ذكرى شهداء القوات… بأي حال عُدت ؟

بقلم سلمان عبدالخالق

دأبت القوات اللبنانية على برنامج النشاطات السنوية، تبرز من خلالها الوجه المؤسساتي التي تتمتع بها من بين الأحزاب الموجودة، ودون أدنى شك لتمايزها بإبرازه الذي طالما نادينا به لكافة الأحزاب، وهو تحويلها إلى مؤسسات ناجحة، قادرة، متميزة ، لتطوير المجتمع والمضي به قدما نحو الشفافية والانتاجية والتفوق.

وبعد انتخابات 22 وما رافقها من شعارات ، فينا، وبدنا، ومنقدر، وما إلى هنالك، تطورت الشعارات إلى، ما بيفوتوا، ما بيقدروا، ونحنا بوجهم، بالمرصاد….

وكل تلك الشعارات التي لا زالت تناجي الماضي وقابعة فيه، وأهم تلك النشاطات الزاخرة هي التي تعنى بذكرى الشهداء، وما ترمز إليه من قوة وثبات وعناد، وارتباط بالمبادئ ، وتذكير المحازبين بصوابية الخطاب إنطلاقاً من هذه الدماء الزكية التي قُدِّمَت على مذبح الوطن للوصول إلى ما نحن عليه ( بـ ربط الماضي المُزكَّى بالدماء للوصول إلى كتلة نيابية كبيرة )، لتظهير هذا التطور المنهجي و صوابية القيادة بأبها صورها، هذا باختصار ما يحاول حزب القوات اللبنانية وحلفائه الهمايونيين، إظهاره ممتشقاً سيف السيادة ومعتلياً منابرها لفرض واقع قديم جديد، يناقم فيه حزب الله، لموجة تكاد تخفي معالم البلد كاملة ضمن الضوضاء المطروح.

لنبدأ من فكرة الشهادة ، هؤلاء الذين قدموا أغلى ما عندهم للمحافظة على وطنٍ، أرهقوه بمطامع قياداتهم لحكم السيطرة والتسلط عليه ، تارة تحت شعار طريق القدس لن تمر من جونية، وطوراً تحت ما يُسمى ما لنا لنا وما لكم لكم ولنا ( إبان الحرب الأهلية )، وما تلاها من أخطاء قاتلة دمرت البلد وأبادت الآلاف من جميع أطياف هذا المجتمع الذي نادى الجميع من موقعه أنهم قاتلوا واستشهدوا للمحافظة عليه.

هم بالحقيقة فعلوا بالبلد للمحافظة على مصالحهم، وكان الافضل للفرقاء المتقاتلة بالأمس لمصالحهم الشخصية أن يُراجعوا أنفسهم ويقيِّموا ما فعلوه وارتكبوه بحق وطنهم، أن تكون أُولى افعالهم التنحي وترك الامور لتقديرات الأوادم والمثقفين لقيادة الوطن لمكان أفضل مما أوصلونا إليه، ولا زالوا يُمعنون.

ألى وإلا ( المُستوحاة )… قاموا بتحالفات هميونية مجرمين مع مجرمين ليذودوا عنا مشكورين ( بمنع اختطاف حزب الله للوطن ) هذا ما يدعونه.

نقول لهم أنتم وحزب الله وجهان لعملة واحدة، إحكام السيطرة على مقدرات الوطن، وبنفس الخانة التي لن يجعل هذا الكيان وطناً بوجودكم، ولا زلتم تختطفوا أحلام الناس وتستغلون طيبة هذا الشعب الأبي العاشقاً للحياة، ورافضاً لمخططاتكم التي لم تعد تنطلي على أحد، فأجهضتم ثورة الأرز، بالتناغم والتنسيق، و تحاولون جاهدين الآن بالإحكام على ثورة 17 تشرين، بالاطباق على شارعها الذي أثبت أن وسخكم لم ولن يُدنسها، مهما حاولتم إيهام بعض المتسلقين من نواب الصدفة وأولاد السفارات ببعض المكتسبات الآنية ( إن استمروا )، والتي جعلت منهم ( بعض النواب ) وصوَّرتوهم أمام المرآة بأنهم نموراً وهم بالحقيقة فئران (مِثلِ كم)،

فحري بكم أن تبدأوا بالتحضير لذكرى رحيلكم، والتوقف عن الايحاء بـ قداستكم وحضور جبرائيل بلياليكم، واعترفوا بشيطنتكم وارحلوا.

لأن الاستفاقة الثانية وموجة الوعي ستقذف بكم بعيداً من شواطئنا، مهما طال الزمن سيكون هذا البلد مرتعاً لأبنائه، ولافظاً لمواعيظكم ومكركم ولاعنا لأساليبكم، ويأتي المستقبل عليكم ككابوس يُفشي ألاعيبكم.

نقول لكم، نعمل لاستحضار وتحضير أيادي بيضاء لتنظيف كمية وسخكم الهائلة.

وإن غداً لناظره قريب ، إستعدوا لثورة ضميركم عليكم خاصة وإنكم أصبحتم (كلكن يعني كلكن) بخريف (يقطع أعماركم)، وهذا العذاب ننتظره عليكم لما أبديتموه من مكرٍ وثعلبة وعربدة لم يكن له مثيل.

و آملين من الله ألا يتأخر بسحب أماناته.

والوعي اللبناني لكم بالمرصاد، حتى لو كان قليلاَ.

اخترنا لك