مشروع ذاكرة بقلم سلمان عبد الخالق
ناشط سياسي و عضو المنصة اللبنانية
إنه الرَّقْم 10، شهر تشرين، وما يكتنز من مفاجآت غالبا ما تحوي في طياتها الأمل والتغيير، وهذه التقلبات التي وإن دلَّت على شيء، لفظ السابق والتطلع إلى المستقبل.
فمنذ تشرين ١٩٧٣، وفلسطين تغلي عما حصل بهزيمة ال ٦٧ وبنكبة ٤٨، وكان الزلزال الذي ذكَّر بالحق الذي لن يموت مادام وراؤه مُطالب (مُقاوِم)، واليوم بعد خمسون عاماً تعود النظرية للتحقق، ووقف التمادي وتقول بوضوح، إن القضية الفلسطينية لم ولن تموت مهما تمادت جولات الباطل من الغاصب والمحتل، وبالتنسيق مع الخائن والمتواطىء، وتحت مرأى من المتخاذل والتاجر، فانبرت جولة حق واحدة فكان “طوفان الأقصى” لتقول أننا هنا، وأن فلسطين وقضيتها لديها العقل الأعلى يحميها، وبسلاء محميين والقادر راعيها، وأن هؤلاء التجار المتربعين على العروش من المشرق إلى المغرب، هم حَفَنة من السماسرة، ولم يكونوا يوماً سوى دُمى بأيدي مُشغليهم، فابقوا داعمين ومَن يريد منكم المساعدة ف غزة بانتظاركم، ولا تَدَّعوا، ولا تنتخوا، ولا تُقايضوا، فألاعيبكم لم تعُد تنطلي على أحد، وابقوا بعيدين، فمقاولتكم واضحة ولا لُبس فيها.
فكانت ١٧ تشرين لتأخذ من شهر الاحرار والتغيير نموذجاً لفضح هؤلاء السفلة الفاسدين (كلن يعني كلن)، وتُعرِّيهم بعد أن حاولوا تقديم أنفسهم على أنهم آلهة.
فأسقطوا ورقة التوت عنهم، وبانت عورتهم، وأوقفوا كذبهم وإدعاءاتهم، وفضحوا سرقاتهم وفسادهم، وقدموهم بالبرهان والحجة بأنهم سببا بالانهيار الناجز الاقتصادي والاجتماعي والمالي والسياسي حتى الأخلاقي، وقلَّدَتِهِم وسام من رتبة حقير على صدر كل من تبوأ مقاليد السلطة منذ ١٩٩٠ ولتاريخه، ومنَّينا أنفسنا كمواطنين وناشطين لتقديمهم لقضاء مستقل وعادل، الذي وبكل وقاحة عطَّلتُمُوه، بالاموال المنهوبة، بالتحويلات (تهريب الاموال)، بتفجير المرفأ، السطو على أموال المودعين، التوظيف العشوائي، صناديق المجالس ، …. وأثبتوا بكل وقاحة بأنهم يستحقون أوسمة الحقارة، ما دفع الثوار لملاحقتهم بالأماكن العامة كالجرذان، ومنعوهم من الجلوس حتى بالمطاعم ونجحوا إلى حَدٍّ بعيد.
فأتت إنتخابات ٢٢ كحبلِ نجاة، وبقانونهم المسخ فاستخدموا نفوذهم وأموالهم السوداء، لتضليل أهلنا (مُحازبيهم) تحت وطأة رغيف الخبز، الذي سلبوه.
مع ذلك خرقنا لوائحهم وحاولنا التغيير فتقدمنا بما كُتِب لنا، وأتت النتائج إيجابية بالرغم من نشر أبواق السلطة بتضليلٍ غير مسبوق.
لكن الطامة الأُخرى هو بنوعية المُستنإبين الجُدُد، مع تحذيرنا منهم، الذين لم يستطيعوا حتى بعد ١٨ شهراً من انتخابات ٢٢ من توحيد كلمتهم ، ثَمّ سقطوا بالامتحان الكبير المتمثل بالحالة (الثورية) الملقاة على عاتقهم.
لنعود ونتوجه للجميع الآن، بأننا لا زلنا في تشرين، فللسلطة، وَيحَكُم من التعمية والتجاهل والانتخاء أنتم ومقاولتكم ، وأن عقارب الساعة لن تعود للوراء، وما مات قد مات، وأنَّ نشهد على دفن رفاتكم، وأنكم تضللون للآن ناسكم الطيبون، ووطنكم مترهل ويترنح من سيِّئات أعمالكم.
“وللمستنإبين” لديكم أيام وأسابيع قليلة للعودة إلى رشدكم، وإننا أصبحنا نراكم كما البطة التي حاولت تقليد الحجل، لا إستطعتم ! وكذلك نسيتم !
فالعودة عن الخطأ فضيلة، عودوا لضميركم، ولا تروا أنفسكم بالمرآة أُسُوداً، فالحالة التي نجحتم من خلالها هي المرآة لكم، ونراكم جيداً، فلن تُسقطوا الحالة وورائها رجال ١٧ تشرين، فما بالكم بأعتى قوة عسكرية (عدّ) وبعد ٧٥ عاماً تترنح رغم الاساطيل والاهازيج التي تلفها (باطل كما أصبحتم)، فالحق يبدأ جولته من تشرين.
فتَيَقَنوا واصغو جيداً، فثوار ١٧ تشرين لن تثنيهم عن إحقاق الحق، لا خَطَكُم الأحمر ، ولا تقدُمَ-كُم، ولا لنا ولا لكم، ولا ولا …. ،
وانتبهوا فثوارنا، كلنا إرادة لإزالة وإزاحة تَسَلُقَكُم، ومن تسوِّله نفسه لزهق أتعاب وأرواح وحق الناس.
ف ٧ تشرين ، و١٧ تشرين، والعقول الراجحة، ستمنع كل من تطاول، ومن يرى نفسه خاطفاً لأحلام الناس، لأن الظلم مهما طال لن يستمر، وحسابه قاسياً وعسيرا (شاهدوا بأم العين ما يحصل بأقصانا).
فلن يكون تشرين رحوماً، لا للمُغتَصِب وللمحتل الصهيوني.
ولا للسلطات المُغتصِبة أوطانها لعقودٍ وعهود (وطُغمتهم الفاسدة).
ولا للمُستَنإبين (إذا لم تعودوا لقواعدكم)
أدخلناكم من بوابة المجد، لا تسلكوا مزبلة التاريخ.
وإن غدا لناظره قريب. ….