بقلم حسن أحمد خليل
خطف واغتصاب وتشويه وقتل عائلة كاملة، بمن فيهم الجد والجدة والوالدين والأولاد والأحفاد.
دخلت مجموعة من المسلحين سنة ١٩٧٦ إلى منزل آمن في أحد السهول، واعتدت على عائلة كاملة.
فقتلت جزءا من العائلة، واخذت الباقين رهائن.
ثم انسحب المسلحين سنة ١٩٩١، وسلموا الرهائن والمنزل لشركاء لهم، متنكرين ببدلات وربطات عنق.
كبلوا كل الرهائن الى الحيطان والسرائر، وسرقوا كل أموالهم وصكوك الاراضي وثرواتهم وخبأوها في مصارف تابعة لهم.
بقي اهل البيت تحت الاعتقال والخطف لسنوات، حتى اصبحوا مدمنون على الخاطفين. ان غابوا عنهم، استوحشوا لهم.
ان جاء جيران لهم لإنقاذهم، دافعوا حتى الموت عنهم.
اطمأن الخاطفون، وما زالوا يمارسون التعذيب والاغتصاب والقمع على كل من يتمرد من افراد العائلة. والمسلحين عادوا سرا، محيطين بموقع الجريمة من جميع الجهات.
مسرح الجريمة في ساحة النجمة، في مبنى يسمونه “المجلس النيابي”.
هناك فيه غرف للتزوير التشريعي، وللسرقة وحفلات المجون والعهر.
تسلل المجرمون إلى “مجالس نيابية” وشركاءها المتضامنة، من لجان وحكومات.
تبين من الاستقصاءات الجارية، ان المجرمين كانوا يضعون الاموال التي يجنونها من موازنات وودائع، في مراكز تابعة لهم، اسمها المصارف.
بعض هذه المصارف جزء من منظومة إجرامية تتبع للمجالس النيابية والحكومات، يديرها مصرف كبير يقع في اول شارع الحمراء، يسمونه “المركزي”، يديره أمين صندوق، يسمونه “الحاكم”.
استطاع الحاكم، مع افراد العصابة في المجالس والحكومات، من شراء أغلب الإعلام والقضاء والأمن، وجزء من الضحايا، مما أدى الى عدم إجراء أي تحقيق في الجريمة، أو توقيف أي من المجرمين حتى اليوم.
اما الضحايا. فهم شعب يسمونه “لبناني”. ما زالوا اهله يعيشون ماسآتهم اليومية. بعضهم يتألم من الحرمان والتعذيب والمرض.
والبعض منهم كالبهائم التي تساق، وتسير وتأكل وتشرب وتنام.
بدل ان يفكروا يوما بمقاومة الخاطفين، كانوا وما زالوا يتقاتلون فيما بينهم، على تفاهات.
ومن يستطيع الهروب فعل، وسافر خارج ساحة النجمة..
والجريمة مستمرة..
الضحايا تتفرج.. وتساعد الخاطفين..
والعالم يتفرج.. ويساعد الخاطفين..
الى اللقاء في الموسم الجديد..
( كتبتها لانكم مدمنين مسلسلات الدراما، وانتم تمثلون في واحدة، وتشاهدون أخرى )