أمنيتان في رمضان هذه السنة

بقلم غسان صليبي

صودف هذه السنة
ان المسيحيين والمسلمين
يصومون معا،
فيما الشيعة والسنة
باشروا أيضا رمضانهم معا
على غير عادة،
وقد حلت علينا هذه الصدفة
في زمن تعاظم الصراعات المذهبية
وتفاقم الضيقة المعيشية.

بمناسبة هذه الصدفة الجميلة
في هذا الزمن القبيح،
لي امنيتان
خاصتان
في شهر رمضان
هذه السنة.

فطالما ان الجميع يصومون معا،
هل سيخجل الصائمون،
المسيحيون والمسلمون
والسنة والشيعة،
من ترداد دعائهم التاريخي
“الله ينصرنا عليهم”،
فيكون عندها صيامهم
مباركا على جميع البشر
وليس على فئة منهم،
ويعيشون معا في الأشهر القادمة
بمحبة اكثر وبكراهية اقل؟

وهل تتحقق الأمنية الثانية
في زمن الضيقة المعيشية،
حيث اصبحت القاعدة
التقليل من الطعام ومن الوجبات
بفعل الفقر والغلاء،
مما جعل من الإمساك عن الطعام لساعات
ومن ثم الإقبال عليه،
ممارسة روتينية تضعف المعنى الخاص
الجسدي والروحي
لفترة الصوم،
فضلا عن أن فئة قليلة من الناس
باتت قادرة على مساعدة الفقراء
الذين أصبحوا الاكثرية
وليس الاقلية؟

وليست الامنية الثانية
التي اتمنى ان تتحقق،
اقل من اكتشاف الصائمين،
مسيحيين ومسلمين،
سنة وشيعة،
أن المطلوب لم يعد مساعدة المعوَذين
في شهر فضيل،
بل التأسيس لنظام عيش
قائم على التضامن والتعاون والعدالة
طيلة أشهر السنة.

اخترنا لك