تأثير البيئة الاجتماعية على تشكيل الثقافة الشخصية وتكوين الانفتاح الثقافي

بقلم بلال مهدي – خاص بوابة بيروت

تميل البيئة التي ينشأ فيها الفرد والتي يعيش فيها إلى تشكيل معتقداته وقيمه، حيث يتأثر الفرد بالتفاعل مع أفراد المجتمع والعوامل الثقافية والاجتماعية المحيطة به. فالثقافة، والتقاليد، والقيم، والمعتقدات التي يتلقاها الفرد منذ صغره تلعب دوراً كبيراً في تشكيل وجدانه وتوجهاته.

عندما يعيش الفرد داخل بيئة تميل إلى العزلة عن الثقافات والمعتقدات الأخرى، فإنه يكون عرضة للتأثر الشديد بمعتقداتها الخاصة، ويميل إلى رفض أو تجاهل كل ما هو مختلف عنه. ومع مرور الوقت، قد تترسخ هذه المعتقدات والتصورات بشكل أكبر، مما يجعل الفرد ينظر إلى العالم من خلال نظارة محددة وضيقة.

التمسك الشديد بالثقافة الموروثة والتفاني في قراءة الكتب والمواد التي تؤكد على صحتها يمكن أن يعمل على ترسيخ هذا الانغماس الثقافي الضيق. فالشخص الذي لا يتناول إلا مواد تؤكد على معتقداته الموروثة وتثبت صحتها في نظره، قد يفقد القدرة على التفكير النقدي والتحليل العميق للقضايا والأفكار الجديدة.

من هنا، يمكن أن ينعكس هذا التمسك الشديد بالثقافة الموروثة والعزلة عن الثقافات الأخرى في سلوكيات سلبية مثل العنصرية والتعصب القومي، حيث يميل الفرد إلى رفض واستبعاد الآخرين بسبب اختلافاتهم الثقافية والدينية والعرقية. وبالتالي، يصبح من الصعب على هذا الفرد التعايش السلمي مع الآخرين والتفاعل البناء معهم، مما يعيق عملية بناء مجتمع متسامح ومتعدد الثقافات.

لذلك، يجب على الأفراد أن يكونوا منفتحين لاستكشاف الثقافات المختلفة، والاستماع إلى وجهات النظر المتنوعة، وتبني المواقف القائمة على الاحترام والتسامح والتعاون. هذا يسهم في تعزيز التواصل الثقافي وبناء جسور الفهم بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، ويسهم في بناء مجتمع أكثر تلاحمًا وتعايشًا.

اخترنا لك