كتب ميراز الجندي
في زمن يمتلئ بالشعارات الفارغة والتعصب الأعمى، نرى أن واقع الحال لا يتغير. 300 يوم من الاستعدادات والتدريبات لم تغير شيئًا على أرض الواقع، حيث تستمر المجازر “الإسرائيلية” في حق الفلسطينيين والعرب دون توقف.
العدو “الصهيوني” اعتاد على رؤية الدماء، واستغل ضعفنا وانقساماتنا ليزيد من جرائمه. الدماء الفلسطينية والعربية ليست للتجارة، وليست وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أو إظهار الولاءات. من يموت هم أبناء الأرض، وليس أولئك الذين يطلقون الشعارات الفارغة من مكاتبهم أو منابرهم الآمنة.
من المؤسف أن نرى أن الشعارات البراقة والوعود الفارغة أصبحت أكثر انتشارًا من الجهود الفعلية لبناء دولة فلسطينية مستقلة. يتحدث البعض عن رمي “إسرائيل” في البحر، لكن الحقيقة هي أن مثل هذه الأقوال لم تحقق شيئًا على أرض الواقع. إذا كنت تستطيع فعل ذلك ولم تفعل، فأنت تاجر دم وخائن ومنافق.
ألم يحن الوقت لأن نسير في طريق بناء دولة فلسطينية مستقلة؟ الحل الوحيد الذي يمكن أن يصمد الآن وغدًا هو حل الدولتين، مع الضغط من جميع الأطراف لتحقيق ذلك. يجب أن نتبنى مبادرة السلام العربية ونعمل بجدية لتطبيقها، بعيدًا عن تجار الشعارات والدم.
إذا كان هناك من يرى أن هذه اللغة والمبادرة لا تصلح، فليتفضل ويرمي العدو في البحر. سنكون له من الشاكرين، وسنكون خلفه سائرين. ولكن حتى ذلك الحين، دعونا نركز على الحلول الواقعية والقابلة للتحقيق، ونبتعد عن الشعارات الفارغة التي لم تجلب إلا المزيد من الدماء والمعاناة.