“حزب الله” يطرح الرئاسة للمقايضة و بري يحتفل…

رصد بوابة بيروت

مرت أمس الذكرى السنوية الأولى لتوقف مجلس النواب عن تنفيذ الاستحقاق الدستوري. وخلال هذا العام، لم يُبدِ رئيس البرلمان نبيه بري أي اهتمام بهذا التوقف، على الرغم من أنه يُعد المسؤول الأول عنه. ووفقًا للمشاورات الأخيرة، يتضح أن بري مصرّ على تقديم الحوار على حساب الدستور، وهو ما حذرت منه مصادر في المعارضة. وقالت مصادر لـ”نداء الوطن”: “بعد كل جولة حوار، شهد لبنان انهيارات، مما يعني أن الحوارات غالبًا ما تؤدي إلى الأزمات”.

وأشارت المصادر إلى أنه “بعد حوار عام 2006، غرق لبنان في حرب تموز. وبعد حوار 2011، أطلق ‘حزب الله’ عبارة ‘بلّها واشرب ميتها’ إشارة إلى ‘إعلان بعبدا’، ثم تورط في الحرب السورية. وأخيراً، أدى الحوار الاقتصادي للرئيس ميشال عون إلى انهيار مالي غير مسبوق”.

وتساءلت المصادر: “بعد كل هذه الإخفاقات، هل هناك مبرر لدعوة الرئيس بري إلى حوار جديد، بينما يبدو وكأنه يحتفل بمرور سنة على تعطيل الاستحقاق الرئاسي؟”.

وفي هذا السياق، كشف مصدر مقرب من قوى الممانعة لـ”نداء الوطن” أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل سمع من بري جملة واحدة: “انضم إلينا في دعم فرنجية وستكون سعيداً”. وذكر المصدر أن باسيل رد بأن خيار فرنجية غير ممكن، ولكنه أبدى استعداداً للاتفاق على مرشح ثالث يمكن انتخابه بعد تأمين نصاب الثلثين. ومع ذلك، لم يُنهِ بري النقاش مع باسيل.

وعند سؤاله عن الأسماء المحتملة التي يمكن أن يقبل بها باسيل، أشار المصدر إلى أن باسيل يطمح إلى رئيس جمهورية يمكنه التحكم بقراره من وراء الكواليس، مشيراً إلى أربعة مرشحين هم: اللواء الياس البيسري، السفير السابق العميد جورج خوري، وزير الاتصالات السابق جان لوي قرداحي، ومدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير. وكل هؤلاء أصدقاء للثنائي، لكن عند الثنائي، الصداقة شيء والرئاسة شيء آخر.

وعلمت “نداء الوطن” أن باسيل قال خلال لقائه مع النائب طوني فرنجية، نجل المرشح الرئاسي: “إذا فاز والدك في الانتخابات الرئاسية، سأنتقل إلى المعارضة. المعارضة بالنسبة لي أفضل”.

وفي سياق آخر، كشف تقرير ديبلوماسي عربي حصلت عليه “نداء الوطن” أن الدول التي تتابع الأزمة اللبنانية ضمن اللجنة الخماسية توصلت إلى أن “حزب الله”، الذي ربط لبنان بالأوضاع الإقليمية، لا يهتم بالاستحقاق الرئاسي إلا في إطار المقايضات الإقليمية.

وجاء في التقرير أن لبنان يواجه ثلاثة مآزق استراتيجية:

1. مأزق كياني بسبب تراجع دور الدولة بسبب سلاح “حزب الله”، مما يمنع لبنان من أن يكون دولة ذات سيادة وسياسة خارجية ودفاعية مستقلة، ويرتبط هذا المأزق بالتعقيدات الإقليمية، وأحدثها حرب غزة.
2. مأزق دستوري نتيجة غياب رئيس الجمهورية، مما يعني غياب الانتظام في السلطات، ولكن يمكن معالجة هذا المأزق بما يخدم حل المأزق الكياني.
3. مأزق مالي نتيجة السياسات المعتمدة، ويمكن التخفيف منه إذا ما وجدت سلطة تنفيذية تأخذ في الاعتبار مصالح لبنان العليا.

ودعا التقرير اللبنانيين إلى “الاستمرار في مواجهة مأزق تغييب الدولة، مع إمكانية معالجة المأزق الدستوري والمالي، وهذا ما تعمل عليه الدول لمساعدة لبنان”.

اخترنا لك