كلمة نعيم قاسم ذكرتني بكلمة الحريري

بقلم غسان صليبي

هل تذكرون كلمة سعد الحريري
عندما كان محتجزا
في السعودية؟

تذكرتها
وانا أشاهد واستمع
إلى كلمة نعيم قاسم
البارحة.

الاثنان
يقرآن كلمة مكتوبة
وكأنها كُتبت لهما،
الحريري كتبها له سعوديون
وقاسم كتبها له أيرانيون.

الاثنان يتمرجلان،
الحريري على حزب الله
وقاسم على إسرائيل،
فيما الاول كان مُحتجَزاً
والثاني هو حالياً
مختبىء.

لو طُبقت كلمة الحريري
على الارض،
لم تكن لتؤدي الى تحرير لبنان
من سطوة حزب الله
كما كان يشتهي
بل الى حرب اهلية،
وكلمة قاسم لو طُبقت
اليوم على الارض
لن تؤدي الى وقف
العدوان الإسرائيلي
كما يشتهي
بل الى تأجيج مقدمات
حرب أهلية.

الحريري وقاسم
وجهان باهتان
في لحظة
تبعية
كاملة للخارج.

الاول ساهمت فرنسا في تحريره
بالتعاون مع السلطة السياسية في حينه،
قبل أن يعود ويترنح سياسيا
ويختار المنفى الطوعي،
بضغط من السلطة السياسة نفسها.

الثاني يحتاج
الى من يحرره،
وهو عندما وضع ثقته
ب”الإخ الاكبر” نبيه بري
في كلمة سابقة،
للتوصل الى وقف إطلاق النار،
بدا وكأنه يطالبه أيضا بتحريره،
قبل أن يعود في كلمته الأخيرة
ويربط لبنان بغزة،
في تراجع في الموقف
لا يقدم عليه
الا من فقد ارادته كلياً.

هذا النص المقتضب
ليس تشبيها
لشخصيتين مختلفتين كليا
ولنهجين نقيضين
واحد مسالم وآخر عنيف،
واحد عمل من داخل المؤسسات الدستورية
وآخر يعمل من خارجها،
بل مقارنة ولو صادمة
لإبراز وطأة التبعية للخارج
على الزعامات اللبنانية،
التي لم ولن تؤدي
الا للحروب الاهلية.

اخترنا لك