“عن المؤدلجين”

كتب جاد داغر
@JadDagher3

اذا كان الانتصار بالنسبة لبعض المؤدلجين بعد كل الموت والدمار، هو وقف اطلاق النار و العودة الى الحدود اللبنانية تاريخ ٢٠٢٣. اي دون انجاز اي شيء باستثناء المحافظة على حزب الله نفسه بدل المحافظة على مصالح الوطن.

فهذا يعني ان هؤلاء الذين تربّوا في مدارس سياسية لغسل الدماغ وسهروا على تلفاز غسل الدماغ وصلّوا في جامع غسل الدماغ، كبروا ليصبحوا مواطنين مؤدلجين بلا رأي، ببّغاء تكرّر ما تعلّمت، سجينة قفص خيالي تتنعّم فيه بفتات خبز مربّيها وتشتاق لصوته.

هؤلاء الذين تعلّموا انهم يعيشون، هم وحدهم، في ملحمة تاريخية لا تنتهي وانهم هم لسبب من الاسباب مختلفين عن كل الناس وكل المجتمعات ومنفصلين عن محيطهم وهم، مصيرهم التضحية والاستشهاد واستشهاد كل من عاش معهم. وانهم هم لمنتصرون مهما كانت افعالهم ومهما كانت النتائج الواقعيّة. ببساطة لانهم هم، قوم فريد، قوم هو فقط يعرف الحق من الباطل. فقط لانه تم اقناعهم بأن مآسيهم اليوم مرتبطة بمآس مقدّسة عمرها ١٤٠٠ سنة وليس بمآس سبّبها حكّامهم. فعلا الدين في بعض الاحيان يستخدم كافيون للشعوب. شعوب العالم الثالث فقط.

واكرّر ان استغلال الدين في السياسة هو نوع اخر من انواع الفساد.

وما ينطبق اليوم على انصار حزب سياسي ما، انطبق سابقا وسينطبق مستقبلا على احزاب من طوائف اخرى في لبنان. وهو ينطبق على اليهود الصهاينة في اسرائيل اليوم. فساد سياسي لا يعرف الحدود. فحتى الدين بات اداة في “عدّة شغل” التحكّم بالجماهير.

اخترنا لك