تحذيرات من تدخلات #إيران : #لبنان ليس ساحة نفوذ وكرامة الشعب ليست للبيع

بقلم محمود شعيب – كاتب وناشط سياسي
@Cho82247Chouaib

تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني، التي تحمل في طياتها إيحاءات أو تصريحات مباشرة تتعلق بالشأن الداخلي اللبناني، تشكل استفزازًا غير مقبول وتعديًا على السيادة الوطنية للبنان. فلبنان دولة مستقلة ذات سيادة، ولا يجوز لأي جهة خارجية، مهما كانت، أن تتدخل في شؤونه الداخلية أو تفرض عليه أي أجندة تخدم مصالحها الإقليمية.

هذه التصريحات تأتي في سياق سياسة إيرانية تهدف إلى بسط النفوذ على عدد من دول المنطقة، وتحويلها إلى أدوات تخدم مصالح طهران التوسعية، ولبنان للأسف أصبح ساحة رئيسية لهذه اللعبة. إن ما نسمعه من بعض المسؤولين الإيرانيين يؤكد بشكل واضح أن النظام الإيراني ينظر إلى لبنان كجزء من مشروعه الإقليمي، عبر الاعتماد على وكلائه داخل البلاد، خصوصًا “حزب الله”، الذي يسعى إلى تحقيق أجندات طهران السياسية والعسكرية على حساب الاستقرار والسيادة اللبنانية.

تصريحات رئيس مجلس الشورى يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار لكل اللبنانيين، بأن بلادهم قد أصبحت في قلب مخطط توسعي يسعى إلى تحييد لبنان عن محيطه العربي والدولي. كما أنها دليل إضافي على أن سياسات إيران لا تستهدف سوى ترسيخ النفوذ عبر خلق الأزمات وتعزيز الفوضى، بما يتيح لها فرصة استغلال ضعف الدولة لتحقيق مصالحها.

الشعب اللبناني، بكل طوائفه وأطيافه، يجب أن يرفض هذه التدخلات المستفزة، وأن يعبر عن موقفه الواضح ضد أي محاولة لجعل لبنان رهينة للصراعات الخارجية. إن الرد المناسب على هذه التصريحات يجب أن يكون بتعزيز الوحدة الداخلية والعمل على استعادة قرار لبنان الحر، بعيدًا عن أي وصاية أو تدخلات خارجية، مهما كانت مصادرها.

ختامًا، نقول لرئيس مجلس الشورى الإيراني : لبنان ليس ساحة نفوذ أو منطقة لتصفية الحسابات الإقليمية، وكرامة وسيادة الشعب اللبناني ليست للبيع أو المساومة وردآ على تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني، وقبله وزير الخارجية ورئيس الجمعورية هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي في اتخاذ موقف حازم وحاسم للدفاع عن سيادة لبنان وكرامته.

المطلوب من الحكومة والبرلمان اللبناني إصدار بيان رسمي يدين هذه التصريحات بشكل قاطع، مؤكدة على أن لبنان هو دولة ذات سيادة مستقلة لا تقبل أي تدخل خارجي في شؤونها. يجب استدعاء السفير الإيراني في بيروت لتقديم مذكرة احتجاج توضح أن هذه التدخلات غير مقبولة وتؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية.

يمكن للحكومة اللبنانية التواصل مع الجامعة العربية والأمم المتحدة للحصول على دعم دولي لحماية سيادة لبنان، مما يعزز استقرار البلاد. يتعين دعم وتعزيز المؤسسات الأمنية والعسكرية اللبنانية لضمان أن القوات المسلحة اللبنانية هي الضامن الوحيد لأمن البلاد.

من الضروري تعزيز الوحدة الوطنية بين الأطياف السياسية لرفض أي تدخل خارجي بشكل جماعي، مع التركيز على تعزيز الحوار الوطني. وأخيرًا، في حال استمرار هذه التصريحات والسياسات التدخلية، يمكن مراجعة العلاقات الدبلوماسية مع إيران وإعادة تقييم مدى استفادة لبنان من هذه العلاقات.

ختامًا، يجب أن يبقى موقف لبنان قويًا وواضحًا، يؤكد أن قراره الوطني مستقل ولا يخضع لأي جهة خارجية، مما يعزز من مكانته كدولة حرة ومستقلة على الساحة الدولية.

اخترنا لك