تقسيم السودان هل هو امر حتمي ، ام يمكن منع ذلك ؟

بقلم عمر معربوني – خبير عسكري
خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

ليس خافيا وليس سراً ما كّلف به برنارد لويس من الادارة الاميركية منذ عقود برسم خرائط بديلة عن خرائط سايكس – بيكو ، وكل ما حصل على مدى العقدين الفائتين جرى لتحقيق عمليات تقسيم للمنطقة حيث كانت العديد من دول المنطقة مستهدفة وعلى رأسها سورية ومصر والعراق والسودان .

– في مصر تم تجاوز المرحلة السابقة ويمكن القول ان الاوضاع مستقرة على المستويين السياسي والأمني بعد تحقيق الهزيمة بالجماعات الإرهابية في سيناء ، لكن بوجود اهتزازات دائمة تصيب الجانب الاقتصادي وهو جانب يشكل مخاطر مستقبلية على الأمن القومي المصري في حال تراكمت الازمات ولم تؤدي الاجراءات الى تجاوزها .

– في سورية وعلى الرغم من وأد خطط تفتيتها وتحويلها الى امارات متناحرة لا تزال المخاطر موجودة بسبب الاحتلالات الاسرائيلية والأميركية والتركية ووجود جيوب كبيرة للجماعات الإرهابية وخصوصا في ادلب واريافها وارياف حلب اضافة الى المخاطر الأمنية وخصوصاً في الجنوب السوري .

– في العراق وعلى الرغم من هزيمة تنظيم ” داع ش ” الارهابي فان التقسيم المذهبي الذي ارساه الاميركي عبر قوانين بريمر لا تزال تهدد العراق باحتمالات تقسيمه لكن بنسب ضئيلة في هذه المرحلة بسبب التحولات الجيوسياسية في الإقليم وعلى رأسها التقارب الايراني – السعودي .

– المخاطر الكبرى الآن تتهدد السودان وهي مخاطر مزمنة لكنها بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وبسبب ميزان القوى المتقارب والانقسامات القبلية فالسودان مهدد بالانقسام الى ثلاث دول في الحد الأدنى خصوصا ان انفصال جنوب السودان شكل نموذجا موجودا وبسبب ارتباطات للقوى النافذة المتحاربة الان بجهات خارجية ومن ضمنها علاقات علنية وسرية مع كيان العدو الاسرائيلي .

يبقى ان تقسيم السودان سيكون له تأثيرات خطيرة على الأمن القومي المصري وهي مخاطر اضافية لما هو قائم من فوضى في ليبيا .

اخترنا لك