حسنات الفساد في لبنان… ‏‎انشرها ولا تهملها لعل الشعب يستفيد منها

بقلم ‎د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

‎من يحارب الفساد خاصةً في لبنان ليس إلا إنسان جاهل كون الاستفادة من الفساد أكثر من ضرره..

‎- الفساد أوصلنا إلى حرمان الشعب من أكل اللحوم والدهون وهذا جيد لتخفيف الكوليسترول والدّهون الثلاثية في الجسم..

‎- حرمان الشعب من البنزين والمازوت سيؤدي إلى التنقّل مشياً على الأقدام، وهذا جيد صحياً للقلب والدورة الدموية، فيَستبدل ايضاً الشعب السيارة بالحمار أو البغل والدبّة، ولا ننسى الجحش، فيستعملها كوسائل نقل، والميسور من الشعب العظيم، في حال بقي أحدٌ ميسور سيقتني حصاناً. وكما تعرفون فالمشوار طويل على ظهر الحمار، بهذه الطريقة ستتمتعون بجمال الطبيعة، وهذا ما يرمون إليه تقدير مفاتن بلدكم.

‎- سيُحرم المواطن من الانترنت وهذا سيقرّبه من أهله وتقوى العلاقات العائلية ونعود إلى الحمام الزاجل لتبادل الرسائل عوضاً عن الواتس اب والتواصل الاجتماعي وهدر الأموال..
‎وهذا كله ليس إلا لتحسين صحة المواطن.

‎- يعود المواطن أيضاً إلى التغذية عبر تناوله الحبوب وقليلاً من الخضار إن عرف مصدرها كونها أصبحت ملوثة بمياه المجارير والمواد الطبية السامة …

‎- ألصيدليات ستقفل أبوابها بسبب عدم قدرة شرائها ورفع الدعم عنها، وسنعود إلى شرب البابونج والقرص عنة والتداوي بالأعشاب، هكذا ستغلق المستشفيات أبوابها أيضاً لهذا النجاح ..

‎- ستغلق المقاهي والاستراحات وسنعود لندبك في وسط الساحات ونغني “على دلعونا على دلعونا والله أهل السُّلطة اجتمعوا و….نا” …

‎- سنتبارز بحمل محدلة الحجر والكباش ونسمع زغرطة النساء والإيويها..

‎- عندما يُقطع التيار الكهربائي ستعيش العائلة بلا تلفزيون طبعاً ستتكاثر حينها الولادات “و فهمكم كفاية”.

‎- المرأة ستكون مضطرة للعمل في بيتها وذلك لعدم قدرتها على تحمل نفقات الخادمة لمساعدتها وستنتصر على مظاهر “البريستيج” الكاذبة وتعود إلى طبيعتها..
‎ستعود إلى حياكة الصوف والكروشيه وإلى ترقيع الثياب والخياطة المنزلية… لتلبية حاجات أفراد أسرتها.

‎- سنعود لبرش الصابون والنيل الأزرق والصفوة للغسيل.

‎- سيمتنع اللبناني عن التدخين نظراً لارتفاع أسعار التبغ، فهذا أيضاً جيد لصحته، ومن الممكن أن يعود إلى الطتلي والبافرا إن توفّرت أو ما تبقى من أعشاب نبتة الذرة كما كنا نفعل ونحن صغار السن ولا نملك شيئاً من المال..

‎- لن ترمي أحذيتك القديمة بعد اليوم بل ستعود إلى الكندرجي لتصليح النصف نعل هكذا ستشجع الصناعة الوطنية.. “ولشو البعزقة”

‎- سيتحقق حلم الوزير بغسل الحفاضات واستبدال الكلينكس بالمناديل..إنها طريقة للتوفير، علينا أن نرشح قائلها لجائزة نوبل لهذا الاكتشاف العظيم..

‎- لن نكون بحاجة للأموال التي سرقتها هذه الطبقة بعد اليوم لأننا طبعاً سنعود إلى طريقة المقايضة “البيض بقبيض” اي المقايضة وهكذا سنحارب الهندسات المالية التي أخذوا عليها جوائز عالمية وأفقروا شعبنا ووطناً بالكامل ..

‎- سيترك أطفالنا الهواتف الذكية وسيعودون للعب خارجاً بال “كلة” واللقوط والغميضة واللقيطة ولا ننسى المراجيح “الزنزوقة”، وهذا أيضاً من أجل صحّتهم ليتنشقوا الهواء النقي ويمرّنوا أجسادهم.

‎- المجمعات ستغلق أبوابها نهائياً ولن نهدر وقتنا بالشراء وطق الحنك فكل هذا التوفير لصالحنا فلولا هذه السلطة وفسادها لما عرفناها أبداً.

‎- سنستغني عن خبز الأفران فتجمع المحبة نساء القرية والمدن والأحياء حول الخبز على الصاج.

‎ليس فقط سنعود مئتي سنة إلى الوراء بل من الممكن إذا ركّزنا جيداً وشددنا همّتنا بسكوتنا سنعود إلى العصر الحجري.. “قولوا يا رب”
‎هل أنتم مع محاربة من يحارب الفساد ويحارب صحتكم أم أنتم مع الفساد؟

‎صحيح أنّ مسؤوليننا يتمتعون ببعد نظر أنتم لا تُقدّرونه.

يكفيك “نق” وأنت جالس في البيت فبيدك أوصلت نفسك إلى الدمار ..الف مبروك

“ومش عاجبك ؟!”

‎هكذا ستستحق لقب “يا شعب لبنان العظيم بامتياز وبلا خجل”

اخترنا لك