بقلم د. علي خليفة
انطلق الإمام السيد موسى الصدر في نضاله الاجتماعي والسياسي من قضية الحرمان، فاجتمع حوله اللبنانيون من جميع الطوائف وكان المطران غريغوار حداد مثلاً من مؤسسي حركة المحرومين؛ لم يحمل الصدر مشروعًا اجتماعيًا وسياسيًا خاصًا بالشيعة.
وأطلق أفواج المقاومة اللبنانية، لا الإسلامية، بوجه احتلال جاثم وبحاضنة شعبية وداخل الحدود السياسية للدولة؛ لم يخض حروب الآخرين وخارج الحدود دفاعًا عن أنظمة الاستبداد التي تقمع شعوبها ولم يربط المقاومة بأي محور خارجي بل حذّر من ربط اللبنانيين الشيعة بإيران.
وفي موقفه من الاضطرابات التي تلت إصلاحات الشاه في إيران وقبل أن يتسلق الخميني والملالي على موجة الاحتجاجات، كان الصدر يرفض المنطلق الفكري القائم على الحاكمية العامة للفقيه وبالمقابل كان يحرص على تقديم صورة عن التشيع المتصالح مع الحداثة.
بعد نيف على تغييبه، اجتمع الخامنئي مرارًا بالقذافي، وكانت استفادة للفريقين.
أسأل : ألم يقتل حزب ا لله من أبناء الإمام الصدر أكثر مما قتلت إسرائيل ؟
ألم يكن انشقاق حزب ا لله عن المقاومة انحرافًا عن خط الصدر وثوابته الوطنية ومنطلقاته في التعاطي مع الخارج لا سيما النفوذ الإيراني المتنامي مع ولاية الفقيه المتمددة ؟
بالمحصلة وصلنا اليوم إلى الشيعية السياسية : إحدى تحولات الصيغة الطائفية التي ناهضها الصدر. وها الثنائي الشيعي يقدّم وحدة الطائفة الشيعية على الوحدة الوطنية في حين أن التمايز ضروري داخل الطائفة الشيعية وما يهمّ هو الوحدة الوطنية اللبنانية، لا وحدة الطائفة الشيعية.
قد يرجع أو لا يرجع الإمام السيد موسى الصدر؛ ولكنه، إن رجع الآن، فسيجد بالتأكيد كل الأسباب التي تجعله يغيب طوعًا على قدر ما غاب أبناؤه عن فكره وقضاياه والتزاماته.
في الصورة أدناه، المتهم بتغييب الإمام السيد موسى الصدر مصافحًا بودّ المتهم بنظري بكل ما يناقض فكر الصدر وقضاياه والتزاماته.