مجزرة إسرائيلية تدمي نابلس : 11 شهيداً وأكثر من 100 جريح

نفّذت الدولة العبرية عمليّة عسكريّة دموية جديدة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية أمس، راح ضحيّتها 11 فلسطينيّاً برصاص الجيش الإسرائيلي وأُصيب أكثر من 100 بجروح، فيما دانت الرئاسة الفلسطينية العملية التي وصفتها منظمة التحرير بـ”المجزرة”.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه قام “بتحييد 3 مطلوبين مشتبه في تورّطهم بتنفيذ عمليات إطلاق نار (في الضفة الغربية) والتخطيط لهجمات”، مؤكداً أنه نفّذ بالتعاون مع شرطة حرس الحدود وجهاز الأمن العام “عمليات مكافحة إرهاب” جاءت نتيجة “جهود استخباراتية مركّزة”.

وبحسب بيان الجيش، فإنّ المطلوبين “تحصّنوا في شقة” بينما “طلبت منهم القوات الإسرائيلية تسليم أنفسهم، وبعد أن رفضوا وأطلقوا النار عليها، عملت القوات على إحباط الخلية الإرهابية”. وكشف الجيش أن الثلاثة هم حسام إسليم ومحمد عبد الغني ووليد دخيل، وجميعهم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتلهم.

وأوضح الجيش أنه لم يُسجّل إصابات في صفوفه، وصادر “ذخائر وسلاحين”، فيما أكد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هكت أن القوات الإسرائيلية والمشتبه فيهم “تبادلوا إطلاق النار”، لافتاً إلى أنّه “قمنا بتعظيم جهودنا في مرحلة ما، وأطلق الجيش صواريخ على المنزل”. وانسحب الجيش الإسرائيلي من المدينة بعد نحو 3 ساعات.

في المقابل، دانت الرئاسة الفلسطينية “العدوان الإسرائيلي”، وحمّلت “الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطر”، في حين وصف أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ العملية الإسرائيلية في نابلس بأنها “مجزرة”، داعياً المجتمع الدولي “للتدخل الفوري”.

وفيما أعلنت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية الإضراب الشامل اليوم حداداً على القتلى، نعت مجموعة “عرين الأسود” في بيان 6 من بين القتلى، مشيرةً إلى أنهم “من أبناء العرين وكتيبة بلاطة وكتيبة نابلس”، ومن بينهم الثلاثة الذين ذكرهم بيان الجيش الإسرائيلي.

كما نعت حركة “حماس” قتلى مجزرة نابلس، مؤكدةً أنها “لن تمرّ من دون ردّ”. وقال الناطق باسم “كتائب القسام” إنّ “المقاومة في غزة تُراقب جرائم العدو المتصاعدة تجاه أهلنا في الضفة المحتلّة، وصبرها آخذ بالنفاد”، في حين نعت حركة “الجهاد الإسلامي” قائد “سرايا القدس” في كتيبة نابلس محمد أبو بكر (عبد الغني)، الذي قضى في “معركة صمود ضدّ قوات الاحتلال المجرم” في نابلس. بالتزامن، شيّع آلاف الفلسطينيين، بينهم مسلّحون، القتلى في نابلس.

وفي وقت توالت فيه الإدانات العربية والدولية للمجزرة الإسرائيلية، دانت السعودية “اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس الفلسطينية”، مؤكدةً “رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطرة للقانون الدولي”. وطالبت المجتمع الدولي بـ”الاضطلاع بمسؤوليّاته لإنهاء الاحتلال ووقف التصعيد والاعتداءات، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين”.

وفي نيويورك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن “الوضع حاليّاً في الأراضي الفلسطينية المحتلّة الأكثر اشتعالاً منذ سنوات” مع “بلوغ التوترات ذروتها” في سياق “تعطّل عملية السلام” الإسرائيلية – الفلسطينية. وشدّد على أن “أولويّتنا المباشرة يجب أن تكون منع المزيد من التصعيد وتخفيف التوتر وإعادة الهدوء”.

كما طالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني في الأراضي الفلسطينية. وأمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرّف، قال غوتيريش: “كلّ مستوطنة جديدة هي عقبة إضافية على طريق السلام. كلّ نشاط استيطاني هو غير قانوني بنظر القانون الدولي ويجب أن يتوقف”، مضيفاً: “في الوقت نفسه، التحريض على العنف هو طريق مسدود. لا شيء يُبرّر الإرهاب الذي يجب أن يكون مرفوضاً من جانب الجميع”.

اخترنا لك