رسالة مفتوحة من محمد قصب إلى بن سلمان

رصد بوابة بيروت

توجه المعارض السياسي اللبناني الدكتور محمد قصب برسالة مفتوحة إلى ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان طالبًا منه التدخل لإنقاذ وطنه لبنان في ظل المؤامرات الخارجية ضده والتجاذبات الداخلية .

وجاء فيها :  أتوجه لسموكم بإسمي واسم الكثيرين من أبناء وطني المقاومين ضد هذه المنظومة الفاسدة في لبنان وأزلامها وأحزابها ومافياتها على مختلف أشكالهم. إن الرئيس الفرنسي ماكرون يحاول مجددًا لعب دور المخلِّص في اقتراح تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية وتعيين مسبق لرئيس حكومة ووزرائها وتوزيع طائفي بـ التحاصص للمناصب القيادية في المؤسسات اللبنانية على حساب الشعب اللبناني من اجل مصالح أصبحت مكشوفة للجميع بتمرير استثمار مرفأ بيروت وحصرية التنقيب عن الغاز.

وغيرها، منقذًا أزلام هذه المنظومة الفاسدة كما حاول سابقًا إنقاذها بعد ثورة تشرين وتفجير المرفأ. على ضوء هذا الوضع يتطلع الكثيرون من أبناء وطني إلى دور المملكة العربية السعودية الرائد في المنطقة وقيادة سموكم الرشيدة التي عودتنا على نصرة المظلوم وإحقاق الحق. أن الشعب اللبناني يعاني من القهر، والظلم، فهو شعب منهوب ومغلوب على أمره ولكنه لم ينس يومًا دور مملكة الخير الداعم الدائم لأبنائه.

إن هذا الشعب الذي يبكي اليوم ماضيه وحاضره ومستقبل أبنائه وثروات وطنه المسلوبة على يد هذه الطبقة الظالمة من سياسيين وزعماء طوائف، يتوجه إلى قيادتكم راجيا من سموكم أن لا تسمحوا بتمرير أي تسوية، مهما كانت، بإمكانها أن تنقذ هذه المنظومة الفاشلة وأن تعطيها صك براءة عن جرائمها بحق شعبها.

وأن تأذن لها في الإمعان في ظلمنا. سموكم، يتطلع كل الشرفاء في وطني إلى دوركم العربي القائد في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ولبنان، العربي الهوية، جزء لا يتجزأ من هذا الشرق. إننا نطلب من الله عز وجل أن يوفقكم لما هو خير، كما أننا على يقين أنكم تعرفون جيدًا مكر “الماكرون”. هؤلاء “الماكرون” يسعون اليوم إلى إعادة إحياء طبقة سياسية فاسدة أنهكت لبنان في الماضي عبر حرب أهلية وتستمر في تدميره اليوم اقتصاديًا عبر سرقة ثرواته وأموال شعبه وتحلل مؤسساته بالكامل.

هؤلاء يدعمون طبقة مازالت تمعن في سحب النفس الأخير من شعبه حتى دفنه حياً من دون رحمة.

ساعدونا اليوم، سموكم، في إنقاذ من تبقى من شعب لبنان الذي سلبته هذه المنظومة السعادة وراحة البال والأمل ومستقبل أبنائه وبناته وأتعبته من كثرة الظلم والاستعباد. فاليوم ينطبق على شعبنا قول الأمام عليً بن أبي طالب رضي الله عنه : “الناس من خوف الذل في ذل”.

نرجو منكم يا سمو ولي العهد مساعدتنا على تطبيق لثوابت التي نتمنى أن تشكل الأساس لأي مبادرة لإنقاذ لبنان :

– تطبيق اتفاق الطائف بكامل بنوده.
– عدم السماح لرموز الفساد المالي والسياسي بالوصول إلى السلطة بأي شكل من أشكالها، فهؤلاء يلعبون على الوتر الطائفي حيناً وعلى الوتر المذهبي حيناً آخر.
– الوقوف في وجه أي تسوية رئاسية على حساب الشعب بإمكانها أن تنتج رئيس جمهورية أو رئيس حكومة من رحم هذه المنظومة.
– القيام بانتخابات نيابية مبكرة حسب اتفاق الطائف.
– دعم رجالات الدولة الشرفاء الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء وبفساد هذه المنظومة ويمكن أن يعول عليهم لإنقاذ لبنان.
– العمل على خريطة طريق للإنقاذ الاقتصادي والمالي والمؤسساتي.
– تطبيق قانون استقلالية القضاء ومحاسبة المرتكبين في تفجير العصر إلى سرقة العصر إلى انهيار العصر.
– عدم الموافقة على مشاريع أو دعم مهما كان في ظل هذه المنظومة وأزلامها.

سمو ولي العهد السعودي، إن شباب لبنان وأبناءه في الخارج والداخل قادرون على إدارة شؤون البلاد ووقف النزف وإنقاذ الاقتصاد اللبناني، ولكنهم بحاجة لإزالة العائق الأساس والذي يتمثل بهذه المجموعة من مغتصبي السلطة وأزلامهم.

ودمتم سمو الأمير بألف خير… محمد قاسم قصب.

اخترنا لك