خاص بوابة بيروت
بالرغم من التصريحات المطمئنة التي نقلها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى بيروت ، إلا أنها لم تحمل المعنى المطلوب خلفها .
وبعد لقاءاته الرسمية والحزبية في العاصمة اللبنانية يومي الجمعة والسبت الماضيين ، كشفت مصادر عن تخوّف كبار المسؤولين اللبنانيين من تهديد الحرب الذي يطلقه العدو “الإسرائيلي – الصهيوني” ، وبقاء احتمالاته مطروحة .
كما وأفادت مصادرنا بأن “لقاء حسن نصرالله ، كان هو الهدف الرئيسي من زيارة عبداللهيان إلى بيروت ، بهدف نقل رسالة من المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي . تلتها لقاءات أخرى وأهمها مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري .
ومع تصاعد التوترات والتحديات التي تواجهها لبنان في الوقت الراهن ، يتصاعد الصوت المدوي للكاتب والباحث السياسي د. ميشال شمّاعي ، الذي يرفع نداء الوطنية والسيادة عاليًا ، وسط عاصفة من التحذيرات والتحليلات .
في حوار حصري مع موقع بوابة بيروت ، أطلق شمّاعي رسالة قوية و واضحة ، حيث ركز على أهمية أن يكون لبنان محورًا لذاته ، مؤكدًا على أن الوقت قد حان ليكون لبنان البطل في قصته الخاصة ، وأن يعيد بناء نفسه كوطن يستحق تضحيات الشهداء اللبنانيين . وأبدى شمّاعي موقفًا حازمًا حيال وضع لبنان الراهن ، محذرًا في الوقت ذاته من تحول الشباب إلى مشاريع هجرة .
وفي سياق آخر ، استنكر شمّاعي تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ، التي أكد فيها أن “أمن لبنان من أمن إيران” . ورفض شمّاعي هذه المعادلة بشدة ، مؤكدًا أن أمن لبنان يجب أن يكون مسؤولية لبنان وحده، دون تدخل أو تأثير خارجي .
وأضاف شمّاعي أن الحكومة اللبنانية لم تظهر حتى الآن أي رد فعل صارم على هذه التصريحات ، مما يعني عمليًا أن لبنان بات محتلا سياديًا ، حيث لا يمتلك القدرة على اتخاذ القرارات السيادية بشأن أمنه واستقراره .
وفي تحليله للوضع الراهن ، أشار شمّاعي إلى أن “منظمة حزب الله” قد حسمت الأمور ضمن كونفدراليتها الخاصة ، مشيرًا إلى خطورة تطبيق نظرية “أمن غزة من أمن إيران”، حيث يدفع اللاعب الإيراني الشباب اللبناني وقودًا لمشاريعه “الثورويّة – التوسعيّة” و “الاستعمارية – الاستيطانية” في الشرق الأوسط ، من دون أن يطلق رصاصة واحدة على العدو “الإسرائيلي – الصهيوني”.
واختتم شمّاعي حديثه بدعوة إلى إعلان منطقة حرة تتحرر من سيطرة الاحتلال الإيراني وتستعيد السيادة اللبنانية ، مع بدء تنفيذ مشاريع “لا مركزية فدرالية اتحادية” لتأمين العيش الكريم للمواطنين . وأكد على أهمية العمل الجاد والخطوات العملية لإنقاذ لبنان من التدهور الحالي ، محذرًا من أن كل شبرٍ حرٍ يفقد اليوم سيكلف الكثير لاستعادته في المستقبل .
وعن أحداث غزّة وما يحدث اليوم في رفح ، يفيد شمّاعي بأنّ ضحيّة هذه الحرب هو ” الشعب الفلسطيني” . إذ يرى شمّاعي أنّ إيران تستغل الغزاويين بالتحديد لتفرض ذاتها لاعبًا إقليميًّا على طاولة المفاوضات . من هذا الباب بالتحديد يرى شمّاعي مواقف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المرفوضة لبنانيًّا بشكل كلي .
كلبناني… أكد شمّاعي أنه مع القضية الفلسطينية “إنسانيًّا” للعضم كما قال ، لكن بالنسبة إليه لا قضيّة تعلو فوق القضية اللبنانية . وبنهاية المطاف لن يستقيم أو يستقر الشرق الأوسط من دون دولة فلسطينية سيدة حرة مستقلة. وبرأيه هذا ما ستنتهي إليه الأمور .
وختم شمّاعي محذرًا من استغلال العدو قدراته الاجرامية التدميرية وحذّر من تحويلها صوب لبنان .