قليلاً من الحبّ والوفاء… يكفي

بقلم غادة المرّ

كم هو مؤلم أن تمسك قلماً وتوثّق هزائمك وتشيّع وطناً. أن تحمل حقائبك، ذكرياتك، وما تبقّى من أحلام مزّقها الصّمت وضجيج الحزن، وترحل بصمت القبور، شعور لا يحتمل ولا يوصف .

حزينة أنا حتّى الغضب، والوجع.

منذ سنتين ونصف كتبت مقالاً عن طموح مهندس شاب، تجرّأ أن يحلم ويرسم لون الحلم في خياله وفي قلبه، وعلى الورق. دراسة لإعادة إعمار المرفأ.

عشق الوطن ورآه صوراً وخطوطاً تحاكي الحلم والفرح والإبداع والحداثة. طرق كلّ الأبواب وحاول مع الجميع أن يقنع أولئك الَذين صادروا أصواتنا وقراراتنا فعاشوا ، ليموت حلم وطن .

حلم لبنانيّ الإبداع والتّمويل والتّنفيذ ،هدفه إعادة إعمار المرفأ والنهوض بالوضع الاقتصاديّ من تحت خطّ الدّمار ، ومن تحت ركام الأزمات الّتي عصفت بالحجر والبشر ، وانتشال الناس من بؤرة اليأس والفقر والفشل، والأهم خلق فرص عمل للشباب وتأمين مستقبلهم من أجل البقاء في وطنهم ، والمساهمة في ورشة إعادة بناء ما تهدّم .

مشروع ،يكفي أن تراه وتستمع لشرحه لتسرح بخيالك في المستقبل ، مشروع يجعلك تحب نفسك وتحلم بالغد الزّاهي، وتفتخر .

لكن ما يحتاجه هذا المشروع الحلم ، قوانين بسيطة والكثير من الحّب والوطنيَة وبكلّ بساطة … الموافقة.

أن يتجرّأ وزير أو رئيس أن يذيّل هذا المشروع المبدع، توقيعه فتحدث المعجزة.

يحتاج الترفّع عن الأنانيّة والمصلحة الشخصيّة . يحتاج جرعة حبّ، وضمير ، والكثير الكثير من القوة والإيمان بلبنان أولاً . وأن لا ينصاع للخارج ولا يضعف أمام اغراءات العملة الخضراء والمغريات أن لا يهاب شيئاً. رجل دولة يجري في عروقه دم من فئة “دم الوطن”.

سنتين ونصف ، ولا حياة لمن تنادي، كلّ يغنّي على ليلاه ويعيث فساداً ونهباً ويعقد الصَفقات المشبوهة .

يبيعون ثوب الوطن بالرخيص في سوق النّخاسة والعمالة والتّبعيّة، ويتقاسمون الثّمن .

هؤلاء الحَكام والمسؤولون في مراكز القرار، يستحقّون اللّعنة .

ماذا ينتظرون؟ ألم يشبعوا نهب وتكديس الأموال والعقارات والشَركات على حساب دموع ومآسي الناس البريئة ؟.

إنّنا نحن الشّعب المسكين ،نلعنهم وننكرهم عند صياح الدّيك، ونطالب بالعدالة .

إذا ما الشّعب يوماً أراد الحياة ، فلا بدّ لليّل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر .

فمتى يا شعبي المسكين تريد الحياة وتثور وترفض الموت ؟.

وغداً تشرق الشّمس من جديد .

لصوص

تجّار بلا ضمير ولا إنسانيَة.

مجرمو ن …خونة.

فاسدون يستحقون الرّجم والمحاكمة. المشانق في السّاحات العامّة ، تليق بهم.

من بين رماد المرفأ ، ودموع المتعبين والمظلومين، نصلّي كي يكون عذابهم أضعاف أضعاف ما فعلت ايديهم بالوطن وفينا.

إن فرّوا من محكمة وعدالة الارض ، لن ينجوا من حكم وعدالة السّماوات .

آمين؛ من الرّب نطلب.

الإمضاء شعب لبنان المسكين

. .

اخترنا لك