بقلم سمير سكاف – رئيس جمعية غرين غلوب
العضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة
مليارات الدولارات تُهدر أو تُسرق على الشاطىء تمنع مساهمتها في نهوض لبنان الاقتصادي !
يعاني “كوت دازور” الشرق! أي شاطىء لبنان، الطبيعة الأجمل على المتوسط بفضل تواجده على تقاطع 3 قارات هي آسيا وأفريقيا وأوروبا، مع بيئته ومناخه وجباله الشاطئية العامودية… من تدمير جرمي، بالإضافة الى الإهمال والسلوك السيء الحكومي والبلدي والفردي!
فقد حوّل تجار الهيكل بفسادهم وبجرائمهم 235 كم من الجمال الى سلسلة كوارث بيئية والى خسارة سياحية واقتصادية هائلة تصل الى عدة مليارات من الدولارات سنوياً وتحرمه من المساهمة “الأكبر” في النهوض الاقتصادي! وهذه أبرز الجرائم والكوارث التي تصيبه:
1 – 8 مكبات نفايات عملاقة على طول الشاطىء مقنَّعة باسم مطامر. بينها مطمر مطار بيروت، المعروف “تجميلاً” باسم مطمر الكوستا برافا. 8 مكبات عملاقة تحيط بحوالى 60% من المقيمين في لبنان. وهي تنطلق من عين بعال في صور لتمر بصيدا فخلدة وبيروت وصولاً الى طرابلس1 و2 مروراً ببرج حمود والبوشرية. حكومات متعاقبة بخيارات إجرامية استسهلت تحويل الشاطىء اللبناني الى مكب عملاق، بدل المحافظة عليه وإيجاد حلول مستدامة (قدمت شخصياً خطة متكاملة للنفايات الصلبة للمجلس النيابي في العام 2019)!
– يمكن تنفيذ خطط معالجة النفايات المستدامة، ووقف الطمر الشاطئي، وتحويل هذه المطامر الى حدائق عامة بعد معالجتها.
2 – مصبات مجارير المياه المبتذلة على الشاطىء، بعد تحويلها في الجبال الى الأنهار والى مجاري المياه. وتقديرها (غير الدقيق) 56 مصباً!
– يجب بالضرورة استكمال إنشاء محطات تكرير المياه المبتذلة في الداخل اللبناني والمحافظة على نظافة الأنهار ومجاري المياه.
3 – معظم محطات تكرير المياه المبتذلة والصرف الصحي الشاطئية لا تعمل (كما في كل لبنان)! وأبرزها محطة بيروت (الغدير)، محطة طرابلس “المتطورة” (تعمل بنسبة 20% على الرغم من تكلفة انشائها البالغة 120 مليون دولار وصيانتها السنوية البالغة حوالى 3 الى 5 مليون دولار. والشبكات لم تصلها بعد، وذلك، بعد حوالى 15 سنة على إنشائها!)، صيدا (تعمل بالمستوى الأولي، أي لا تكرر!)، برج حمود (تمّ إنشاء الشبكات منذ سنوات ولكن المحطة لم تُبنَ بعد!) …
– يتمّ صيد الأسماك في بعض المناطق قرب المجارير (كورنيش بيروت…)!
– تحتاج المناطق الشاطئية الى استكمال إنشاء محطات تكرير المياه المبتذلة والصرف الصحي على الدرجة الثالثية، كما استكمال الشبكات التي تصلها.
4 – 4 مليون متر مربع تقريباً من شاطىء لبنان تقع تحت احتلال الفاسدين واعتداءاتهم! فقد حوّل الكثير من النافذين أقساماً من الشاطىء الى ملكيات خاصة! فاعتدوا بذلك على القانون وعلى حقوق اللبنانيين. ووصل الأمر بشركة سوليدير على سبيل المثال بضم مئات آلاف الأمتار على شاطىء بيروت واستثمارها لمصلحة المساهمين فيها! كل ذلك، مع اغتصاب حتى بدلات “وضرائب” الإشغال!
– من الضروري استعادة “الدولة” لكل الأملاك العامة وتحصيل كل حقوق المواطنين.
5 – إنشاء معامل معالجة النفايات (فرز وكومبوستينغ) على الشاطىء اللبناني في صيدا، وفي الكرنتينا والعمروسية والكورال في بيروت، وفي طرابلس… وتجري أيضاً عملية إنشاء معمل كومبوستينغ جديد في مطمر الكوستا برافا. ومن المفترض أن يتمّ إبعاد هذه المعامل عن المناطق السكنية، وبالتالي نقلها الى خارج المدن والقرى الشاطئية.
– يجب نقل كل هذه المعامل الى المناطق الداخلية.
6 – تشويه المدن والقرى الشاطئية بعشوائية وبفوضى عمرانية أفقدتها هويتها المعمارية اللبنانية بسوء تنظيمها المدني وفساد بلدياتها. وأفقدت المباني والمدن قيمتها السياحية والمالية والاقتصادية. وحولت قسماً منها الى غيتوهات…
– يجب بالضرورة اعتماد هوية معمارية لهذه القرى والمدن لاعادة اعتبارها سياحياً واقتصادياً.
7 – ردم البحر والشاطىء في مناطق عدة (منطقة سوليدير في بيروت، مطار بيروت، مشروع المارينا في الضبيه…).
– يحتاج الشاطىء اللبناني الى وقف كل أنواع الردميات (إلا في حالات الضرورة)، مع تحصيل حقوق اللبنانيين بالأملاك العامة.
8 – أنشطة صناعية مختلفة ملوثة للشاطىء، وشركات الترابة والاسمنت والاترنيت في مدينة شكا، ومدن صناعية قريبة من الشاطىء تسهم في تلويثه، وعدد من المرافىء التجارية: بيروت، طرابلس، جونيه…
– تحتاج الصناعات الشاطئية الى تخفيف بصمتها الإيكولوجية والى تخفيف تلويثها للبر، كما للبحر.
9 – تلوث بالنفط نتيجة اعتداء العدو الاسرائيلي في حرب تموز 2006 (تلوث 150 كم من الشاطىء. تسرب 15.000 طن من الوقود. جُمع من البحر والشاطىء حوالى 600 م3 من النفط السائل وحوالى 1.000م3 من الحطام والحصى والرمال الملوثة بالنفط).
– يحتاج لبنان الى تحصيل بدلات العطل والضرر الناجمين عن اعتداءات العدو. والى حماية الشاطىء من أي اعتداء في المستقبل.
10 – تلوث نفطي مختلف. وذلك، عبر تسرب من خزانات نفط الدوره والجيه وشكا… وعند ضخ المشتقات من الباخرة الى الخزانات، وبسبب منشآت نفطية شاطئية عديدة، وبسبب 3 محطات كهربائية تعمل على الوقود.
– يمكن للسلطات إجراء رقابة صارمة على كافة المنشآت منعاً لتلويثها الشاطىء.
11 – شفط الرمول. وهذا الشفط نفذه العدو الاسرائيلي في الجنوب إبان الاحتلال. ونفذه الفاسدون في مختلف المناطق الشاطئية اللبنانية.
ويمكن الإشارة أيضاً الى انحسار الشواطىء الرملية. وحصرها في بعض المناطق مثل: شكا، البترون، جبيل، المعاملتين، الرملة البيضا في بيروت صور…
– يمكن، لإصلاح هذا الخلل، تغذية الشواطىء بالرمول من عمق البحر.
12 – صرف (غير) صحي لمنتجعات بحرية غير مرخصه تصب مباشرة في البحر.
– تحتاج الى رقابة “الدولة” لإزالتها، ولإنشاء محطات تكرير خاصة مؤقتة!
13 – النفايات الهائلة والكارثية في قعر البحر على طول الشاطىء اللبناني. إذ تظهر الأفلام المصورة من قبل الغطاسين إطارات ونفايات لا تنتهي تصل الى مسافات كبيرة داخل البحر.
– تحتاج الى مشروع وطني لإزالتها كلياً.
14 – وجود مكبات عشوائية على طول الشاطىء، خاصة للردميات.
– يمكن معالجتها في إطار خطة معالجة المكبات العشوائية. والأهم منع تكرارها.
15 – تدمير كامل للمساحات الخضراء على طول الشاطىء اللبناني وفي كل المدن والقرى الشاطئية!
– يحتاج لبنان الى خطة وطنية لزيادة المساحات الخضراء، ولخطط بلدية تهدف لزيادة المساحات الخضراء في النطاق البلدي للمدن والقرى الشاطئية.
16 – ضرب مشهد البحر على طول الطريق البحرية بسبب التعديات والبناء من الجانب البحري للطريق، كبناء المنتجعات البحرية والعمارات التي تسد منافذ المناظر البحرية. وهذه يجب إزالته بالكامل! ويمكن التشبه بمدن وقرى الكوت دازور أو حتى بالكورنيش البحري في بيروت (الذي تعرض بدوره لاعتداءات لم تُزل بعد)!
– يجب بالضرورة التقيد بعدم القيام بمنشآت على الجانب البحري للطرقات الساحلية، إلا عند وجود حاجة وطنية. كما يجب إزالة التعديات التي تمنع المناظر البحرية عليها.
17 – تلويث الشاطىء في محيط مطار بيروت بعدد هائل من مسببات الروائح الكريهة.
– أجرينا اختبارات في محيط مطار بيروت، في محيط مطمر المطار (الكوستا برافا) منذ سنوات بالتعاون مع أصدقاء وغواصين. وقد أظهرت النتائج المخبرية درجات تلوث “خيالية”!
– يمكن إزالة كل المسببات (نشرتها في دراسة سابقة) التي تتسبب بالروائح الكريهة في محيط المطار.
18 – تظهر الدراسات المختلفة المتعلقة بالشاطىء وجود نسب كبيرة من آثار المبيدات.
– يحتاج لبنان الى حماية المزروعات والمياه الجوفية والحد من استعمال المبيدات غير المرخصة.
19 – تشويه المواقع الأثرية، مثل قلعة صيدا وقلعة صور ومحيطهما.
– تحتاج الآثار اللبنانية الى حماية جدية والى ابعاد العمران والنشاط التجاري من محيطها.
20 – ليس هناك حماية كافية للمحميات البحرية. كما إنه لم يتمّ تفعيل إنشاء المحميات البحرية التي لُحظت في خطة الأراضي اللبنانية.
– يجب زيادة مساحات المحميات البحرية. وإعطاء المحميات الإمكانيات البشرية والمالية واللوجستية للمحافظة عليها.
21 – حرم الطيور البحرية المهاجرة من موطىء للاستراحة.
– يمكن زيادة مساحات المحميات البحرية.
22 – ضرب موائل الأسماك والثروة البحرية الطبيعية، وطمر الطحالب والكائنات الحية.
– من الضروري منع كل ما يلوث ويدمر الثروات البحرية في لبنان.
وأيضاً،
23 – لبنانيون وسوريون مهاجرون في قاع البحر. المهاجرون غير الشرعيين الذين يحاولون الهرب من جهنم يقبعون في قاع البحر داخل زورق الموت. كما أظهرت الكارثة نقصاً هائلاً في التجهيزات للإنقاذ البحري.
– جرح نازف يجب معالجته. أثبتت الدولة اللبنانية فشلها في إدارة أزمته.
24 – منع الشعب اللبناني من ارتياد الشاطىء بحرية، وبشكل مجاني! فالشاطىء ملك وطني عام. ومن حق كل مواطن ممارسة هواياته الصيفية والشاطئية مجاناً. إلا إن اغتصاب الشاطىء يجعل من فاتورة ارتياد الشاطىء مرتفعة جداً!
– من الضروري تطبيق القانون، لجهة اعتبار الشاطىء اللبناني ملكاً عاماً يمكن لكل لبناني ارتياده بحرية ومجاناً!
*إدارة متكاملة للشاطىء اللبناني*
لبنان، الذي وقع اتفاقية برشلونه لحماية البحر المتوسط في العام 1977، لم ينظم أي إطار عمل خاص بالمدن والقرى الشاطئية في لبنان. ويمكن لهذا الإطار أن يكون هيئة عامة تجمع بين البلديات وبين عدد من الوزارات والإدارات العامة متخصصة في تأهيل الشاطىء ليزدهر وليساهم بازدهار لبنان .
*هل من حلول؟*
بالإضافة الى الحلول التي أقترحها، فالحلول للكوارث الشاطئية ليست مستحيلة إذا ما توفرت الإرادة والإمكانيات والإدارة الرشيدة. وبالتأكيد، لا يمكن القبول بتسويات المخالفات والاعتداءات على الأملاك العامة، بل يجب بالضرورة إعادتها الى ملكية الشعب اللبناني بأكمله مع كافة حقوقه عليها الماضية والحاضرة والمستقبلة.
*أبرز المدن الواقعة على ساحل لبنان*
هي من الشمال إلى الجنوب: العبدة (عكار)، المينا، طرابلس، انفه، القلمون، شكا، البترون، جبيل، حالات، جونية، الضبيه، انطلياس، جل الديب، الزلقا، البوشريه، بيروت، خلده، الدامور، صيدا، الزهراني، صور، الناقورة…