هل يحقّق “حزبلا” هذا الهدف للعدو ؟

بقلم د. ميشال الشماعي
@DrMichelCHAMMAI

ماذا تعني عمليًّا ضربة العدو الاسرائيلي لسهل براك التلّ في بلدة العدوسية، منطقة الزهراني قضاء صيدا ؟

يقع هذا السهل على بعد ٤٠ كلم شمالي الخطّ الأزرق في ساحل منطقة الزهراني. وتسديد هذه الضربة في هذه المنطقة بالذات، يؤكّد مرة جديدة، أن لا خطوط حمر عند هذا العدو. كما يكشف أيضًا عن رغبته وقدرته بتوسيع الجبهة.

وهذا يعني عمليًّا، فور الانتهاء من تثبيت ستاتيكو ما في غزّة، وليس بالضرورة أن يكون هذا الستاتيكو إجتياح غزّة واقتلاعها من الوجود، يكفي أن يكون تحديد الصراع الميداني العسكري هناك، يعني أنّ العدو يعتزم نقل الجبهة إلى لبنان كلّه.

ولكن ليستطيع استغلال وجود حاملات الطائرات، سينتظر لأن يكون المُعتَدَى عليه، ليتمكّن من استخدام هذا التواجد العسكري. على قاعدة المثل اللبناني العامي : “هيك هيك هالفرن والع، سخّنلي هالمنقوشه”.

يبقى أنّ ذريعته اليوم قد تحقّقت. وهذا ما يسجّل نقطة في صالحه. ومَن يستطيع استبعاد فرضية إطلاق صاروخ من هذه المنطقة مثلاً، من قبل مخابراته ؟ أو قد يكون ذلك عملاً مقصودًا لجرّه الى المعركة الاقليمية من قبل المايسترو الاقليمي مثلاً ؟

فبنهاية المطاف، هذا عدوّ غير شعبويّ، لأنّ عمله هذا يدحض المقولة اللبنانية الشائعة : ” شو هني بدّن ذريعة حتى يضربونا” ؟

نعم، هو يقوم بتجميع معطياته وذرائعه لأنّه يعمل وفاقًا للعقلية الدولية التي تنبذ الارهاب، وهو نجح بتدعيشنا كلّنا في إعلامه، كنتيجة لما حصل في ٧ أوكتوبر، على أحقّيّة العمل المقاوم، وحقّ الشعوب بتقرير مصيرها.

وعلى عكس ما تعلن، فمنظمة “حزبلا” لا تريد توسعة الحرب لأنها الحاكمة المطلقة في لبنان، وأي حرب شاملة، ستسقط المشروع الايراني في المنطقة برُمَّتِها. وهذا بالطبع ما لا تريده المنظمة، ولكنّه هدف استراتيجي للعدو الاسرائيلي.

فهل تحقّق له منظمة حزبلا هذا الهدف ؟

حمى الله لبنان وشعبه كلّه.

اخترنا لك