الإنهيار السريع لِـِِلِـِِيرة وفوضى الأسعار وسط جمود الاستحقاق الرئاسي

الحوار نيوز

استأثر الإنهيار السريع لليرة اللبنانية وفوضى الأسعار مع مطلع الأسبوع بافتتاحيات الصحف الصادرة اليوم ،فيما الاستحقاق الرئاسي يترنح بانتظار الحركة الخارجية.

النهار عنونت : انهيار قياسي جديد لليرة يسرق فرحة الأمّهات

وكتبت صحيفة “النهار” تقول : امهات لبنان يعيّدن اليوم في 21 اذار، لكن العيد يترافق مع قلق وخوف على مستقبل ابنائهن وبناتهن في هذا البلد الذي ادمن عدم الاستقرار، وبات يفتقد الامان بانواعه الاجتماعي والاقتصادي والحياتي مع انهيار دراماتيكي تتطور فصوله يوما بعد اخر. واذا كان الافق السياسي مسدودا الى الحد الذي دفع سيد بكركي للجوء الى الصلاة، فان الدعوات الى حوار او جلسات تشريعية وايضا مماحكات اهل السياسة، لم تعد تعني اللبنانيين الذين يقبعون في انهيار دراماتيكي لا مثيل له، ارتفع معه سعر صرف الدولار ليلا ليلامس الـ 125 الف ليرة وارتفع معه سعر صفيحة البنزين مثلا، بقيمة 200 الف ليرة في نهار واحد، لتبلغ المليونين ومئتي الف ليرة. هذا الارتفاع الجنوني يثير المخاوف من عدم القدرة على ضبط الفلتان، من اليوم مع بدء فصل الربيع، وقبيل بدء شهر رمضان، وقبيل عيد الفصح، وينذر بتداعيات شارعية يتخوف بعض المتابعين من ان تكون مفتعلة من اجل خلق واقع سياسي جديد، او فرضه فرضا تحت ضغط الانهيار.

وفيما يتحضر مجلس الوزراء لعقد جلسة حكومية لمناقشة الوضع المالي المتدهور والازمة المتفاقمة، برزت تحركات في الشارع، ترافقت مع دعوات الى توسيع اطارها وتنفيذ اعتصامات واضرابات، تبعتها شائعات ليلا عن التحضير لعصيان مدني فجرا لم يتم التعرف الى مصدرها.

في بيروت، وعند تمثال المغترب قطع محتجون الطريق لبعض الوقت، وتم قطع طريق المطار مقابل الغولدن بلازا باتجاه المطار بمستوعبات النفايات. وافيد من طرابلس ان محتجين على التردي الاقتصادي اقدموا على قطع عدد من الطرق والشوراع في المدينة بالاطارات المشتعله مهددين بمزيد من التحركات الاحتجاجية في حال لم يتم وضع حد للانهيار الاقتصادي. ودعا تجمع المودعين الى اعتصام غدا الاربعاء في ساحة رياض الصلح.

وفي المواقف، أشار رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، إلى أنّ “الاضرابات القطاعية لا تؤدي الى نتيجة، مسألة العصيان يجب ان يكون لديها توافق لأن ليس لدينا رؤية موحدة في لبنان”. وقال “الاضراب المفتوح لعدة ايام قد يكون الخيار الوحيد. لا حل إلاّ بإضراب عام شامل”.
من جانبه، أعلن نقيب صيادلة لبنان جو سلوم أن الجميع أفشل الاضراب وأمام ارتفاع سعر الدولار ونسبة الفقر 80%، على كل الشعب النزول الى الشارع والتحرك. وتابع: الدواء ليس تسلية، هو حياة اوموت، لا يمكن حجبه عن المريض. وتوجه بنداء الى اللبنانيين: “امام الموت المحتم للمرضى ، اجدد الدعوة للنزول الى الشارع والعصيان المدني إلى حين انتخاب رئيس للبلاد وبدء خريطة الانقاذ”.

وأعلنت رابطة أستاذة التعليم المهني والتقني الرسمي، الإضراب “في ظل الارتفاع الجنوني للدولار الذي لم يعد له سقف، والانهيار الهستيري لليرة الذي لم يعد له قعر، حيث تتآكل القيمة الشرائية للرواتب، على نحوٍ تعجز عن تغطية نفقة متطلبٍ واحدٍ من أبسط متطلباتِ الحياةِ اليومية.

وفي التطورات المالية، بدا امس، وفي ظل استمرار اقفال المصارف من دون قرار يحدد موعد عودتها الى العمل، وتعطل منصة “صيرفة” سواء بسبب اضراب المصارف، او بسبب عجز مصرف لبنان عن التدخل الفاعل بسبب النقص في الاحتياط الذي يحويه، كان الوقت في سباق مع ارتفاع الاسعار التي عجز المواطنون عن اللحاق بها، وبرز تغيير اسعار المشتقات النفطية اشبه باللعبة اذ بات يصدر مرة كل ثلاث ساعات ليزيد اكثر من 200 الف ليرة، وادى ذلك الى ارتفاع جنوني في كل المواد والسلع. ووزعت “الدولية للمعلومات” دراسة عن ارتفاع في كلفة النّقل بالسيّارة الخاصّة، إذ بلغت 15,800 ليرة للكيلومتر واحد (على سعر مليوني ليرة لصفيحة البنزين)، مع السيّارة التي تستهلك 170 كيلومتراً/صفيحة، وتقطع مسافة 11 ألف كيلومتر سنويّاً. وبذلك بات الوصول الى مكان عمل قريب بحدود العشرة كيلومترات، يكلف يوميا نحو 350 الف ليرة يوميا في حين ان بدل النقل الرسمي لم يتجاوز الـ 95 الف ليرة حتى تاريخه.

وفي تداعيات الازمة المالية، ابدى وزير الاتصالات جوني القرم تخوفه من تخلي مواطنين عن اشتراكاتهم الخليوية او الاشتراك في خدمات اقل، تنعكس سلبا على المردود، كما يحصل حاليا مع مؤسسة كهرباء لبنان، اذ يعمد مواطنون الى الغاء اشتراكاتهم.

وفي الاجتماع مع شركتي الخليوي، أكد الوزير القرم أنه “مستمر في متابعة سير عمل الخطة وأعطى توجيهاته بضرورة إعطاء تحفيزات للمشتركين لعدم الخروج عن الشبكة”. وطلب أن تعاود شركتي الخليوي “ألفا” و”تاتش” بدءا من يوم الخميس، ولفترة محدّدة، تقديم 30 دقيقة مجانية لمشتركيهما مع كل بطاقة تشريج من فئة 7.5 دولارات بصلاحية 30 يوما، مشددا على ضرورة ان تعطي شركتا الخليوي عروضا متنوّعة تحاكي حاجات مختلف الشرائح.

وردّاً على انتقادات بشأن عدم فعالية المحاضر التي تقوم بها وزارة الاقتصاد في السوق، اشار وزير الاقتصاد أمين سلام خلال جولة له على الاسواق: “لا نقوم بـ”عراضات” ولكن فوق الـ50% من السوق غير مضبوطة بسبب سلطة نقدية غائبة خلقت جواً من الضياع وليرة منهارة، وعلى القضاء أن يصدر ويُطبّق الأحكام”. بدوره، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابي حيدر خلال جولة لمراقبة وضبط الاسعار، “هناك عدم التزام بموضوع التسعير وهناك مستوردون يسعرّون بالليرة اللبنانية وهناك اختلاف بالاسعار بين الرفوف والصندوق ومخالفات بهوامش الربح”.

بري وميقاتي

ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع الاثنين المقبل لوضع جدول اعمال لعقد جلسة تشريعية.

الى ذلك رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على بري بعد قوله ان الازمة الرئاسية سببها عدم تفاهم المسيحيين فقال: طوّل بالك فالصراع ليس بين المسيحيين والمسلمين وبقدر ما هناك خلافات بيننا وبين حركة امل هناك خلافات بيننا والتيار الوطني فالخلاف سياسي وما تفعله هو لغش الرأي العام.

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي فشدد على ان “الصعوبات لن تثنينا عن المضي في العمل لإنقاذ وطننا، وندعو الجميع الى مؤازرتنا في هذه الورشة والتعاون لدفع عملية النهوض قدماً”. وكشف أن وفد صندوق النقد الدولي الذي زاره امس “جدّد دعمه للبنان وأمله في ان نسرع في اقرار الخطوات الاصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق، والذي من شأنه ان يفتح ابواب الامل للبنان افضل وخطوات اضافية من الدعم من قبل المجتمع الدولي”. وكان رئيس الحكومة يتحدث خلال رعايته في السرايا حفل “إطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي” الذي دعا اليه وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه.

الجمهورية عنونت : قفزات بالآلاف للدولار وفوضى أسعار.. الداخل تضييع وقت في انتظار حراكات الخارج

وكتبت صحيفة “الجمهورية” تقول : المنطقة كلّها تتحرك على ما بَدا انها “كلمة سرّ” أقوى من الجميع فرضت على أعداء الأمس أن يكسروا الحواجز الفاصلة بينهم، ويتحوّلوا من مسار المواجهة والصدام الذي سلكوه لسنوات طويلة الى فتح صفحات جديدة للتقارب والوئام.

واضح انّ المنطقة على باب حقبة جديدة، السعوديون والايرانيون قرروا في لحظة أن يفككوا صواعق التفجير السياسي وغير السياسي، وها هو الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي سيحل ضيفاً على الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في زيارة لتعزيز التقارب بين البلدين، وها هو الباب العربي بدأ يُفتح على مصراعيه امام الرئيس السوري بشار الاسد، بعد قطيعة لسنوات طويلة. وهذا المسار مكمّل فيما يبدو الى تحولات وتقارب اوسع واشمل في الآتي من الايام.

كل ذلك يجري، فيما لبنان في عالم آخر، ومكونات تعطيل الحياة فيه، تحبسه من جهة، في مغارة حساباتها وصغائرها، وتتركه في مهب أزمة تنهش شعبه وحرب مدمرة يشنها لصوص الدولار على لقمة اللبنانيين، وقد تجاوز بالامس الـ120 الف ليرة، وصفيحة البنزين فوق المليوني ليرة وربطة الخبز بـ50 الفاً، والسوق فالتة الى المدى الابعد وليس من يردعها. تتعامل معه، من جهة ثانية وكأنه معزول عن محيطه، وبدل أن يدفعها سواد الوضع الداخلي الى ان تتلقّف اشارات التقارب المتسارعة على اكثر من ساحة في المنطقة، وتبني عليها فرصة لنقل عدوى التقارب الى الداخل، تفتح امام لبنان باب الالتحاق بالقافلة، جمّدته خلف جدران أزمته، وأبقته خاضعاً لسياسات مراهقة ومكابرات لا حدود لها وصبيانيات عابثة تقيّده في لعبة قاتلة على حلبة تضييع الوقت وإعدام الفرص.

الحل من الخارج

واذا كان الانسداد الكامل هو عنوان المشهد اللبناني في كل تفاصيله السياسية والرئاسيّة، وما يواكب ذلك من مُنزلقات كارثية ماليا واقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا، الا انه وعلى ما تقول مصادر مسؤولة لـ”الجمهورية” لا يبعث على التشاؤم الكلي، ليس بناءً على استفاقة داخلية متوقعة من معطّلي الحياة في لبنان تغلّب ارادة التوافق، والتي لو أنها غُلِّبت لكنّا دفعنا ثمناً اقل بكثير من الاثمان الباهظة التي ندفعها حالياً في امننا السياسي والاجتماعي، بل بناء على ما قد تحمله رياح المنطقة في اتجاه هذا البلد ربطاً بمسار الانفراجات المتسارعة على اكثر من ساحة فيها، التي لا بد أن تلفح لبنان في المدى المنظور”.

وإذ لفتت المصادر الى انها لا تملك اي معطيات ملموسة تؤشر الى ذلك، اكدت في الوقت نفسه انّ لبنان ليس في صحراء معزولة عن محيطه، فكما سبق ولفحته رياح التوترات على مدى سنوات خَلت، سواء تداعيات الحرب اليمنية عليه، والكل يذكر مستوى التوتر الذي واكبَ الخطاب السياسي سواء داخل لبنان او خارجه ربطاً بتلك الحرب، او تداعيات الحرب في سوريا، وما رافقها منذ اندلاعها في العام 2011، من توترات شديدة القسوة أخذت اشكالاً وألواناً متعددة على المستوى اللبناني، فكذلك ستلفحه حتماً ارتدادات إيجابيات المنطقة، والمسألة مسألة وقت لا يبدو انه طويل.

وتؤكد المصادر انه بمعزل عن الصراخ السياسي الدائر من أكثر من مكان واتجاه داخلي، وما يرافق ذلك من تعلية للسقوف من هنا وهناك، فقد كان في لحظة تغطية لمنطق المكابرة لمجرّد المكابرة، ولمنطق التمترس فوق اشجار الشروط والمواصفات المتناقضة، وللمنطق الصدامي العاجز عن صياغة حلول، او الرافض لأي فرصة للتلاقي الداخلي على بت الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية متوافَق عليه، الا انه في موازاة الاقليمية التي طرأت، يبدو وكأنه صراخ المربك المنتظر لما سيتقرر بالنسبة الى لبنان بين الدول المعنية المؤثرة في الملف اللبناني، حيث أنّ هذا القرار سيتّصِف بصفة الالزام لكل اللاعبين السياسيين على الساحة اللبنانية. فضلاً عن انّ القاصي والداني بات مسلماً ان فرص الحلول المعدومة داخلياً، وخصوصا للملف الرئاسي، لم يعد ثمّة سبيل اليها من خلال ارادة خارجية تفرض هذا الحل”.

باريس والرياض

وعلى الخط االموازي، يتموضَع الحراك الفرنسي السعودي في اتجاه لبنان، وآخره الاجتماع الثنائي في القصر الرئاسي الفرنسي يوم الجمعة الماضي، الذي أُحيط بتكتم شديد على مجرياته. ووفق معلومات موثوقة لـ”الجمهورية” من مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية فإنّ جولة مشاورات جديدة قد تعقد بين الجانبين الفرنسي والسعودي وليس بالضرورة ان تكون في باريس.

واللافت في رد المصادر على سؤال لـ”الجمهورية” عما اذا كان الاجتماع بين الجانبين الفرنسي والسعودي قد انتهى الى الفشل، استغربت الحديث عن فشل، معتبرة ذلك حكماً متسرعاً على هذا الاجتماع، فجوهر الاجتماع هو مساعدة لبنان على تخطي أزمته، وتمكين اللبنانيين من إتمام الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والجانبان الفرنسي والسعودي يدركان الحاجة الماسّة للبنان بانتظام وضعه السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية، والى نهضة اقتصادية مع تشكيل حكومة تباشر في الاصلاحات. ومن هنا فإنهما يُقاربان الصيَغ التي يمكن ان يتوافق حولها اللبنانيون لتحقيق هذا الهدف، والنقاش مستمر، وامر طبيعي جداً ان تكون لكل طرف وجهة نظره، وهو الامر الذي يحسمه النقاش ويبني حولها تقاطعات عليها، بما يحقق الغاية المرجوّة بمساعدة اللبنانيين.

ورداً على سؤال عما اذا كان الجانبان الفرنسي والسعودي قد اختلفا في النظرة الى بعض المرشحين لرئاسة الجمهورية، قالت المصادر انّ الملف الرئاسي في لبنان يُقارب من كل جوانبه، وكما أشرنا يُقارب من خلفية المساعدة على انتخاب رئيس لبنان في اسرع وقت، الّا ان الاساس في هذا النقاش هو انّ فرنسا وكذلك السعودية ملتزمان بمساعدة اللبنانيين، ويؤكدان على ما سبق تأكيده في اجتماع الدول الخمس في شباط الماضي بأنّ احداً لن ينوب عن اللبنانيين في اختياراتهم.

يُشار في هذا السياق الى انّ غياب اي بيان حول مجريات الاجتماع الفرنسي السعودي، أطلق العنان لبعض التكهنات والسيناريوهات التي افترضت خلافاً بين منطق فرنسي يسعى الى تسوية رئاسية تُفضي الى انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومنطق سعودي يعارض هذا الامر.

حراك السفيرين

الى ذلك، اكدت مصادر سياسية مسؤولة لـ”الجمهورية” انها لم تلمس اشارات ايجابية مرتبطة باجتماع باريس، الا انها في الوقت نفسه لا تستطيع الركون الى الاقاويل السلبية التي تلته، وقالت: لم نقف بعد على النتائج الحقيقية التي انتهى اليها الاجتماع الفرنسي السعودي في باريس، وليس مستبعداً ان نشهد حراكاً في هذا الاتجاه للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي كان حاضراً في اجتماع باريس، وكذلك السفيرة الفرنسية آن غريو، وفي ضوء ذلك يتبيّن الخيط الايجابي من الخيط السلبي، وساعتئذ نبني على هذا الخيط او ذاك”.

فرنجية خيار نهائي

وفي وقت تردّد انّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يدرس التوقيت الملائم لإعلان ترشيح نفسه رسمياً لرئاسة الجمهورية، أكدت مصادر ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” على التزامهما النهائي بدعمه، وكشفت لـ”الجمهورية” انّ “ثمة ماكينة مدفوع لها، حرّكت في الآونة الاخيرة عبر بعض الشاشات والمنصات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي للتشويش على موقفنا من دعم الوزير فرنجية، واختلاق فرضيات سخيفة بإمكان تخلّي الثنائي الوطني عن فرنجية لمصلحة خيار آخر، لم نرد لأننا لسنا في حاجة الى الرد، ذلك انّ فرنجية خيارنا النهائي، وقناعتنا به نهائية، ولا يوجد لدينا ما يسمّونه “بلان ب” او خيار ثان او ثالث غيره، فخيارنا الاول والثاني والثالث حتى آخر العد اسمه سليمان فرنجية. وقلنا كلمتنا بدعمه، والكرة في ملعب الآخرين، الذين بَدل المضي في تعطيل الرئاسة والتلهي بفبركات وتشويشات، فليرشّحوا من يرونه مناسباً لهم، ولينزلوا الى المجلس وننتخب الرئيس.
وردا على سؤال، قالت المصادر: نحن كما سبق وأكّدنا اننا مع أيّ حراك داخلي على ايّ مستوى يؤدّي الى توافق على رئيس، او على الاقل التوافق على إتمام العملية الانتخابية في جو تنافسي صحّي سليم، لأننا نعتبر انّ بقاء الحال على ما هو عليه سيصل بنا الى تعقيدات اكبر واصعب ومخاطر كبيرة تعمق مأزق الازمة اكثر، وتفاقم من معاناة اللبنانيين الذي بلغت حدا خطيرا جدا مع الارتفاع الجنوني للدولار في الآونة الاخيرة.

رئيس يمدّد الأزمة

في المقابل، ابلغت مصادر معارضة إلى “الجمهورية” قولها إنّ “حزب الله” وحلفاءه يخيّرون اللبنانيين بين أمرين، امّا استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، وامّا انتخاب الرئيس الذي يختارونه، لإبقاء لبنان في دائرة العزلة، وفي الفلك الايراني وعلى خط المواجهة مع كل العالم.

واكدت المصادر “رفضها لهذا المنحى الانقلابي الذي يقوده الحزب على ارادة الشعب اللبناني في التغيير، وانتخاب رئيس للجمهورية سيادي وتغييري يحفظ هوية لبنان، يلبّي طموحاته بوطن سليم مُعافى”. وقالت: “اننا سنواجه بكل الوسائل القانونية هذا الانقلاب الهادف الى فرض رئيس للجمهورية يمدّد الازمة ست سنوات جديدة، ويخضع لبنان لمحور الممانعة المَمجوجة التي تسببت بهذا الافلاس والخراب الذي يصيب لبنان. وبالتالي، لن نكون جزءاً من عملية إتمام النصاب لأي جلسة نيابية يُدعى إليها لانتخابه”.
وعندما سُئلت المصادر “لماذا لا تقدمون مرشّحكم لرئاسة الجمهورية كما فعل خصومكم؟” قالت: كنّا السبّاقين الى طرح اسم النائب ميشال معوض، وتعاملوا مع هذا الترشيح بخفة، وطيّروا نصاب الجلسات.

وعمّا اذا كان نواب المعارضة سيشاركون في جلسة يتنافس فيها مرشح المعارضة مع المرشح المدعوم من “أمل” و”حزب الله”؟ آثرت المصادر المعارضة الصمت ولم تجب.

جعجع : هناك مرشحان

واللافت في هذا السياق ما أعلنه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية “انّ هناك مرشحين هما سليمان فرنجية وميشال معوض. وتوجّه الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري قائلاً انه بوجود هذين المرشحين “تفضّل يا دولة الرئيس وادعُ الى جلسة للانتخاب. فقد دعوتَ لجلسات صورية ونوابك يخرجون من الدورة الثانية ويعطّلون الجلسات”.

كما رد جعجع على قول بري بأنّ الازمة الرئاسية سببها عدم تفاهم المسيحيين، وقال: “مقولة انّ القوى السياسية المسيحية “مش متفقين وهنّي معطّلين” غَلط. رَوّق بالك فالصراع ليس بين المسيحيين والمسلمين. وبقدر ما هناك خلافات بيننا وبين “أمل” هناك خلافات بيننا وبين التيار الوطني الحر. فالخلاف سياسي، وما تفعله هو لِغِش الرأي العام”.
وحول دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين للمشاركة في يوم اختلاء روحي وصلاة، الأربعاء 5 نيسان المقبل في حريصا، قال جعجع: “اننا سنشارك في شكل كامل في خلوة حريصا آملين من الله ان يستجيب لصلوات البطريرك”.

جلسة تشريعية

على صعيد آخر، يحضر رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد جلسة تشريعية لمجلس النواب تتناول مجموعة من البنود الملحة، ولهذه الغاية وجه الدعوة الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس بعد ظهر الاثنين المقبل في مقر رئاسة المجلس في عين التينة.

على انّ مصير هذه الجلسة يبقى مرتبطاً بمدى تجاوب بعض الاطراف السياسية مع الحاجة الى عقدها، وكذلك بمدى المكابرة التي أبدَتها هذه الاطراف نفسها حيال رفض انعقاد المجلس في جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس للجمهورية.

وقالت مصادر مجلسية لـ”الجمهورية” انّ بري سيدعو الى الجلسة التشريعية، من دون الرضوخ الى أي تفسيرات غير واقعية تفترض انّ المجلس هيئة انتخابية لا هيئة تشريعية، او مكابرات تمنع على المجلس ممارسة دوره وحقه في التشريع، الذي لا يمكن لأحد أن ينتزع منه هذا الدور وهذا الحق المَنصوص عليه في الدستور ولا يستطيع ان يُجادل فيه.

ميقاتي

الى ذلك، شدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، خلال رعايته في السرايا حفل “إطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي”، أمس، على انّ “الصعوبات لن تُثنينا عن المضيّ في العمل لإنقاذ وطننا، وندعو الجميع الى مؤازرتنا في هذه الورشة والتعاون لدفع عملية النهوض قدماً”.
وكشف أنّ وفد صندوق النقد الدولي الذي زاره أمس “جَدّد دعمه للبنان وأمله في ان نُسرع في إقرار الخطوات الاصلاحية المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق، والذي من شأنه ان يفتح ابواب الامل للبنان أفضل وخطوات اضافية من الدعم من قبل المجتمع الدولي”.

وعشيّة زيارة يقوم بها ميقاتي الى قبرص لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية، عقدت جلسة للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان للاطلاع من الخبير النروجي في العائدات البترولية وإنشاء الصناديق السيادية فيدار اوفيسين عن تجارب عدد من الدول فيما يتعلق بإنشاء الصندوق السيادي. بعد الجلسة قال كنعان “اطّلعنا من الخبير النروجي المتخصّص بالصناديق السيادية على كيفية ادارة الصندوق وتغذيته واستثماراته وادارته المستقلة”، مُعلنًا أن “الخبير أجاب عن أسئلة النواب، وسنكون أمام جلستين لإنهاء البحث ورفع التقرير النهائي”.
وشدد كنعان على أنّ “موضوع الصندوق السيادي والنفط شمعة في نفق مظلم يجب ان نعرف كيفية الاستفادة منه لأنه يفيدنا في مفاوضاتنا مع صندوق النقد، على ان يترافَق مع الاصلاح والشفافية والمحاسبة ليبدأ لبنان مسيرة استعادة الثقة”.

“أمل” للحوار والوفاق

الى ذلك، وفي بيان لمكتبها السياسي، تمنّت حركة “أمل” ان تفيض خيرات هذا الشّهر وأجواؤه الايمانية والروحانية على اللبنانيين أمناً وسلاماً وتمكناً من أداء فريضة الصوم عند المسلمين، وهو ما يتزامَن مع الصوم الكبير لدى المسيحيين”، ودعت المسؤولين والمعنيين “لاستلهام معاني وقيَم هذا الشهر رأفةً بالعباد وحفظاً لمصالح البلاد، والإقدام على إنجاز ما ينتظره المواطنون على صعيد الإستحقاقات الدستورية بمختلف عناوينها، من دون انتظار المتغيرات الاقليمية، حيث لا خيار إلا بلقاء وحوار ووفاق العناصر الداخلية في الوطن، بعيداً عن لعبة استنزاف الوقت والبلد، ورَمي الكرة في ملعب الآخرين”.

وشددت من جهة ثانية على “أن تقوم الأجهزة المعنية بمنع قوى الإحتكار وكبار التجار والمستوردين والمتحكّمين بأسعار السلع من رفع الأسعار للمواد الغذائية، خاصة في ظل عدم قدرة أصحاب الشأن على لجم العصابات التي تقف وراء ارتفاع أسعار الدولار، مما يزيد الأعباء المعيشية على المواطنين”.

الأقل سعادة

من جهة ثانية، أظهَر تقرير شبكة التنمية المستدامة التابعة لـ”الأمم المتحدة” لعام 2023، في اليوم العالمي للسعادة، أنّ لبنان احتل المرتبة ما قبل الأخيرة.
وبحسب التقرير، إنّ فنلندا حافظت على مرتبتها، للسنة السادسة على التوالي، على رأس الدول الأكثر سعادة، تلتها الدنمارك وأيسلندا وإسرائيل وهولندا والسويد والنرويج ثم سويسرا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا. امّا النمسا فحلّت رقم 11، وأستراليا جاءت رقم 12، وكندا رقم 13، وأيرلندا بالمركز 14، والولايات المتحدة رقم 15. كما حلّت الإمارات في الصدارة عربياً وبالمركز 26 عالمياً من حيث مؤشر السعادة (6.571)، وتلتها السعودية بالمركز الثاني عربياً و30 عالمياً، ثم جاءت البحرين الثالثة عربياً وبالمرتبة 42 عالمياً.
ووفق التقرير انّ لبنان وأفغانستان لا يزالان الأكثر تعاسة، فحلّ لبنان في المركز 136، وحلّت أفغانستان في المرتبة 137.

الديار عنونت : الليرة تنهار دون كوابح ولبنان ينافس افغانستان على المرتبة الاخيرة في “التعاسة”

“مساومة” سعودية تؤجل الحل وفرصة مقيدة للمعارضة للاتفاق على مرشح رئاسي

دعوة بكركي للصلاة تكتمل بموافقة الاحزاب المسيحية الرئيسية ولا تفاهمات سياسية

وكتبت صحيفة “الديار” تقول : لا حل في الافق حتى الآن للازمات اللبنانية المتناسلة وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي، القوى السياسية اللبنانية بمعظمها لا تزال تراهن على “دعسة ناقصة” في الاتفاق السعودي -الايراني للتملص من اي تسوية مفترضة، ويبدو انها تستغل فترة الاختبار الاولية للاتفاق المحددة بشهرين حتى آخر رمق لمحاولة رفع المكاسب على “الطاولة”، وهي تستفيد ايضا من عدم رغبة الرياض في التقدم باي خطوة ايجابية على الساحة اللبنانية الآن، رغبة منها ايضا في تحصيل مكسب اضافي في الاتفاق طالما انه لم يشمل الملف اللبناني على نحو تفصيلي. فلا داعي للاستعجال في اجتراح الحلول او “التراجع” “خطوة الى الوراء” كما لمس الفرنسيون في اللقاء الباريسي الاخير. في المقابل طهران ليست في وارد الضغط الان على “الشركاء” الجدد لتسريع الحل في بيروت، ولا ايضا في وارد الضغط على حلفائها وفي مقدمتهم حزب الله، لتقديم تنازلات، لم تفعل في السباق، ولن تفعل الآن، ولهذا يرجح بقاء الاوضاع معلقة اقله خلال الشهرين المقبلين، ريثما تتبلور الامور في المنطقة المقبلة على تحولات غير مسبوقة. في هذا الوقت اكتمل عقد “الصلاة الروحية” المسيحية بموافقة “القوات” والكتائب” لكن لا يعني ذلك وجود اتفاق سياسي على خارطة طريق للخروج من الازمة الرئاسية، بينما نجحت بكركي في الحفاظ على “ماء وجهها” مهما كانت النتائج. وفي الانتظار من يقرأ على نحو خاطىء “لعبة” المصالح الكبرى ويبقى غارقا في “حروب الزواريب” الضيقة، والمصالح الشخصية، سيدفع الثمن لاحقا. كما تقول اوساط دبلوماسية. طبعا الناس في واد والسياسيون في واد آخر، الدولار لامس 120 الف ليرة، وربطة الخبز الخمسين الف ليرة، والبنزين المليونين، ما يجعل البلاد في منافسة شديدة مع افغانستان وحدها تسبق لبنان في قائمة الدولة الاكثر تعاسة بحسب التصنيف الاخيرة للامم المتحدة.

لبنان الاكثر تعاسة

وفي هذا السياق، أظهر تقرير شبكة التنمية المستدامة التابعة لـ”الأمم المتحدة” لعام 2023، في اليوم العالمي للسعادة، محافظة فنلندا على مرتبتها الاولى، للسنة السادسة على التوالي، على رأس الدول الأكثر سعادة، فيما احتل لبنان المرتبة ما قبل الأخيرة في الهرم تنافسه افغانستان التي حلت في المرتبة 137 الاخيرة. ويأخذ التقرير في الاعتبار عوامل عدة مثل متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا المؤشر يعطي معلومات عن الوضع الاقتصادي في البلد، إضافة إلى الوضع الاجتماعي للفرد ووجود شخص ما ليعتمد عليه، وكذلك مؤشر الصحة والعمر المتوقع، وحرية اتخاذ القرارات، والكرم والانخراط في الأعمال التطوعية، هذا فضلا عن انخفاض الفساد. وجاءت فنلندا للسنة السادسة على التوالي في المركز الأول من التقرير، وتلتها الدنمارك. كما حلّت الإمارات في الصدارة عربيا وبالمركز 26 عالميا من حيث مؤشر السعادة وتلتها السعودية بالمركز الثاني عربيا و30 عالميا.

“مساومة” جديدة؟

وفيما يغيب لبنان هذا الاسبوع وربما اكثر عن الاتصالات الفرنسية السعودية، مع آمال ضعيفة بان يتمكن الرئيس ايمانويل ماكرون من فتح النقاش حوله خلال زيارة الى الرياض الاثنين المقبل عنوانها اقتصادي، كشفت مصادر دبلوماسية عن عدم وجود اتفاق حتى الآن على صفقة المقايضة الفرنسية ولكنها لا ترى ان “الابواب مقفلة” امام انتخاب سليمان فرنجية رئيسا مقابل تعيين نواف سلام رئيساً للحكومة. الجديد الان هو طرح ورقة مساومة جديدة على “الطاولة”: السعودية وإيران تقفان على حافة استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. ولبنان هو أحدى القضايا الأساسية التي ستغذي العلاقات بينهما. السعودية تعارض صيغة فرنسا ومرشح حزب الله للرئاسة. وهي تريد حشر إيران كي تقرر “رئاسة مفضلة في لبنان أم صداقة مع السعودية”؟. ووفقا لتلك المصادر فان الرياض تماطل الى حين التزام ايران بتنفيذ احد بنود الاتفاق المرتبط بوقف تزويد السلاح للحوثيين في اليمن. وعندها سيتغير موقف السعودية من موضوع الرئاسة في لبنان!

الرهان على “سراب”!

في المقابل، تشير اوساط نيابية لبنانية الى ان الرهان السعودي اذا كان صحيحا فهو رهان على “سراب”، لان الايرانيين لن يقبلوا ابدا باي مقايضة على حساب حزب الله في لبنان، وهم من اليوم الاول قالوا صراحة ان لا احد يتحدث في هذا الملف الا السيد حسن نصرالله. ومن يراهن على مساومة طهران على موقع الحزب وقوته في لبنان سينتظر كثيرا. ولن تمر اي تسوية الا اذا كانت متوازنة كما يقاربها الجانب الفرنسي.

وحدة المعارضة

في هذا الوقت، يتحدث زوار “معراب” عن مهلة غير مفتوحة تنتهي في شهر ايار المقبل حتى تتمكن المعارضة من التوحد وراء مرشح واحد يمكن ان يكون ندا لفرنجية ليلغيه. ووفقا للمعلومات فان الرياض لن تضغط على احد من حلفائها في الفترة الفاصلة لتقديم اي تنازلات في الملف الرئاسي، وهي منحت المعارضة متسعاً من الوقت لإعادة ترتيب “اوراقها” لمواكبة الفترة الزمنية المتفق عليها بين الرياض وطهران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية. وهي ابلغتهم ان مهلة الشهرين تتطلب الاستعداد للمرحلة السياسية الجديدة التي يُفترض أن تنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية، فاما يكونوا جاهزين للجلوس على “الطاولة” موحدين، او ستكون الامور اكثر صعوبة والتسوية لن تحصل كما يشتهون، لان الوصول الى مرشح تجتمع حوله قوى المعارضة اضافة الى التيار الوطني الحر سيعني حكما اجبارالفريق الآخر على التنازل عن ترشيح فرنجية، واذا لم يحصل ذلك “فلكل حادث حديث”؟!

رعد “يفرمل” التفاؤل

وفي موقف لافت يتماشى مع هذه الاجواء، دعا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، إلى عدم رفع سقف التوقّعات بشأن تأثير الاتفاق الإيراني- السعودي في لبنان سريعاً، موضحاً أنّ مادة الاتفاق الأساسية هي إعادة تصويب العلاقات الثنائية بين البلدين، لكنّه أشار إلى أنّ هذا الاتفاق “يشيع مناخاً إيجابياً” ويؤسّس لتبادل وجهات النظر بين المتخاصمين أو بين الأطراف المتباينين في مواقفهم، إلا أنّ الحلّ لا يكون من الخارج إنّما من الداخل مستفيداً من سحابة التفاهم الإيجابي الذي حصل في المنطقة لا أكثر ولا أقل. وأشار إلى أنّ “بعض القوى الإقليمية والدولية تتحفّظ، ولها رأي آخر وتمارس عبر علاقاتها مع بعض النواب اللبنانيين ما يُفضي إلى تعطيل العملية الإنتخابية”، لافتاً إلى أنّه عندما “يضع طرف إقليمي “فيتو” على مرشّح ويلتزم هذا الطرح بعض اللبنانيين معنى ذلك أنّ هناك تعطيلاً للاستحقاق الانتخابي”، آملاً أن “يتغيّر هذا الموقف”، وقال إنّ “رهاناتنا ليست عالية المنسوب، لكن لا بُدّ من أن نعطي الفرص في هذا المجال”…

ضربة اسرائيلية – اميركية؟

ولا تتوقف الرهانات هنا، ووفقا لمصادر مطلعة، فثمة من يراهن على تحرك اميركي – اسرائيلي ضد ايران يخلط الاوراق من جديد في المنطقة، وقد نشر الاعلام الاسرائيلي ما يدعم هذه النظرية، حيث اشارت صحيقة “يديعوت احرنوت” الى ان كل هذه التطورات تحصل فيما تستعد إسرائيل والولايات المتحدة لعملية عسكرية محتملة ضد إيران. ولفتت الى ان وزير الدفاع الاميركي، ورئيس الأركان بحثا الامر في اسرائيل. فيما طيارو سلاح الجو يتدربون مع طيارين أميركيين في نيفادا. وتستمر النشاطات لأن للإدارة في هذه اللحظة مصلحة في أن يرى الإيرانيون بأن الخيار العسكري على الطاولة. وحسب أحد المصادر، عرض أوستن على إسرائيل خطة متداخلة. وحسب المصدر إياه، رفض نتنياهو تبني الخطة، خوفاً من أن يوقف رئيس الولايات المتحدة العملية في لحظة الأمر. ووفقا للصحيفة، يتبين ان العناق الأميركي كعناق دب.يعرفون ما يميل الإسرائيليون إلى كبته: لا أمل في وقف إيران في الطريق إلى النووي إلا بمساعدة أميركا. يبدأ هذا بإسناد دولي لأعمال إسرائيلية وينتهي بطائرات الشحن بالوقود والقنابل وقطع الغيار. ثمة صلة واضحة ومقلقة بين قدرة إسرائيل على كبح إيران وردعها وبين الثورة التي يقوم بها نتانياهو. كلما تقدم الانقلاب ابتعد الردع.!

صلاة لا سياسة

في هذا الوقت اكتمل النصاب مسيحيا للصلاة الروحية التي دعت اليها بكركي في الخامس من نيسان المقبل، بعدما اعلن حزبا القوات الللبنانية والكتائب المشاركة، فيما اتفق النواب “التغييريون” على ان يتخذ كل نائب موقفا منفردا من الحضور، وقد اعلنت النائب بولا يعقوبيان المقاطعة. هذا الحضور “الروحي” لن يتمدد الى السياسة كما تقول اوساط نيابية مطلعة، فالحضور للصلاة لا يعني الدخول في محادثات سياسية حول الاستحقاق الرئاسي، هذا على الاقل موقف “القوات” التي اعلنت عدم المقاطعة حفاظا على “ماء وجه بكركي” وليس اي شيء آخر، فالقرار واضح حتى الآن بعدم منح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اي فرصة لتعويم نفسه مجددا تحت عناوين براقة لم يلتزم بها.

“المخرج الوحيد”؟

وفي الاساس فان الدعوة الى الصلاة تبدو المخرج الوحيد المتاح امام بكركي بعد فشل جولة المطران انطوان ابي نجم على القيادات المسيحية والتي فشلت في تحقيق اي اختراق في المواقف المتباعدة والمختلفة على كل شيء. ولهذا لم تتم الدعوة تحت عنوان سياسي، فالصرح البطريركي يخشى الفشل ولهذا اختار دعوة النواب الى لقاء “روحي”… فإذا أنتج شيئا في السياسة والرئاسة، وهو أمر مستبعد كان به، واذا لم يفعل، فان احدا لن يتحدث عن الفشل حينها بما لان عنوان الدعوة في الاصل لم يكن سياسيا.

جعجع ينتقد بري

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعلن بعد اجتماع تكتل الجمهورية القوية المشاركة في شكل كامل في خلوة حريصا “آملين من الله ان يستجيب لصلوات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي”. وتوجه لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد قول الاخير ان الازمة الرئاسية سببها عدم تفاهم المسيحيين “روّق بالك، فالصراع ليس بين المسيحيين والمسلمين وبقدر ما هناك خلافات بيننا و”امل” هناك خلافات بيننا و”التيار الوطني الحر” فالخلاف سياسي وما تفعله هو لغش الرأي العام”. اضاف: هناك مرشحان هما سليمان فرنجية وميشال معوض وتفضل يا دولة الرئيس وادع الى جلسة للانتخاب، وتابع متوجها لبري “دعيت لجلسات صورية ونوابك يخرجون من الدورة الثانية ويعطلون الجلسات و”مقولة ان القوى السياسية المسيحية مش متفقين وهني معطلين غلط”.

من يدفع الثمن؟

وفيما ينتظر ان تعيد دعوة الرئيس بري هيئة مكتب المجلس للانعقاد يوم الاثنين المقبل للبحث بعقد جلسة تشريعية فتح النقاش السياسي الحاد مجددا، دعت مصادر مقربة من “عين التينة” جعجع الى انجاز تفاهم مسيحي حول اسم رئيس والذهاب به الى المجلس النيابي، بدل تشويه مقاصد الرئيس بري التي يعرف الجميع ماهيتها. وفي السياق نفسه، دعت اوساط مطلعة بعض القوى غير المقتنعة بوجود تغييرات كبيرة في المنطقة الى قراءة مرحلة ما بعد الاتفاق السعودي- الايراني جيدا، فالتحولات المتسارعة لن تقف عند حدود، ولا يجب اغفال الاتصالات الخليجية المتسارعة مع سوريا لاعادتها الى الحضن العربي وهو امر سينعكس حكما على الساحة اللبنانية. ومن لا يواكب هذه الاحداث قد يدفع اثمانا باهظة.؟

اسرائيل : حزب الله سيحقق ما يريده!

في هذا الوقت، حضرت عملية مجدو في الاعلام الاسرائيلي مرة جديدة. وتحدثت صحيفة “هآرتس” عن خيارات اسرائيل المحدودة تجاه التعامل مع الحدث في وقت يقترب حزب الله من تحقيق انتصار سياسي جديد قريبا. وتساءلت الصحيفة “هل تعرف إسرائيل ما الذي تريده؟ حرب شاملة مع لبنان؟ قصف قاعدة أو تصفية محددة لشخصية رفيعة؟ هل تستطيع اتخاذ قرار استراتيجي كهذا في الظروف السياسية الحالية دون أن يعتبر محاولة للقضاء على الاحتجاج، أو مناورة تتحدى بها جنود الاحتياط والطيارين؟” ولفتت الصحيفة الى ان لا مصلحة لحزب الله بحرب في المنطقة، واستندت الى توقعات متفائلة لمستقبل لبنان، وقالت ان اعلان شركة “توتال” الفرنسية عن نشر عطاء دولي للتنقيب عن الغاز في حقل الغاز قانا، وهذا يمنح البلاد فرصة الاستفادة منه خلال سنتين أو ثلاث سنوات. والحكومة اللبنانية التي يعد حزب الله عضواً فيها، يمكنها أن تستفيد منه أيضاً. الولايات المتحدة تتجه للسماح لمصر والأردن على بيع الغاز والكهرباء للبنان عبر سوريا.في هذه الظروف، حيث حزب الله على شفا تشكيل سلطة سياسية كما يريد في لبنان بموافقة معظم الدول الاقليمية والدولية المهتمة بالشان اللبناني، يصعب العثور على أي مصلحة له في شن حرب مع إسرائيل.؟!

مخالفات “وسرقة” بالجملة

اقتصاديا، وفيما لامس الدولارالـ 120 الفا، وارتفعت كل الاسعار، جال وزير الاقتصاد امين سلام، والمدير العام للوزارة محمد ابي حيدر، على 4 سوبرماركت، والنتيجة، مخالفات بالجملة و “سرقة” و “نهب” علني، فختمت بالشمع الاحمر. وقد اشتكى الوزير من الغرامات المنخفضة التي لا تردع احدا. وقال سلام “لا نقوم بـ “عراضات” ولكن فوق الـ50% من السوق غير مضبوطة بسبب سلطة نقدية غائبة خلقت جواً من الضياع وليرة منهارة، وعلى القضاء أن يصدر ويُطبّق الأحكام”. بدوره، قال المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابي حيدر خلال جولة لمراقبة وضبط الاسعار، “هناك عدم التزام بموضوع التسعير وهناك مستوردون يسعرّون بالليرة اللبنانية وهناك اختلاف بالاسعار بين الرفوف والصندوق ومخالفات بهوامش الربح”.

اخترنا لك