الإيمان الحقيقي وسر دخوله متوازياً بجرأة الإجابة على أسئلة الوجود والعدم

فالله يُعبَد بالنور والعلم لا يُعبَد ابداً بالجهل والظلام

بقلم عمار مروه

هذه رؤيتي أحاول بها اختراق السائد وأقدّمها إلى كثيرين أحبهم بصمت بقلم

معضلة أهديها لكثيرين احبهم ولكن الاعتبارات الدينية والاجتماعية والثقافية لا تسمح لنا بقولها لهم مجرده بصراحه كما هي ، عساهم برسالتي هذه يتفكرون بالعبرة من وجودنا الحالي في هذا الزمن الذي ما زلنا نحياه بأوهام مزمنة أسرتنا وما زالت تأسرنا بعدم قدرتنا على الخروج بفهمها من عقلية ميكانيكية تفهم الدين بثبات وجمود لا يتماشى بقدرتهم على تفسيره بشكل صحيح .

الصحيح في فهم الدين هو بما يواكب روح عصرنا بعلومه وأصواته . فلا يجب ان يشوّهه الماضي ويبقى وعينا له أسير تاريخ المرحلة الأموية والعباسية . لماذا نرتبط به باعتبارات خاصة متوارثة بحَرْفيه وشكليه مُحنطه بالقشور التي يختلط بها وعينا الخاص لزمننا الذي ينسحب على مفاهيم ماضي زمن قديم مزمن بالتباساته على هذا الزمن العام الجديد اللازم لفهم تطور ارتباطه بالاحداث المستجدة الواجب علينا فهمها بلزوم المعاصرة والمواجهة ؟!.

تمضي الاحداث إذن متسارعه براهنية إيقاعها الكوني والعلمي والجمالي بعيداً عنا ونحن ما زلنا في الماضي البعيد نسقط بفهمنا له في دوامة انفصال عن هذا الواقع الجديد الذي يعصف بنا . أليس من المفترض أن يكون فهمنا للحاضر والعصر والحدث بمتناول وعينا لاهمية فهمه في الحاضر بين شكله ومضمونه الماضي وعلى ما سيصبح عليه الحال في المستقبل حيث تحول العالم بقوة العلم إلى قريه صغيره نكبر بها كما هي وتتسع بوقعها الجديد على وعينا لها كبشر قادرين على استيعابها بما فيها من راهن طارئ يتصل بقدرتنا على  التنبؤ بالمستقبل !.

هل سنبلغ بوعينا للدين والعالم نضجاً كونيا نستطيع فيه ان نُبَلّغه لبعضنا ونحن نواجهه بالمعرفه والوعي !.

لماذا لا نتفاعل بما يسمح بتحويل المعرفة الجديدة إلى ملكية عامة لفهم جمعي نخرج به سالمين ؟!.

لماذا لا نخرج بذاكرة معافاة لا تفقد اتصالها الطبيعي بجذورها التي ترتبط بكل عناصر مكوناته الجديدة في الحاضر وتصبح مهيئه للنظر إلى المستقبل بجداره إنسانيه خلاّقه ؟!.

ستتصل الأحداث دائماً بتحدياتها لقدرتنا على قراءة المستقبل عبر وعي سليم للحاضر يتناول الخاص كما أرادته لنا حكمة الخالق ورغبته المموّه بالحب والفن والعلم والذكاء والمعرفة . يجب إذن فهم ‏‎ان الوقت الخاص بنا ( سواء ديني قومي وطني عالمي او كوني الخ ) هو شكل من اشكال الزمن الذي يمضي بنا لنكبر به نحن البشر ، ونبلغ نضجنا الانساني الذي يتصل بوعينا لوجود هذا الكون ! .

سيكون هناك منا من سيبلغ ويصل. وبعض اخر سيبقى للاسف طفلاً او صبياً او جاهلاً لا يتفاعل بالزمن الجديد فيرحل القهقرى عنا وعنه تعيساً يجتر المسافة إلى ماضي مضى ليوغل في السلف والجهل والردّه .

الأول سيعرف كيف يمضي بوقته الى الامام مبتكراً عمره الجديد متفاعلاً به من الخاص الى العام عبر علاقة  هذا الماضي الخاص بالحاضر العام المفعم بالجديد متسارعاً بالخروج من الماضي  الى المستقبل متفاعلاً بكونية الوجود ليصبح بذلك جزءً من خطة الله للبشر الأحياء المتنورين بنور الحب والعقل الذي لا يعرف إلا النظر للأمام واقتحام المجهول بروح التقدم والاندماج  بوحدة هذا الوجود الانساني الشامل .

سيتجدد هذا الوجود بنا في سيره عبر الزمن إذا سمحنا له نحن الخائضين فيه بانفتاح وتسامح لتوظيف كل  عناصر الوجود والحضور الالهي فيه بثقة وبلا خوف .

هذا الوجود العظيم لطالما رفض ويرفض في وحدتِه اي تفاعل لنا معه أن يحدث بروح ميكانيكية جوفاء او بإيمان اعمى ينأى عن سلوك الاستسلام للجمود في الفهم والعبادة التي تتصل بخالقها بطقوس ميكانيكية تستسلم كلياً للماضي بدلاً عن السعي للتواصل معه بإيمان كوزموبوليتاني عصري منفتح بروحيه فهم جديد ننهض من خلاله بتطوير نُظُم عصريه تقر بواقعية التعامل بروحانية جديدة .

روحانيه لا علاقة لها بالمؤسسات الدينية القديمة التي لا تنطلق عملياً الا من كون الخالق خاص بها وحدها  وليس من كونه واحد احد للجميع لا يُقارب بتعدد اديان جامده الامتداد في الماضي السحيق بلا مستقبل .
وحدها ممارسة سليمة لاستعمال العلم والفن والروح والعقل والحب والصداقة والخير والحق في فهم النعمة في الجسد والعقل والجمال سيسمح لنا بالوصول والاتصال بدين جديد لا خرافة فيه ولا تقليد .

بهكذا انفتاح على وحده الخالق بوحدة الوجود نتوازن باقتصاد وانفتاح يتصل بتلبية تطلعاتنا المادية وحاجتنا الروحيه والفكريه والمعنوية المتنوعة التي تعي وحدتها العضوية فينا بالحاضر باشكال ورؤى جديدة مبتكرة .

لقد آن  لوقتنا الخاص أن يخرج عن تعاطيه مع  فهم  الأديان بسلفيتها المزمنة بالقَبَليّه والطائفية والعشائريه التي تشوه وعينا الكوني بمسلك وذهنية توغل بارتباطها المزمن في ما مضى او سيمضي ، متكرراً فيه ومُكَرِراً إعادة إنتاج نفسه واجترارها !.

المتجدد  فينا فسيكون القادر على فهم واستيعاب أصوات العصر بقبول التحدي بمزج كل ما كنا نعرفه ونتعرف عليه في تسارع الزمن الكوني الجديد لنتصل بهما معاً بمضمون جديد يرتبط وعينا  لوجودنا الانساني الشامل والمشمول بتحارب خوضها وابتكارها بقوة ومكر وحنكه وذكاء وحب وشجاعه لا هواده فيها . وليس بعادات  تجتر وقت قديم مشوه يتكرر بعدم  القدرة على استيعاب اصوات وأحداث عصرنا بتحدياته ومشاكله وأمراضه وفيروساته !.

عسى رسالتي الخجوله هذه والمموهه بخصوصية محلية أو وطنية او اجتماعية او ثقافية وفكرية وهي تعتمد لغة أدبية ما أن تقول لأحباء كثيرين نحبهم أنهم بإيمانهم التقليدي ليسوا على الارض وانه كفانا ما مضى وهو يجتّرنا بالمُكرر ونجترّه بالخرافة ! كفى !

لندخل الواقع ونحن نتطلع الى المستقبل بثقة من لا يقطع مع روح وطبيعة الجذور والتراث والتاريخ والذاكرة والماضي .

وكما قال الامام علي” ك ” كل اناء يضيق بما جُعِلَ فيه إلا إناء العلم فإنه يتّسع”. وهو تحديداً ما أغمز له هنا !.

مع المحبة والتقدير للجميع .

اخترنا لك