخترنا لك