حكي رمضاني مختلف له فم يبحث عن أُذنان

بقلم عمار مروة

رؤيتي لرحلتنا منا بين الجبريه والقدريه أحاول مجتهداً بها هندسة شكل ومضمون مختلف لحياتنا القادمه من الغيب .
غيب أتٍ الينا من ارتباط العام الخارج عن ارادتنا (بقوة القدَرْ ) المرتبط عضوياً بالخاص الذي نطويه بإرادتنا ضمن وحده هذا الوجود الكوني الذي لطالما صدمنا بنتائج مسلكنا وهي تتسبب بأحداث جسيمة ما هي إلا نتيجه استهتارنا العام ببعضنا وبغيرنا من الكائنات وببيئة هذا الوجود الحق .

إستهتار بكل شروط نظافة ونقاء هذا الوجود الانساني النبيل الذي ابتعدنا عن سموّه وجماله وتوازنه بفجورنا .

ألَعَلّنا أدركنا الان فجأة اننا نفتقده ؟
لكنه وللاسف لن يعود كما كان ابداً إلا بعد رحيلنا الابدي عن حاضرنا الارضي باتجاه احتمالات وجود اتيه بغموض الكثير مما نجهله وببساطه القليل الذي نعتقد اننا نعرفه .

لعلنا اذا أمعنا النظر الان بشكل اعمق بالاتجاه الباطني لإحياء بعض شؤون الذاكِره لقلنا عكس ما غنّاه الراحل عبد الحليم فحافظ ي أغنيته ” أنا لا اعرف شيئاً عن حياتي الماضيه والاتيه ايضاً”.

اذا تمعّنا ببعض هذة الخفايا لربما نستطيع ان نتنبأ بشكل ومضمون حياتنا الاتيه . كما اننا اذا أردنا ان نُحسِّن هذه الظروف الاتيه التى تنتظرنا لنطويها غداً ونحن ننحت اليوم معالمها بسلوكنا وأخلاقنا ومعاملتنا لغيرنا وللبيئة ، فلننظر إذن بعين العدل الى بعضنا ولنعامل الناس بما نريدهم ان يعاملوننا به .

هذا ليس كلاماً عابراً بفائض من وعظ اخلاقي ذو نزعه خطابيه كما سيبدو لبعضكم . ولا هو ثرثره رمضانيه عابره في شهر صيام عن مسلك يومي حافل بكل مظاهر الانانيه .. هو ربما اعادة نظر تتوسل ما جرى لنا مؤخراً من آفات وحروب وزلازل يجب النظر اليها الان بعين الحِكمه ، لنتدبّر ما فيها من عِبَر بكل ما في فن البصيره والحكمه من عدل وعمق ورؤى بحاجه الى تأويل عام وخاص مختلف عما تطرحه خطابات المؤسسات الدينيه المهترئة .

الحياة لم تكن يوماً عابره ، ولم نأتيها صدفه لنمر عليها مرور القطيع في مرعى حدده لنا هذا الراعي والحاكم الأرضي الممعن في الفساد والإفساد .. فلا مالاً ولا جاهً ولا حتى ذره تراب ولا ماء حبسناه عن غيرنا ببناء السدود يمكن لاحدنا ان يأخذه معه الى حياةٍ أتيه ودون ان يتسبب بالزلازل والعطش والموت للناس ولامنا الارض .

سجلوا عندكم يا احبه : الناس شركاء في ثلاثه : الماء والنار ( بترول وغاز وثروات) والتراب ( املاك يتوازن عمرانها بزراعتها ) و لا يأخذ احدنا معه في سفره في وحده الوجود سائراً الى حيث ينتظره مصيره الا ما زرعه هنا من الحب الذي تركه في القلوب ، ناخد معنا ايضاً جمال ما تعلمناه من اللامألوف والمختلف من العلم والفن والادب والموسيقى التي تهندس الحياه بالفضائل التي تبقى ترافقنا ولا تموت بموتنا !.

موتنا هو جسر عبور بفطرة كمال وجمال هندسة هذا الوجود حيث لا شيئ يأتينا من العدم ، فآعتبروا أَيَّدنا الله واياكم بروح منه ، وتذكروا ان الله جميل وبارئ ورزّاق اكثر بكثير مما يمكن لمخلوق ان يتصوره ، وهو لا يحب لنا الا الجمال ولا يكره لنا الا القبح والجهل والظلام والحقد والانغلاق والتلوث والحروب والنميمة والغدر والتكبّر والتجبّر ومحاوله الإستئثار بالله وحده والتكلم باسمه وتأويل كلامه حتى ولو للانبياء.. الم يقل تعالى حرفياً للنبي العربي الكريم محمد ص حين حاول تفسير بعض ايات القرآن ” بسم الله الرحمن الرحيم .. لا تحرك لسانك لتعجل به .. إنَّا علينا جمعه وقرآنه “. فاعتبروا يا ناس ولا يدّعي احدكم يقيناً ما يحكم به على غيره بوكالة حصريه لشرع يدّعي تمثيل الله بدين على الارض ، عداك عن وكاله تنفيذيه لفرض هذا الشرع المُؤسلب والمشخصن بقوه احاديث مدسوسه تتعارض مع الكتاب !.

تذكروا اننا منه إبتدأنا لنعبر اليه بالخاص عبر التجربه ، وعبر التجارب المشروطه بالاستفادة سنعود لنصله ، بفرصه ان نحيا هذه الحياه وغيرها احرار بإراده خاصه لنكون او لنحاول ان نكون بها وعبرها شيئاً جميلاً مختلفاً بمشيئته التي خلفنا لاجل ان نتفرّد ونختلف بها عن غيرنا باجتهاد وحب !..

ولِ الله في خلقه شؤون وشجون وعِبَر ْ قد ندركها وقد لا ندركها والله اعلم وسامحونا طولنا عليكم في شهر الصيام عن كل شيئ قبيح . بقلم : عمار مروة .

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0VpoUb1YWsx8uzVr75YqFz4tRRzFSdTeHaim7RKYvhzWcKY18AsADUeWatmU66nZhl&id=100000684954507

اخترنا لك