منظمة العمل : مجزرة مستشفى المعمداني في غزة حلقة في مسلسل جرائم الكيان الصهيوني منذ قيامه

أصدرت منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني بيانا لمناسبة تنفيذ إسرائيل مجزرة مستشفى المعمداني في قطاع غزة هذا نصه:

إن محاولات إسرائيل التنصل من ارتكاب مجزرة المستشفى المعمداني في قطاع غزة، لن تنطلي على أحد. لأنها هي من أرتكب الجريمة مع سبق الترصد والإصرار، في إطار قرار حرب الإبادة على قطاع غزة وأهله، ومجمل الشعب الفلسطيني وكل من يؤيده صدقاً أو زوراً. وهي التي تتحمل المسؤولية عنها في المقام الأول، ومعها وبالقدر ذاته كل الذين انبروا لتبني سياسة اليمين الاستيطاني الصهيوني المتطرف ممثلاً بحكومة بنيامين نتنياهو. وفي المقدمة من هؤلاء الولايات المتحدة الأميركية التي وضعت نفسها منذ اللحظة الأولى في الموقع القيادي الاول للانتقام من الهزيمة التي تلقتها إسرائيل عبر العملية الفدائية التي هزت أمنها ووجودها. وهي التي انبرت لتحريك الاساطيل الحربية وتوريد الذخائر لخوض الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وإلى تنظيم اوسع حملة سياسية لتشريع عدوانها بغطاء دولي، توجها رئيسها بالاجتماع مع حكومة الحرب في اسرائيل، لتأكيد إلتزام اميركا بأمنها وحقها بالانتقام، كما فعلت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، ومعهم كل الذين تنكروا للمواثيق والقرارات الدولية وحقوق الانسان وحق الشعوب بالاستقلال والتحرر من الاحتلال.

لقد ارتكبت اسرائيل جريمتها، في سياق عمليات التدمير المنظم والممنهج على مدن ومخيمات قطاع غزة، في ظل تصعيد الحصار الخانق والرفض القاطع للسماح بإدخال الماء والدواء والغذاء والكهرباء، وتكرار الانذارات للسكان بمغادرة بيوتهم وتهجيرهم وتحميلهم مسؤولية موتهم في حال بقائهم، ومطالبة المستشفيات بالاقفال وتسريح العاملين الصحيين والتحذير من بقاء الجرحى والمرضى في غرف عملياتها وأقسامها. وامام صمود هؤلاء ورفضهم التهجير مهما كلف الامر، قررت إسرائيل رفع وتيرة عدوانها بقصف المستشفى المعمداني ـ الأهلي، الامر الذي أثار موجة غضب عارمة في العالم، وأسقط في يد الدول والجهات التي سبق وتطوعت لتغطية الانتقام الإسرائيلي، ناهيك بمئات المنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية وألاف التظاهرات التي انطلقت من العواصم والمدن الرئيسية على امتداد العالم.

إن جريمة قصف المستشفى المعمداني ـ الأهلي تضاف إلى مسلسل الاجرام الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والذي ما زال يتولى تنفيذه ضد القرى وأحياء المدن والمدارس ودور العبادة والمرافق الحيوية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، والذي لم تنجُ منه سائر الشعوب العربية في لبنان والاردن ومصر وسوريا وغيرها.

إن منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني، إذ تستنكر وتدين المجزرة الاسرائيلية بحق الاطفال والنساء والمرضى والجرحى، فإنها أيضا تؤكد على تضامنها مع نضال الشعب الفلسطيني المشروع على أرضه، وتجدد دعمها لقيادته الشرعية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تؤكد التزامها بكل القيم الإنسانية التي أعلتها البشرية بعد معاناة الحروب والنزاعات الاستعمارية، وعلى حق الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال الصهيوني وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

اخيراً تؤكد المنظمة أن نصرة فلسطين وشعبها تبقى قضية جامعة للدول والشعوب العربية التي تعاني من التمزق والتفكك، ما يتطلب العمل على احتضانها والتنسيق السياسي حولها على مختلف المستويات، ودعمها والمساهمة في فضح محاولات اميركا ودول الغرب الاستعمارية الظهور بمظهر المحايد، فيما هي ترعى وتكرس وجود الكيان الصهيوني أداة للسيطرة الاستعمارية على شعوب المنطقة بقوة جرائمه التي تنال من حقوق أبناء الشعب الفلسطيني في الحياة بكرامة على ارضه.

اخترنا لك