مريم رجوي : تصدير الحرب والتطرف، استراتيجية نظام الملالي للبقاء

في إطار فعاليات اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، شهدت العاصمة الألمانية برلين انعقاد مؤتمر دولي تحت عنوان “لا للإعدام – المحاسبة لقادة النظام الإيراني”، بحضور عدد من الشخصيات البرلمانية والحقوقية الألمانية، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني. وقد شاركت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، في هذا المؤتمر وألقت كلمة مؤثرة عبر الإنترنت، سلطت فيها الضوء على الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها نظام الملالي في إيران، لا سيما ما يتعلق بالإعدامات الجماعية والقمع المنهجي ضد الشعب الإيراني.

رجوي استهلت كلمتها بإدانة شديدة لنظام الملالي، واصفة إياه بأنه “النظام صاحب الرقم القياسي العالمي في تنفيذ أحكام الإعدام”، مؤكدة أن 74% من الإعدامات التي جرت في العام الماضي على مستوى العالم كانت في إيران، وأن هذا النظام يعتبر الأكثر قسوة في استهداف النساء والمعارضين السياسيين. وأشارت إلى أن هذا النهج المتوحش ليس وليد اليوم، بل هو جزء من استراتيجية النظام منذ أربعة عقود، حيث شملت حملات الإعدام والتصفية السياسية كافة الفئات من الأقليات العرقية والدينية إلى النشطاء السياسيين.

الإعدامات واستهداف المعارضين السياسيين

أكدت رجوي أن النظام الإيراني يستخدم عقوبة الإعدام كأداة لقمع الشعب الإيراني وترويع المعارضين. واستعرضت في كلمتها بعض الجرائم المرتكبة في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 1500 شاب ومراهق في انتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وأكثر من 750 شخصاً في انتفاضة عام 2022. كما كشفت عن وثائق تؤكد أن أكثر من 5000 سجين ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام، معتبرة أن هذه الأرقام تعكس الوجه الحقيقي لنظام الملالي الذي يعتمد على الإعدام كوسيلة للبقاء في السلطة.

النظام الإيراني : راعي الحرب والإرهاب في المنطقة

في السياق نفسه، سلطت رجوي الضوء على دور النظام الإيراني في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط، معتبرة أن تصدير الحروب والإرهاب جزء أساسي من استراتيجيات النظام للهروب من الأزمات الداخلية. وأشارت إلى أن الأحداث الأخيرة أكدت مجدداً أن هذا النظام هو الراعي الرئيسي للإرهاب والحروب في المنطقة، وأنه يواصل استغلال ثروات الشعب الإيراني لتمويل وكلائه الإقليميين، مثل الميليشيات المسلحة في لبنان واليمن وسوريا، في حين يعاني المواطنون الإيرانيون من الفقر المدقع.

رجوي أكدت أن استمرارية هذا النهج تدفع المنطقة نحو مزيد من الدمار، وأن السلام والاستقرار لن يتحققا إلا بإسقاط النظام الإيراني. وأضافت أن العالم الذي يحتفل باليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام يجب أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة نظام الملالي الذي يستخدم الإعدام كأداة لتصفية المعارضين وقمع الحريات.

الدعوة إلى محاسبة قادة النظام الإيراني

رجوي طالبت المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد النظام الإيراني، داعية إلى محاسبة قادة النظام على الجرائم التي ارتكبوها، بما في ذلك الإعدامات الجماعية وجرائم الإبادة الجماعية التي أشار إليها تقرير الأمم المتحدة الصادر في يوليو 2023. وأكدت على أهمية استناد المحاسبة إلى مبدأ الولاية القضائية الدولية، معتبرة أن أي تهاون في مواجهة النظام الإيراني سيؤدي إلى استمرار دوامة العنف والقمع داخل إيران وخارجها.

المطالبات الرئيسية للمقاومة الإيرانية

اختتمت رجوي كلمتها بتوجيه عدد من المطالب إلى الحكومات الغربية والمجتمع الدولي، منها :

1. الضغط من أجل وقف الإعدامات في إيران : دعت الحكومات إلى جعل علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران مشروطة بوقف الإعدامات والإفراج عن السجناء السياسيين.

2. محاسبة قادة النظام : شددت على ضرورة محاسبة المسؤولين الرئيسيين في النظام الإيراني على جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وفقًا لمبادئ القانون الدولي.

3. تصنيف الحرس الثوري ووزارة المخابرات كمنظمات إرهابية : طالبت بتصنيف الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات كمنظمات إرهابية دولية، والعمل على إغلاق السفارات والمراكز التابعة للنظام الإيراني التي تعمل كمقرات لأنشطة التجسس والترويج للنفوذ الإيراني في الخارج.

4. الاعتراف بالمقاومة الإيرانية : دعت إلى الاعتراف بنضال الشعب الإيراني والمقاومة الديمقراطية المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتبارها بديلاً شرعيًا للنظام الحالي، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف يشكل خطوة أساسية نحو تحرير إيران وبناء نظام سياسي يقوم على الديمقراطية وحقوق الإنسان.

لا للإعدام، نعم للحرية

وفي ختام كلمتها، أكدت رجوي أن الشعب الإيراني لن يتراجع عن نضاله من أجل الحرية، وأن المقاومة الإيرانية ستواصل رفع راية النضال ضد الإعدامات والقمع حتى يتم إسقاط نظام الملالي. وأشادت بالسجناء السياسيين في إيران الذين يناضلون من داخل السجون، وخاصة أولئك الذين ينفذون إضرابات عن الطعام احتجاجًا على الإعدامات.

كما دعت المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية والكرامة، مؤكدة أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات عملية ضد النظام الإيراني، بدءًا من محاسبة قادته على جرائمهم ووصولًا إلى دعم البديل الديمقراطي الذي يمثله المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

اخترنا لك