NW
في خضمّ التحوّلات السياسية العميقة والسريعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس سفير المملكة العربية السعودية نايف بن بندر السديري في رام الله أمس، وتسلّم أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوّضاً غير مُقيم لدى دولة فلسطين وقنصلاً عاماً في مدينة القدس، في وقت وصل فيه وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس إلى الرياض في أوّل مهمّة رسميّة إلى المملكة.
ورحّب عباس بالسديري، مشيداً «بزيارته المهمة» إلى فلسطين. وجاء ذلك بعدما سلّم السفير السعودي أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي. ورحّب المالكي بالسفير السعودي والوفد المرافق له في فلسطين، وأشاد بعمق ما وصفه بـ»العلاقات التاريخية والأخوية المتجذّرة التي تربط البلدَين الشقيقَين»، بحسب بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية.
واعتبر المالكي الزيارة «محطّة تاريخية مهمّة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية» بين البلدَين، و»فتح المزيد من آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة»، مثمّناً «المواقف الأخوية الصادقة» للمملكة في «دعم وإسناد حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية العادلة والمشروعة في المحافل كافة».
من جانبه، عبّر السفير السعودي عن سعادته بتمثيل بلاده لدى دولة فلسطين التي وصفها بأنها «بلده»، وحيّا صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني، متعهّداً بأن يبذل قصارى جهوده لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدَين في مختلف المجالات.
وشدّد على «مواقف المملكة التاريخية الأخوية الصادقة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل كافة، وفي مقدّمها تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، واستمرار الجهود المبذولة لحلّ القضية الفلسطينية، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وفقاً لمرجعيات السلام الدولية ومبادرة السلام العربية».
وكشف مسؤولون فلسطينيون لقناة «الشرق» أنَّ هناك توافقاً سعوديّاً – فلسطينيّاً في شأن المسار السياسي في المرحلة المقبلة، مؤكدين «التوصّل إلى تفاهمات في شأن أهداف المرحلة الحالية، والأهداف التي يُمكن تحقيقها في المراحل التالية»، فيما سعى السديري خلال أوّل زيارة لوفد سعودي رسمي إلى الأراضي الفلسطينية منذ إنشاء السلطة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو، إلى الطمأنة بأنّ القضية الفلسطينية «ركن أساسي» في أي اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل.
ووصل السديري إلى الأراضي الفلسطينية على رأس وفد رسمي قادماً من الأردن عبر جسر الملك حسين (اللنبي)، الذي تُشرف عليه إسرائيل من الناحية المقابلة للأردن.
تزامناً، ذكرت وزارة السياحة الإسرائيلية في بيان أن الوزير حاييم كاتس هو «أوّل وزير إسرائيلي يترأّس وفداً رسميّاً إلى السعودية»، مشيرةً إلى أنه سيُشارك في حدث لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في الرياض. وبحسب مكتب الوزير، من المقرّر أن يعقد اجتماعات مع «نظرائه»، من دون تحديد الدول التي ستُشارك في هذه اللقاءات.
وقال كاتس: «سأعمل على خلق تعاون لتعزيز السياحة وعلاقات إسرائيل الخارجية». ومن المقرّر أن يزور وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي السعودية، حسبما ذكر مكتبه. وخلال كلمة له في ذكرى حرب العام 1973 بين إسرائيل والدول العربية، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «العديد من دول الشرق الأوسط تُريد السلام مع إسرائيل»، مؤكداً أن «توسيع دائرة السلام هي فرصة تاريخية أنا ملتزم بها».