الخط ثلث، والخطاط بدوي… لو كنتُ أدري

بقلم د. إبراهيم حلواني

الخطاط : محمد بدوي الديراني، من كبار خطاطي بلاد الشام. سوري دمشقي (1894 – 1967)

اللوحة : ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ )

أنزَلَها منذ يومين صديق عزيز، وأنا أنزلها الآن بإذن منه لأستطيع الكتابة عن راقمها المبدع : بدوي

الخط : ثلث


لو تابعتَ مجرى القلم في اللوحة، ولو كنتَ تعرف في خفايا قلم الثلث، لأدركت سريعا أن الراقم متملك من هذا القلم إلى حد يضعه في مَعيّة الكبار الكبار.

في فتوّتي كنت أحبّ زيارة دمشق بين الحين والحين.

من أسباب عشقي لدمشق تلك الخطوط الرائعة التي كانت تزين الآرمات الجميلة حيث كانت الحروف تنساب هادئة متقنة موزونة تنضح بالرقة والعذوبة والجمال، وكان توقيع الخطاط واضحا لا لبس فيه: بدوي.

لعلّي قصدت دمشق ذات يوم، ولعلي كنت أتجول هناك كعادتي أرتشف من نبع الجمال في لوحات الشوارع التي كان أكثرها بخط بدوي، ولعلّ الأستاذ محمد بدوي الديراني كان حينها في مكتبه منكبًّا على إتمام إحدى هذه اللوحة.

كنت في السادسة عشرة وكان في التاسعة والستين تقريبا.

ما كنت أدري حينها أنّ الأستاذ ديراني كان من أهم الخطاطين في بلاد الشام، وأنّه سيخلّف مجدًا واسعًا في ميدان الخط العربيّ.

لكنتُ سعيتُ إليه حبوًا، لكنتُ قبّلتُه بركةً، لكنتُ انحنيتُ له إجلالا.

وما كنت لأدري أني سأكتب عنه بعد حين.

اخترنا لك