مشروع ذاكرة بقلم رائد زياد عبد الخالق
باحث في التنمية الإدارية والاقتصادية – ماجستير بالإدارة الدولية
اعلم انها وطنيتي الثقافية الخالصة والنقية اللبنانية قادتني لأن اشارك وأحمل راية الثورة السلمية في 17 تشرين مستخلصة سنوات من قناعتي الراسخة بأن بناء الدولة لا يبد أن يحصل يوما ما من خلال أشخاص لديهم الايمان والمحبة ومهتميين بتمكين واحترام الإنسان في بلدي فأتى اهتمامي ببناء مؤسسات الدولة لنتمكن من النهوض وتطوير نظامنا السياسي والمجتمعي وقيام الدولة العادلة والحد من الهجرة
تجربتي في يوم 17 تشرين وكأنها لحظة الحقيقة الوطنية
جلسنا في ساحة الحرية ساحة الشهداء من كل المناطق البعيدة والقريبة ل بيروت .
و أحد أهم الإنجازات التي حصلت أننا تمكنا من تنظيم صفوفنا بعفوية مجموعات شبابية وأفراد وكنت أؤمن آنذاك أن المرحلة دقيقة وتتطلب تظافر الجهود والتكامل والتناغم مع أشخاص لا نعرفهم ولكن يؤمنوا ببناء الدولة ومواجهة الفساد والمطالبة بالعيش الكريم
شاركت بكل مراحل تنظيم المسيرات والندوات المطلبية وتأمين الامان والحرية للعائلات بالمشاركة لمدة ثلاث شهور متواصلة منذ 17 تشرين
لا عرفنا كلل ولا ملل وقدمنا الجهد المطلوب دفاعا عن حق أبناء بلدنا بالعيش الكريم
فقمنا بتأمين الجلسات الحوارية للمناقشة من داخل الخيم والساحات
وتأمين لائحة من المطالب المعيشية والسياسية ومن ثم نقلها على تطبيق الكتروني للقدرة على إبداء الرأي من خلاله
تنظيم يوم عيد الاستقلال
تنظيم مؤتمر الوطني للإنقاذ ايمانا مني بأن العمل على التلاقي وتقديم الحلول الاقتصادية والمالية من خلال أشخاص لديهم الاختصاص والخبرة يساهم برفع الوعي والتغلب على غياب الإدارة السليمة للقطاعات كافة والحد من هدر المال العام
فتوثيق الأحداث منذ 17 تشرين ليس بالأمر السهل لأننا تحملنا المعاناة والمشقة وخسرنا شبان اصدقاءنا استشهدوا لأنهم انتفضوا على الظلم
وايضا العديد من الجرحى من خلال بعض التظاهرات والاحتجاجات على الوضع العام للدولة وما وصلت إليه من الامبالاة واعلم أننا حاصرنا الطائفية السياسية ومافيات المتسلحين بالفساد وعلمنا أنهم عاشوا ايام وأشهر من المواجهة الغير المحسوبة وعلموا أننا نريد وطن وليس المصلحة الشخصية والظرفية
فشاركت أيضا بتقديم نفسي ومشروعي الإنمائي كبديل يساهم في تطوير الاقتصاد الذي شارك فيها متخصصين من القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية وتحديث مرفئي بيروت وطرابلس والذي عملنا على أن يكون على كامل خريطة الوطن ويؤمن البديل القوي ويطرح مفهوم للازدهار والنهوض من خلال مشاريع اساسية تساهم بتوفير فرص عمل للشباب وذلك عبر التعاضد المجتمعي وخدمة الإنسان لكل إنسان
وواكبنا ايضا الانتخابات النقابية وغيرها لوصول عدد من ممثليها
فقمت أيضا بخوض التجربة النيابية 2022 باسم ثورة 17 تشرين وكنا نعلم مسبقا أن القانون الانتخابي الطائفي لا يساهم في وصول عدد منا إلى الندوة البرلمانية إلا أن التسلح بالحق والمطالب للمواطنيين وتعديل النظام السياسي الحالي في لبنان يتطلب منا إظهار المسؤلية والرغبة في إيصال حق أبناء الوطن واعطاء حق لوجوه شبابية تؤمن بتحقيق المساواة والعدالة والتطور المجتمعي والنهوض الاقتصادي وتحصين المؤسسات العسكرية والأمنية وإدارات الدولة
تجربتي وطنية نقية