رصد بوابة بيروت
يتحدث الكاتب اللبناني عقل العويط في نصوصه الأدبية بأعماق تجربته الفريدة، حيث يقتبس أوتاراً شاعرية تمتزج مع وفاء صديقه الوفي، كلبه، وتجمعهما علاقة مثيرة. هذه القصة الغير اعتيادية تستند إلى روح الإبداع والحب العميق للوطن لبنان، وتكشف عن مفهوم جديد للرفقة الحقيقية بين الإنسان وحيوانه المفضل.
في كتابه الجديد بعنوان “السيد Cooper وتابعه”، يسلط الكاتب والشاعر اللبناني عقل العويط الضوء على علاقة فريدة تجمع بين الشاعر وصديقه الوفي، كلبه المسمى “السيد كوبر”. يأتي هذا الكتاب ليستكشف هذه العلاقة الفريدة بين الإنسان وحيوانه المخلص.
“السيد كوبر” هو كلب ينتمي إلى فصيلة “أكيتا” اليابانية، والتي تشتهر بوفائها ونبلها، وحساسيتها العميقة. قد حقق هذا النوع من الكلاب شهرة عالمية بفضل قصة حقيقية تم تحويلها إلى فيلم سينمائي يحمل عنوان “هاتشيكو”، حيث شارك هذا الكلب في دور البطولة إلى جانب الممثل العالمي ريتشارد غير.
الكتاب يستعرض سنواتٍ طويلة من الحياة المشتركة بين السيد كوبر وصاحبه البشري، ويتناول الروابط الوثيقة التي تمتاز بالمودة والصمت والتفاهم المتبادل والتفاهم العاطفي واللحظات الخاصة بين هذين الكائنين.
وفي تقديم الكتاب، يصف الكاتب عقل العويط هذا العمل بأنه “كتاب اعترافات”، مشبهاً إياه بما كتبه القديسون في السابق. إنها نوع من القصة الدينية التي تتناول العزلة واليأس من العالم البشري، حيث انغمس الشاعر في عزلة شبه تامة وبحث في قضايا الوجود والحياة والشعر من خلال عيون صديقه الصامت، السيد كوبر.
يتداخل مضمون الكتاب مع الأحداث والمصاعب التي تمر بها لبنان في تلك الفترة، ويقدم صورة للإنسان الفردي الذي يواجه الظروف بكرامة، وكأنه فارس من عصور القرون الوسطى، محملاً بمطهر الألم والشك الحقيقي.
بالإمكان وصف الكتاب على أنه عمل ذاتي، يكشف عن أعماق الطبيعة البشرية من خلال تسليط الضوء على عوالم العزلة والألم. لا بل إنه شهادة على جمال العزلة والألم، ويعكس لحظات من حياة لبنان مليئة بالأمل واليأس والتحديات التي يصعب التغلب عليها، حيث تتداخل لحظة الثورة في ١٧ أكتوبر، مع تلك اللحظة المأساوية لتفجير بيروت في اب٢٠٢٠، والتحديات التي تواجه الحياة في لبنان بأكمله.