كيف يمكن لـ لبنان وأهله النجاة من حرب تبدو نتائجها المفجعة في الأفق وقبل أن تبدأ ؟

بقلم بلال مهدي

ذكر تقرير صحفي، أن العدو الصهيوني يسعى للحصول على خدمات شركة “ستارلينك” للإنترنت عبر الأقمار الصناعية، لاستخدامها في حالة نشوب حرب شاملة محتملة مع حزب الله. وشركة “ستارلينك” تابعة لـ”سبيس إكس”، المملوكة للملياردير إيلون ماسك. يتطلع العدو الصهيوني للاستفادة من خدماتها للحفاظ على الاتصال بالإنترنت، الذي قد يتوقف مع انقطاع الكهرباء على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة في حال اندلعت الحرب.

وقالت صحيفة “كالكاليست” العبرية إن وزارتي المالية والاتصالات تسعيان إلى استخدام آلاف الأقمار الاصطناعية المنخفضة المدار من “ستارلينك”، لضمان تدفق مستقر للبيانات والمعلومات للسلطات الحكومية أثناء حالات الطوارئ. في فبراير الماضي، منح وزير الاتصالات الصهيوني شلومي قرعي الإذن لشركة “ستارلينك” بالعمل في الكيان الصهيوني وقطاع غزة.

يتبادل العدو الصهيوني وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود منذ شهور، وقال الحزب إنه لن يوقف هجماته إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة. وقد تؤدي الحرب الشاملة بين العدو الصهيوني وحزب الله إلى هجمات صاروخية على شبكة الكهرباء الصهيونية وغيرها من مرافق البنية التحتية.

استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من “ستارلينك” يمكن أن يكون جزءًا من خطة العدو الصهيوني لضمان استمرارية الاتصال والاتصال الحكومي في حالة انقطاع الشبكات التقليدية بسبب الهجمات الصاروخية المحتملة.

الوضع في لبنان

في ظل الخراب الواقع أصلاً في البنية التحتية للاتصالات في لبنان منذ أعوام، وأزمة الكهرباء التي تعتمد على مادة المازوت، يواجه لبنان تحديات كبيرة في حال وقوع حرب شاملة.

ليس جديدًا استهداف العدو عند بداية أي عدوان مراكز الاتصالات الرئيسية ومحطات توليد الكهرباء. مع انقطاع الكهرباء والاتصالات، كما حدث في حرب تموز، ستتفاقم الأوضاع الكارثية في لبنان. حتى اليوم، لم نسمع من أي جهة مسؤولة في لبنان عن إعلان حالة الطوارئ أو الجهوزية للاستعداد ومواجهة ما قد يحدثه أي عدوان صهيوني على امتداد الأراضي اللبنانية.

يجب على الحكومة اللبنانية والجهات المسؤولة الإعلان عن حالة الطوارئ وتفعيل خطط الطوارئ الوطنية، بما في ذلك إنشاء مراكز طوارئ بديلة لمراكز الاتصالات ومحطات توليد الكهرباء.

كما أن العدو الصهيوني يسعى للاستفادة من خدمات “ستارلينك”، يجب على لبنان النظر في حلول مماثلة لضمان استمرار الاتصال بالإنترنت وتدفق المعلومات أثناء الأزمات. يجب تعزيز البنية التحتية للطاقة البديلة، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية للمراكز الطبية وسنترالات التوزيع التابعة لهيئة “أوجيرو” في المناطق. بالإضافة إلى ذلك، يجب تأمين مخزون كافٍ من الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية في حالات الطوارئ.

كما على الحكومة الصورية “الملهية” بالفتات تعزيز قدرات المواطنين على الصمود في وجه أي عدوان محتمل وضمان سلامتهم، واستمرار الخدمات الأساسية في أصعب الظروف.

مسرحيات “غب الطلب”

يستمر وزراء السلطة المستقيلة في تنفيذ جولاتهم الشكلية بناءً على أوامر من أولياء نعمتهم الذين يلعبون بمستقبل لبنان وفقًا لأجندة المحور.

ألم يكن من الأجدر بهم التوجه نحو جنوب لبنان للوقوف على حاجات الناس والاستعداد لتنفيذ الخطط الوطنية الإنقاذية لحماية ما بقي سالمًا من البلاد؟

فما النفع من الاستعراض الذي حصل في مطار بيروت وترك باقي البلاد عرضة للاستهداف الصهيوني، والسماح للتنظيمات المأجورة بالتغلغل إلى الحدود الجنوبية وتنفيذ هجمات صورية لحجز مقعد لها على منصة المكافآت؟

ما يحدث على امتداد الوطن يُعتبر كارثة غير مسبوقة منذ قيام الجمهورية. وعلى العقلاء التحرك بحسم لوضع حد لهذه الفوضى القاتلة التي ستقضي نتائجها على البشر والحجر، وعلى مستقبل البلاد، وتأخذنا إلى مصير لن تُحمد عقباه.

اخترنا لك