بقلم فؤاد سلامة
لم يعد يحدث إلا في لبنان ودول ومجتمعات فاشلة على غرار النموذج اللبناني: أن يحتفل مواطنون لبنانيون أمس أو اليوم أو غداً وأن يشمتوا بموت وتأذي مواطنين لبنانيين مختلفين معهم سياسياً و/أو أيديولوجياً..
ليس السؤال مجرد سؤال حول الأخلاق والقيم الإنسانية والعدالة رغم وجاهة هذا السؤال، وليس السؤال من بدأ واستمر ويستمر بالاحتفال والشماتة والتخوين وتوزيع الحلويات بمناسبة موت أو اغتيال لبنانيين آخرين مع وجاهة هذا السؤال، وليس السؤال من سبق واعتبر الآخر المختلف خائناً يستحق القتل والاحتفال بقتله، مع وجاهة هذا السؤال أيضاً..
السؤال الأساسي هل اللبنانيون الذين نختلف معهم هم مواطنون مثلهم مثلنا وخصوم ألداء في السياسة أم هم أعداء دائمون يستحقون القتل والنبذ والتخوين مهما فعلوا وقالوا؟
ثمة قوانين في لبنان تحاكم الخونة والعملاء.. ألا يجدر بمن يتهم خصومه بالخيانة اللجوء إلى القانون للاقتصاص من هؤلاء الخونة ومعاقبتهم، خاصة وأن له نفوذاً لا يستهان به في مؤسسات الدولة ومن ضمنها الجيش والأمن والقضاء؟
لماذا يفضل لبنانيون الاقتصاص من خصومهم بالقتل والاغتيال والتهليل والشماتة بموت الخصوم؟
لماذا يستاء ويغضب ويرجم بعض اللبنانيين مواطنين آخرين يفعلون ويقولون ما سبق وقالوه وفعلوه هم دون حياء أو رحمة أو تعاطف مع المقتولين أو المغتالين من خارج القانون أو المصابين أو المنكوبين بمصيبة أو كارثة؟
لماذا يتماثل أهالي وأصدقاء المنكوبين والمغتالين بالقاتلين والشامتين عندما تنتقل المصيبة من جهة إلى أخرى، وهم الذين كانوا ينددون بثقافة الموت والاغتيال والشماتة بالموتى التي يتصف بها الطرف الآخر؟
عندما نندد بالقتل وثقافة الابتهاج بالقتل لمواطنين لبنانيين ألا نسأل أنسنا لماذا نتماثل مع أولئك الذين كنا نندد بثقافتهم وأساليبهم؟ هل نكتفي بالقول إننا لم نوزع الحلوى مثلهم على الأقل؟
هل نحن مجتمع متقدم وحديث يعيش في وطن واحد ودولة واحدة يتساوى فيها المواطنون ويخضعون لنفس القوانين والمعاملة أم نحن لسنا أكثر من دولة فاشلة ومجتمع قبائل تتصارع وتغزو وتغنم وتتحالف مع قبائل أخرى أو مع الخارج وتأخذ بالثأر لقتلاها وتبتهج وتحتفل وتشمت بموت أبناء القبيلة الشبيهة والمنافسة؟
ربما يحمل السؤال الأخير الجواب داخله..