عندما يضرب السرطان مبيض المرأة

بمناسبة اليوم العالمي لسرطان المبيض

بقلم غسان صليبي

السرطان هو نتيجة
“لنمو غير طبيعي للخلايا
مع احتمال غزوها
أجزاء أخرى من الجسم.”
“حوالي 90-95% من الحالات،
ترجع إلى طفرات جينية
ناتجة عن العوامل البيئية ونمط الحياة،
أما نسبة 5-10% المتبقية
فترجع إلى الوراثة.”
يضرب السرطان
اين ما كان،
لكنه عندما يضرب
مبيض المرأة،
فهو يضرب منشأ الإنسان.
رسالة السرطان واضحة
في هذه الحالة،
وكأنه يقول للمرأة
ومن خلالها
للإنسانية جمعاء،
أن مصدر الحياة في خطر.
هذا العضو النسائي الصغير،
الذي يفرز البويضة
لتعانق مَني الرجل وتحتضنه
فينجبان معا انسانا،
هو ما يضربه السرطان.
ربما إذا ضرب السرطان
المصران او العضم أو الغدد أو الرئة،
لن تصل رسالته لنا
بهذا الوضوح،
وهي أن سببه الرئيسي
هو نمط حياتنا،
فكلما نمت حياتنا
بشكل غير طبيعي
كلما نمت خلايانا
بشكل غير طبيعي أيضا.
السرطان عدو خلية الحياة،
ويبدو انه كلما
فرضت الحياة نفسها
ونمت بحرية
برغباتها ونشاطها
وآفاقها،
تعيش الخلية
وتتكاثر بفرح،
وكلما إنكفأت الحياة
تكتئب الخلية
وتنجب السرطان.
وهل من حاجة بعد
لنتساءل
لماذا يتكاثر السرطان
في لبنان؟
أخطر من ذلك،
فعندما يضرب سرطان المبيض
إمرأة في “سن اليأس”،
اي بعد ان تنقطع “العادة الشهرية” عندها،
فهو لا يعطّل وظيفة المبيض
المعَطّلة اصلا،
بل يحاول أن يلغي
وجود المبيض من أصله،
عبر الدعوة إلى استئصاله
لإسئصال المرض،
وكأنه يريد الإستغناء عنه
في الجسم البشري،
متقاطعا بذلك للأسف
مع تطور العلم
الذي أصبح
“ينتج” الإنسان
اصطناعيا،
من الجلد او من الدم
مباشرة،
ليس فقط
بغرض معالجة العقم
بل بغرض التأثير بتكوين البشر.
الا تتجه العلوم
إلى تقليد السرطان
في علاقته
بالحياة،
من خلال تعدياتها
على وظيفة المبيض؟
أليست اتجاهات العلوم
مثلها مثل السرطان،
نتيجة لنمط الحياة
الذي نعتمده؟
لماذا نستسهل التخلي
عن العناق والجُماع
كطريقة طبيعية
لإنجاب بني البشر؟
لماذا نحرم البشرية
من أن تكون
وليدة الحب
وليس وليدة
المصنع؟
عندما يكون
نمط الحياة سببا للسرطان،
أليس من الأفضل
أن نأتي إلى هذه الحياة
عن طريق الحب،
لعلنا بذلك
نحب الحياة
ونصبح أكثر اندفاعا
لتغيير نمطها؟

اخترنا لك