خاص بوابة بيروت
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أوامر بنشر ثلاثة أفواج من القوات الخاصة التابعة للجيش اللبناني، لمنع المتقاعدين من الوصول إلى مداخل السراي الحكومي خلال التحركات الشعبية اليوم الثلاثاء. وتعتبر هذه الأفواج من وحدات النخبة في الجيش، وتمتاز بتدريبها العالي وتجهيزاتها المتقدمة.
هذا الانتشار المكثف للقوات الخاصة في بيروت أثار تساؤلات حول الأولويات الأمنية للحكومة، خصوصاً في ظل غياب خطة انتشار فعلية في جنوب لبنان، حيث يشكل العدو الصهيوني تهديداً مستمراً. هذه الخطوة تعكس عدم التوازن في التعامل مع الأزمات الداخلية والتهديدات الخارجية، وتثير مخاوف من استخدام القوة لقمع التحركات الشعبية بدلاً من توجيهها نحو حماية السيادة الوطنية.
القرار واجه انتقادات واسعة، إذ أن نشر قوات النخبة ضد مواطنين لبنانيين، لا سيما المتقاعدين و”رفاق السلاح” الذين يطالبون بحقوقهم، يساهم في زيادة الاحتقان الداخلي. وتبرز تساؤلات حول ما إذا كانت هذه القوات يجب أن تُوجه نحو التهديدات الخارجية بدلاً من التعامل مع المحتجين.
كما أفادت مصادر خاصة لـ “بوابة بيروت” أن الجيش اللبناني شدد على حواجزه في مناطق الشمال والبقاع والجنوب، ما أدى إلى تأخير متعمد لسيارات العسكريين المتقاعدين المتجهين إلى محيط السراي الحكومي في بيروت.
هذا التدبير اعتبره المتقاعدون محاولة لإعاقة حقهم في التظاهر السلمي والمطالبة بحقوقهم، ويعكس القلق الحكومي من تصاعد الاحتجاجات، خصوصاً في ظل تزايد الضغوط على الحكومة بعد بدء التحقيقات مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة وتوقيفه على ذمة التحقيق.