توجه المغرب في الاتحاد لإفريقي : فشل في الدبلوماسية واستراتيجية “البلطجة”

كتب أحمد حفصي

حاول المغرب جاهداً على مدار السنوات الماضية استمالة الاتحاد الإفريقي إلى أطروحاته، مستهدفاً استصدار قرارات تقلص من عدد الدول الإفريقية المشاركة في اجتماعات الشراكات بهدف إقصاء الجمهورية الصحراوية. وعلى الرغم من كل هذه الجهود، إلا أن الطموح المبالغ فيه للمغرب قاده إلى الترويج لأكاذيب بحتة، مظهراً إياها على أنها انتصارات دبلوماسية.

في هذا السياق، استغل الإعلام المغربي، سواء الرسمي أو غير الرسمي، اجتماع المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الاتحاد الإفريقي الذي انعقد في يوليو الماضي كمنصة للترويج لقرارات وهمية تتعلق بإقصاء الجمهورية الصحراوية من المشاركة في اجتماعات الشراكات. لكن كما يقال، “حبل الكذب قصير”، وسرعان ما ظهرت هذه الأكاذيب جلياً للعيان.

خلال الفترة التحضيرية لاجتماع طوكيو، بذل المغرب جهوداً كبيرة لإقناع حلفائه الأفارقة والبلد المضيف بأطروحاته الرامية إلى إقصاء الجمهورية الصحراوية، لكن كل محاولاته باءت بالفشل التام. بل إن ما حدث في اجتماع طوكيو يمكن وصفه بالهزيمة المذلة للمغرب، حيث شارك وزير الخارجية الصحراوي بكامل الصلاحيات إلى جانب نظرائه الأفارقة، بل وأكثر من ذلك، تم توفير حماية أمنية شخصية له من قبل البلد المضيف الذي ضاق ذرعاً من “دبلوماسية البلطجة والعنف” التي يمارسها الاحتلال المغربي.

إن مشهد الوزير الصحراوي وهو يشارك في اجتماع طوكيو بحماية شخصية من البلد المضيف، الذي يُفترض أنه لا يعترف بالجمهورية الصحراوية، يُظهر مدى تحول الدبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة.

هذا التحول يتماشى مع احتلال المغرب للصحراء الغربية واستفادته من خبرات وتكتيكات الاحتلال الصهيوني في مواجهة كفاح الشعب الصحراوي من أجل حقوقه المشروعة في الاستقلال وتقرير المصير.

أمام فشله في إقناع الفاعلين الإقليميين والدوليين بأطروحاته، لجأ المغرب بشكل ممنهج لاستخدام العنف والبلطجة لتحقيق أهدافه. حادثة الاعتداء على السفير الصحراوي من قبل دبلوماسي مغربي مؤخراً، حيث ارتمى عليه بكل جسمه، تحمل عدة دلالات.

أولها، أن هؤلاء الأفراد لا يمكن وصفهم بالدبلوماسيين بل بالبلطجية والصعاليك. ثانيها، حالة اليأس التي وصل إليها المغرب بعد فشله في تحقيق ما روج له على أنه نجاح دبلوماسي وهمي. وأخيراً، فإن هذه الحادثة والحوادث المماثلة لا يمكن أن تكون إلا نتيجة للتقارب “المغربي – الصهيوني” واستفادة المغرب من أساليب القمع والاضطهاد التي يمارسها الإحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

لقد تعلمت الدبلوماسية المغربية من الإحتلال الصهيوني الوقاحة والغرور، وعدم إحترام أي خط أحمر، سواء كان دبلوماسياً، سياسياً، عرفياً، أو أخلاقياً. ولقد استوعبت الدبلوماسية المغربية من الكيان الصهيوني مفهوم أن “الغاية تبرر الوسيلة”، حتى لو كانت هذه الوسيلة تفوح منها رائحة القذارة والوساخة.

اخترنا لك