هل سنصحو يوماً على انتفاضة جديدة لِـِِ شعبٍ ذاق الذل وهو مخدر ؟

د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

من المتفق عليه أنّ الشعب اللبناني يعيش أسوأ أيام حياته واللوم يقع عليه حتماً فهو الذي أوصل هذه الطبقة مجدداً إلى المجلس النيابي مع بعض من أطلقوا على أنفسهم بالتغييريين تحت ذريعة ما يسمى بالثورة وسخروا من ناخبيهم وأثبتوا فشلهم غير المسبوق إن كان على الصعيد السياسي أو الاجتماعي ولم يكونوا أفضل من الباقين..

ماذا لو قررنا اليوم أن ننتفض بوجه هذه المنظومة المجرمة بحق الشعب والوطن، من سيقودها وإلى أين سنصل بها؟

فقدت الحياة في لبنان كل مقوماتها ولذيذ عيشها وقيمة الإنسان فيها عندما ضاع الشرف وفُقدت المبادئ وماتت الفضيلة، عندما أصبح القتل شجاعة، والرشوة مُباحة، والكذب طريقة للحياة والعمالة للأجنبي شطارة، والسرقة رجولة، في زمن أصبح الكذب فيه هو اللغة الرسمية، والخيانة واقعية، ونذالة السياسيين تصرفات طبيعية، والدّجل هي الطريقة المثلى لأصحاب الجبة و العمائم واللحى.

نعم لقد نجح الفاسدون في قطع لساننا وتمزيق شراييننا وتحويل الوطن إلى مزرعة لهم وعصابتهم. ونصّبوا أنفسهم أسيادًا وجعلوا فقراء وطني عبيدًا وخدماً لهم، باعوا الوطن بثمنٍ بخس، واليوم يقفون بكل وقاحة ويتحدثون عن الوطنية ويعقدون مجالسهم وكأنهم أهل الدار بعد أن خربوا وسرقوا ونشروا فيها الفساد بل ولقد ملأوها بقاذوراتهم. 

هل تعلّم الشعب درساً من انتفاضة ١٧ تشرين أم ما زال مُصرّاً على جهله لبقاء هذه الطبقة؟

هل علم الشعب أن لا ثورة ولا انتفاضة تكمل مسيرتها بلا قائد؟

هل تعلّم الشعب أنّ ثورة الطناجر و “الدق على الدرابزين ” والرقص المستهبل والغناء والزجل وعرض العضلات وجلسات عكاظ لم تنفع الانتفاضة بشيء عندما أطلقوا عليها اسم الثورة.

إبقاء الشعب اللبناني في حالة فقر وعوز دائمَين حتى يكدح هذا الشعب وينشغل بطلب العيش عن طلب الترؤس، ونشر الرذيلة والعهر في المجتمع، تفكيك المجتمع أسرياً.

هل تعلّم الشعب أنّ تسمية الثورة إن كانت امرأة أو رجلاً هي كلام وكلام فقط لا تُقدّم ولا تؤخر بشيء مصطلحات مليئة بالجهل والهبل. استعملها البعض لغايات أفلاطونية وألهوا الشعب بها كون ما حصل لم يكن بثورة..

الانتفاضة التي بحاجة لها الوطن ستكون انتفاضة على الدستور وعلى الطائفية و إلغاؤها يجب أن يسري على الجميع، جميع الطوائف والأحزاب والقوى السياسية، دون أي استثناء، وإلا تحولت الانتفاضة إلى مجرد ذريعة شكلية لخصومها بهدف أن يحققوا مكتسبات طائفية إضافية على حساب الآخرين كما حصل..

إنتفاضة يتيمة اختلف المواطنون والكتَّاب والمحللون والسياسيون في تسميتها، هل هي “انتفاضة” أم “احتجاجات”؟

ما حصل في السابق لم يكن أكثر من فورة غضب مؤقتة تم لجمها بدهاء من هم في السلطة لصالحهم.

وفي البيئة كالّتي نعيش فيها يصعب أن تكون للانتفاضة قيادة موحدة تديرها لأنها ستُعتقل فورًا من الأجهزة الأمنية لأن القادة سيتخاصمون ولن يتنازلوا لأحد….

إذاً ما العمل؟

لضمان ولادة الانتفاضة وانتشارها ونجاحها، بالرغم من إدراكي صعوبة ما اقترحه لما لمسته في السابق ونظراً لعدم وجود قائد معارض يدب القلق في قلوب السياسيين فما عليكم إلا دراسة الموضوع بتأنٍ واختيار من ترونه مناسباً من الاشخاص المدنيين ويملك من الحكمة والحنكة السياسة وليس بعدد الاصدقاء على شبكة التواصل الاجتماعي،
مصير الوطن بات على المحك…أيها المواطن اعرف عدوك وارحم شعبك..

اخترنا لك