عائلات سورية نازحة… الشارع ولا العودة الى سورية

بقلم وفيق الهواري

منذ 23 أيلول 2024، تشهد مدينة صيدا ومنطقتها نزوحاً كبيراً من المناطق الجنوبية التي تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية. آلاف العائلات استقرت في 23 مركزا للايواء اعتمدتها السلطات اللبنانية المركزية والمحلية، فيما استقرّ الآلاف في منازل مستأجرة او في منازل أقارب واصدقاء.

في المقابل، وبسبب حظر السلطات اللبنانية استقبال العائلات السورية النازحة في مراكز الايواء، افترشت معظم هذه العائلات الساحات العامة والارصفة والحدائق، أما في منطقة جزين فقد جرى تجميعهم ونقلهم الى منطقة البقاع.

بعض العائلات السورية، وعددها نحو 65، نجحت في التسرب الى بعض مراكز الايواء وترفض بلدية صيدا اخراجهم من مراكز الايواء بالقوة كما يطلب بعض اطراف السلطة، فيما استقبلت وكالة “الاونروا” العديد منهم في مراكز التي فتحتها في المنطقة، من بينهم 19 سوريا في مدرسة نابلس، و120 في مدرستي بيت جالا وبيرزيت، و195 في مركز التدريب في سبلين. بينما افترشت 145 عائلة تضم اكثر من 700 شخص أرض موقف محمد زيدان قرب ساحة النجمة وسط المدينة، بينما تم نقل بعضهم إلى الشمال.

الموقف بيتا والبحر للاستحمام

تعيش هذه العائلات في ظروف معيشية وحياتية قاسية. تقول احدى النازحات وتدعى ميمار لجريدة “الخبر”: “لا توجد حمامات، وتستخدم النساء حماماً في احدى المحطات القريبة، ومعظمنا يسبح في البحر للاستحمام، ما يعرضنا لكثير من الأمراض. وينتشر القمل بشكل واسع”.

ويقول رجل كهل: “بعد مرور عشرة أيام على وجودنا في الموقف، اعطتنا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كمية من الفرش لكنها غير كافية، كما يأتينا البعض ببقايا الاكل الذي يبقى في مراكز الايواء”. وتزيد احدى الصبايا: “أعطونا أرقام هاتف للاتصال بالمفوضية، لكن للأسف لا أحد يجيب”.

في أحد مراكز الايواء حيث يستقر عدد من العائلات السورية، يقول أحد المتطوعين في مجال المساعدة الإنسانية: “أجريت إتصالاً مع أحد مسؤولي المفوضية وطالبته بإيجاد حل لهذه المشكلة، وكان جوابه: اخرجهم من المركز الى الشارع”.

في متابعة مع عدد من العاملين في هذا المجال، يشير أحدهم الى أن المشكلة تكمن في العلاقة بين الدولة اللبنانية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. إذ إن الدولة لا تريدهم في مراكز الايواء للضغط عليهم كي يعودوا الى سوريا، والمفوضية تقول انها لا تستطيع مساعدتهم الا اذا أمّنت الدولة مراكز إيواء خاصة بهم.

في 18 تشرين الاول 2024، وجّه محمد زيدان مالك عقار الموقف الذي تقطنه العائلات السورية النازحة رسالة إلى بلدية صيدا يطالبها فيها بإفراغ العقار من النازحين، كما رفع عدد من المقيمين حول العقار كتاباً الى البلدية يلفتون نظرها الى تدهور الوضع الصحي والبيئي في المنطقة. وقد رُفع الكتابان الى محافظ الجنوب المعني بالموضوع.

ويقول مصدر في بلدية صيدا ان المفوضية أبلغت البلدية بأنها اتفقت مع وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار على تأمين مركزي إيواء في البقاع يستوعبان الف عائلة لنقل العائلات المقيمة في الشوارع.

ويقول احد النازحين ان عدداً من الأشخاص اتصلوا بالنازحين وطلبوا منهم إخلاء الموقف باسم البلدية، الا ان رئيس بلدية صيدا حازم بديع نفى ان يكون المجلس البلدي قد طلب الإخلاء قبل تأمين البديل.

وتتردد معلومات بأن أحد النازحين أ. م. اقنع خلال اليومين الماضيين سبع عائلات من النازحين بالعودة الى سوريا، لكن معظم المقيمين في الموقف يؤكدون عدم رغبتهم بالعودة. وتختم ميمار “إذا لم يجدوا حلاً لنا واخرجونا من هنا، فلا حل سوى البقاء في الشارع او عند شاطىء البحر، لأننا لن نعود الى سورية”.

اخترنا لك