جعجع : فتح جبهة جنوب لبنان خطيئة كبرى بحق اللبنانيين والقضية الفلسطينية

رصد بوابة بيروت

وعن تأثير أحداث الجنوب في وضع “حزب الله” داخليا وصمود لبنان الكبير، قال: “لا يمكن لأي وطن أن يستمر من دون دولة، ليس لبنان وحده، ولكن أي وطن من دون دولة ومؤسسات لا يستمر ولا يبقى ويصبح أرضا سائبة”.

أضاف: “لا يمكن أن تكون هناك دولة فعلية في لبنان بوجود “حزب الله” كما هو موجود اليوم، والمعادلة واضحة. وبالتالي، إن أردنا أن نحافظ على وطننا بالحدود المعترف بها دوليا، لا بد أن تكون هناك دولة، وحتى تصبح هناك دولة لا يمكن للحزب أن يستمر بالشكل الذي هو موجود فيه اليوم”.

وعلى صعيد الملف الرئاسي، لا يتوافق جعجع مع القائلين إن “انتخاب الرئيس المقبل سيكون عبر مجلس نواب 2026″، وقال: “نعمل بكل قوانا كي لا يصبح هذا الكلام واقعا وكي لا ترحل معركة انتخاب الرئيس إلى مجلس النواب المقبل”.

أضاف: “إن معركة الرئاسة اليوم ليست بين فريقين بمرشحين متنافسين، بل بين فريق يقول إن هناك انتخابات رئاسية ولدينا مرشح لنذهب إلى الجلسة، ولا نقاطعها، وبين فريق عطل الانتخابات الرئاسية بكل بساطة أمام الجميع خلال 12 جلسة، وهذا حصل أمام عدسات الكاميرات والإعلام كله، وأمام اللبنانيين كلهم الذين رأوا كيف يخرج فريق الممانعة وينسحب ويفقد الجلسة النصاب عندما تنتهي الدورة الأولى… وهنا، نتحدث عن محور الممانعة الذي كان يعطل الانتخابات”.

وتابع: “لا أحد يمتلك 86 صوتا من النواب ليأتي برئيس من الدورة الأولى، بالتالي من يحسم كفة مرشح في هذه المعركة هو مجموعة نواب ما بين 25 و30 نائبا، يمكن أن يتكتلوا ويعطوا 86 صوتا لمرشح محدد، وبذلك يكون لدينا رئيس جمهورية في الدورة الأولى”.

وعما في يد المعارضة أن تفعل في معركة الرئاسة، قال: “ليس لدينا غير المراهنة على النواب الوسطيين من أجل أن ينتخبوا مرشحا غير محور الممانعة، فمحور الممانعة واضح بموقفه و”فالج لا تعالج”، وسيبقون يعطلون انتخابات الرئاسة حتى يتأكدوا من إيصال مرشحهم وهذا لن يحصل. وبالتالي، سيستمر الفراغ”.

وأكد أن “الحل الوحيد يكون عبر النواب الوسطيين الذين هم في المنتصف ويضعون أنفسهم في الوسط، بأن يروا إلى أين وصلت الأوضاع في موقفهم الوسطي، وبألا يكونوا مع أي فريق لا يوصل إلى أي نتيجة، وبالتالي ليس لمصلحة البلاد”، وقال: “نحن نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في أن نحدث تقدماً، مع الأخذ في الاعتبار أننا نواجه صعوبات، إذ وبكل صراحة هناك نواب لا يريدون مواجهة حزب الله”.

وفي سياق المساعي الدولية القائمة على خط بيروت، من أميركا وفرنسا، وبالأمس ألمانيا وإيطاليا، سأل جعجع: “ماذا يمكن للدول الكبرى أن تفعل وتغير في المشهد اللبناني إن ميدانيا أو رئاسيا؟ في أزمة الفراغ الرئاسي القرار هو محلي بامتياز ولا أحد اليوم يمكنه أن يحدث أي خرق، إلا النواب الذين هم في الوسط لأن نواب المعارضة موقفهم واضح بالدعوة لتطبيق الدستور والذهاب نحو جلسة جدية بدورات متعددة لانتخاب رئيس، فيما جماعة الممانعة وتحت شعار الحوار، رغم أنهم لم يؤمنوا ولا يوم بالحوار، لا يريدون انتخابات رئاسية في الوقت الراهن، لأنهم غير قادرين على إيصال مرشحهم ولا يقبلوا بالمرشح الآخر. ولذلك، في الانتخابات الرئاسية لا أحد في يده أي حل، إلا القوى المحلية، وتحديداً نواب الوسطيين”.

وفي ما يتعلق بحرب الجنوب، قال جعجع: “إن الجهة الوحيدة التي تؤثر في هذه المعركة، ويا للأسف، هي إيران من خلال الطلب من “حزب الله” بأن ينسحب كما يجب أن ينسحب وينتشر الجيش اللبناني، فهذه الخطوة وحدها كفيلة بأن توقف أي احتمال للتصعيد. وبعدها ربما، يستتب الوضع في لبنان، ثم ننكب على مشكلاتنا الداخلية لنرى كيف سنحلها… هنا، مفتاح الحل للأزمتين الكبيرتين في لبنان، ونشك بأنه يمكن للدول الكبرى أن تفعل أي شيء”.

وختم: “لبنان في زنزانة تحت سابع أرض، ولا نعلم متى سيأتي اليوم الذي سيخرج منها، لكن يجب علينا ألا نغرق باللحظة السودوية التي نمر بها، اللحظة التي نعيشها صعبة جدا ودقيقة وخطرة، ولكن يجب ألا نغرق فيها”.

اخترنا لك